ردود أفعال.. ما يجري في الخان الأحمر تطهير عرقي وجريمة جديدة يقترفها الاحتلال

4 يوليو 2018آخر تحديث :
ردود أفعال.. ما يجري في الخان الأحمر تطهير عرقي وجريمة جديدة يقترفها الاحتلال

رام الله- صدى الاعلام

تواصلت ردود الافعال الرسمية، الرافضة لما أقدمت عليه قوات الاحتلال الاسرائيلي اليوم الاربعاء، بحق تجمعات بدوية في الخان الاحمر بمحافظة القدس، معتبرة هذا الخطوة الاحتلالية حلقة جديدة في سلسلة حلقات التهجير القسري والاقتلاع من الارض، خدمة لمشروع التوسع الاستيطاني الاسرائيلي على الارض الفلسطينية.

حكومة الوفاق

وفي السياق، ادانت حكومة الوفاق الوطني الهجمة الاحتلالية التي طالت (تجمع ابو نوار والخان الاحمر) في محيط القدس المحتلة.

وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود إن مهاجمة قوات كبيرة من جيش الاحتلال تجمع ابو نوار شرق العيزرية في محيط العاصمة المحتلة، وهدم عدد من مساكن قاطنيه وطردهم من المنطقة، في الوقت الذي تحاصر فيه قوات الاحتلال المعززة بالآليات والجرافات الخان الأحمر جنوب العاصمة المحتلة في مسعى منها الى إخلاء قسري للأهالي وطردهم يعدُّ استمرارا لتنفيذ جرائم التهجير الرهيبة التي انتهجتها اسرائيل منذ عام النكبة الأسود.

وشدد على ان ما تقترفه قوات الاحتلال اليوم ضد تجمع ابو نوار والخان الأحمر يضاف الى سلسلة جرائم الاحتلال بحق ارضنا وشعبنا، وسلسلة الاعتداءات الاحتلالية على القانون الدولي والذي يحظر على السلطة القائمة بالاحتلال هدم ممتلكات المواطنين وتهجيرهم والاعتداء على ممتلكاتهم سواء بالمصادرة او بالتخريب والتدمير.

وطالب المتحدث الرسمي المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية الدولية بالتدخل لحماية قوانينها ومنع الاحتلال من مواصلة اعتداءاته على شعبنا وارضنا واهانته القوانين والشرائع الدولية.

المالكي: جريمة حرب إسرائيلية جديدة

بدوره، أدان وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، بأشد العبارات جريمة الحرب التي ترتكبها إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، في الخان الأحمر.

وأشار “إلى أن التهجير القسري لتجمع الخان الأحمر بأكمله يهدف إلى إفساح المجال لتوسيع البناء الإستعماري غير القانوني في القدس الشرقية المحتلة، وهو دليل آخر على أن الحكومة الإسرائيلية تتمتع بحصانة من المساءلة والإفلات من العقاب، وتتجاهل كافة الأعراف والقوانين الدولية في ظل غياب واضح للمساءلة القانونية من قبل المجتمع الدولي”.

وأكد المالكي أن تخلف المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته وإلتزاماته بموجب القانون الدولي، لا سيما فيما يتعلق بإحترام وضمان إحترام القانون الدولي في الأرض الفلسطينية المحتلة، يشجع إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على إرتكاب مثل هذه الأفعال الإجرامية. بالإضافة إلى أن الإجراءات الإسرائيلية غير القانونية بحق أهلنا في تجمع الخان الأحمر، ستعمل على تقطيع أوصال القدس المحتلة عن محيطها العربي الفلسطيني الطبيعي، في محاولة إلى إلحاق ضرر لا رجعة فيه لإمكانية تحقيق السيادة والإستقلال الفلسطيني، وفي الوقت الذي تعمل فيه إسرائيل، السلطة القائمة بالإحتلال، على تهجير قسري لمجتمعات فلسطينية بأكملها، تواصل  نقلها غير القانوني لعشرات الآلاف من المستوطنين المستعمرين إلى الأرض الفلسطينية المحتلة, بما فيها القدس الشرقية، وتعلن موافقتها على إنشاء مئات الوحدات الإستيطانية الإستعمارية في إنتهاك صارخ للقانون الدولي، وبالأخص القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي الجنائي.

وقال وزير الخارجية والمغتربين، إن ما يحصل في الخان الأحمر، ما هو إلا شهادة أخرى على سياسة إسرائيل، السلطة القائمة بالإحتلال، واسعة النطاق والممنهجة لتهجير المدنيين الفلسطينيين، منذ العام 1948، وهو ما يؤكد نواياها الحقيقية لإستدامة إحتلالها الإستيطاني الإستعماري الذي يهدف إلى تهجير الفلسطينيين وإستبدالهم، وإحلال مستوطنيها.

وجدد الدعوة للمجتمع الدولي لإتخاذ مواقف مبدئية وحازمة في مواجهة الإنتهاكات والإجراءات الإسرائيلية الفاضحة وغير القانونية في ظل عدم إحترامها للقانون الدولي وحقوق الإنسان في فلسطين، وذلك تماشياً مع التزاماته بموجب القانون الدولي.

وشدد الوزير المالكي أنه على المجتمع الدولي، بما فيه مجلس الأمن أن يتحمل مسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدوليين، وأن يتخذ إجراءات جدية وجريئة تهدف إلى إلزام إسرائيل، السلطة القائمة بالإحتلال، بالوقف الفوري لجميع جرائمها وإنتهاكاتها وإنهاء الإحتلال الإستعماري الذي بدأ منذ العام 1967م. مضيفاً إلى أن ما يحصل الآن ما هو إلا إختبار للمجتمع الدولي ومصداقيته.

وفي الختام، أكد المالكي، أن دولة فلسطين ستواصل الجهود في مواجه السياسات والإجراءات الإرهابية الإجرامية التي تمارسها إسرائيل، السلطة القائمة بالإحتلال، وستستمر في الدفاع عن حقوق شعبنا غير القابلة للتصرف في الحرية والإستقلال. كما وستلجأ دولة فلسطين إلى كافة الخيارات القانونية والسياسية والدبلوماسية المتاحة من أجل حماية شعبنا وأرضه والدفاع عن حقوقه الأساسية.

أبو هولي: تطهير عرقي يخدم المشروع الاستيطاني

وفي السياق، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون اللاجئين أحمد أبو هولي إن استهداف إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، للتجمعات البدوية في القدس تطهير عرقي يخدم المشروع الاستيطاني الإسرائيلي.

وأضاف أبو هولي، ان بدء تنفيذ المخطط الإسرائيلي لترحيل 40 عائلة من عرب الجهالين في الخان الأحمر من أراضيهم وتدمير بيوتهم هو جريمة ضد الإنسانية وإرهاب دولة منظم وإعلان حرب مفتوحة على الفلسطينيين، وحلقة من حلقات مسلسل التطهير العرقي والتهجير القسري للفلسطينيين لترحيلهم خارج المنطقة المصنفة ضمن ما يعرف بمخطط E1 الاستيطاني، في إطار التنفيذ التدريجي لمشروع قانون القدس الكبرى .

وحذر من مخطط إسرائيل الرامي إلى إخلاء التجمعات البدوية الفلسطينية المحيطة بالقدس التي يصل عددها إلى 46 تجمعا، في مسعى إسرائيلي لإنهاء الوجود الفلسطيني، وتكريس احتلالها وإقامة دولة يهودية عرقية تبدد المسعى الدولي لحل الدولتين.

وتابع ان استمرار إسرائيل في انتهاج سياسة الترحيل القسري للفلسطينيين، ومصادرة الأراضي في النقب والأغوار، واستهداف التجمعات البدوية الفلسطينية في جبل البابا وتجمعي أبو نوار والخان الأحمر، وهم من اللاجئين الذين ينحدرون من صحراء النقب هجروا من ديارهم عام 1948 وغيرها من التجمعات البدوية، وترحيلهم خارج المنطقة المصنفة E1 الاستيطاني، يؤكد أن هذه الحكومة لم تخرج من عقلية النقاء العرقي المنبوذ دوليا لتكريس دولتها اليهودية على حساب الوجود الفلسطيني على أرضه .

وأوضح أبو هولي أن المخطط الإسرائيلي لهدم الخان الأحمر وترحيل ساكنيه يتنافى تماما مع اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 ويتعارض مع مبادئ وقواعد القانون الدولي، ومع بنود الميثاق العالمي لحقوق الإنسان، لافتا إلى أن هذه الجريمة ليست الأولى من هذا النوع التي تقترفها إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال، فقد سبق ودمرت أكثر من 500 قرية فلسطينية، وشردت أهلها إبان النكبة عام 1948 .

وأكد أن تلك الممارسات تزيد الأمور تعقيدا بمنطقة الشرق الأوسط، وتعرقل من فعالية الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إقامة سلام عادل وشامل يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة .

وطالب المجتمع الدولي بمحاسبة إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، على جرائمها التي ترتكب بحق شعبنا وتوفير الحماية الدولية له، وإلزامها على الانصياع لقواعد القانون الدولي، ووقف سياساتها الاستيطانية غير القانونية وممارساتها العنصرية والعرقية تجاه شعبنا، والإقرار بحقوقه التي أقرتها الشرعية الدولية، وتمكينه من تجسيد سيادته واستقلاله وإقامة دولته على حدود عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة اللاجئين إلى ديارهم طبقا للقرار 194.

وثمن أبو هولي صمود الأهالي في الخان الأحمر وأهالي كل القرى التي يلاحقها خطر الهدم والترحيل، الذين رفضوا الانصياع لإخطارات حكومة الاحتلال بإخلائهم، وقرروا البقاء والثبات والصمود على أرضهم، داعيا كافة جماهير شعبنا إلى التضامن مع أبناء الخان الأحمر، والتصدي لجرائم الاحتلال ومخططاته الساعية إلى تفريغ الأرض الفلسطينية من أهلها لصالح توسيع المستوطنات وتمكين المستوطنين فيها.

مجدلاني: سرقة جديدة لاراضي الدولة الفلسطينية

الى ذلك، اعتبر الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي في الخان الأحمر وتجمع أبو نوار، تطهير عرقي وسرقة جديدة لأراضي الدولة الفلسطينية، وذلك لتنفيذ المشروع  الاستيطاني “E1″، الذي يهدف للاستيلاء على 12 ألف دونم، ممتدّةٍ من أراضي القدس الشرقية حتى البحر الميت، وتفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني، لفصل جنوب الضفة عن وسطها.

وأضاف مجدلاني، ان قيام سلطات الاحتلال بفرض حصار على المنطقة والاعتداء على النشطاء والأهالي، جريمة جديدة تضاف لسجل الاحتلال الإجرامي، وإرهاب الدولة المنظم الذي يمارسه ضد أبناء شعبنا، وان هذه الأراضي مملوكة بالكامل ومسجلة في “الطابو” لأهل بلدة عناتا، ويسكنها 181 شخصا أكثر من نصفهم من الأطفال.

وتابع مجدلاني عقب منعه من دخول المنطقة من قبل قوات الاحتلال بحجة الأمر العسكري بالإغلاق، ان ما ينفذ في المنطقة جريمة حرب وتطهير عرقي، وأن الرعاية الأميركية لحكومة الاحتلال تشكل حماية لها لمزيد من التطرف والعنصرية وتنفيذ مخططاتها العدوانية ضد أبناء شعبنا.

وطالب مجدلاني المجتمع الدولي بمغادرة موقف الانتظار والوقوف عند مسؤولياته، والضغط على حكومة الاحتلال للكف عن عدوانها.

فتوح: انتهاك جسيم لاتفاقية جنيف

 بدوره، اكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مفوض العلاقات الدولية روحي فتوح، أن سياسة واجراءات اسرائيل في قرية الخان الأحمر شرق مدينة القدس، مخالفة للقانون الدولي، الأمر الذي يتطلب موقفا رادعا من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، لمنع سلطة الاحتلال من تنفيذ قرار هدم قرية الخان الأحمر وتهجير سكانها قسرا.

وبين فتوح خلال اتصالات مع عدد من زعماء الاحزاب الدولية، أن الخان الأحمر يشكل مأوى لأكثر من 180 شخصا نصفهم من الأطفال، ويضم مدرسة يدرس فيها عشرات الطلاب من التجمعات المجاورة.

وأضاف ان هذا العدوان الإسرائيلي يأتي ضمن مخطط استيطاني كبير بهدف توسيع مستوطنة “معاليه ادوميم” لسلخ مدينة القدس عن باقي الأراضي الفلسطينية، تنفيذا لما يسمى “مخطط القدس الكبرى”.

وقال فتوح إن هدم قرية الخان الأحمر يشكل انتهاكا جسيما لاتفاقية جنيف الرابعة، واخلاء قسريا للسكان بحسب القانون الدولي الانساني الذي يحظر هدم ومصادرة الممتلكات الخاصة من قبل السلطة القائمة بالاحتلال.

فتح: حرب إبادة

من ناحيتها، طالبت حركة فتح، العالم بأسره للتدخل الفوري لوقف المجزرة والمحرقة الجديدة التي ترتكبها سلطات الاحتلال في الخان الاحمر بحق السكان الاصليين.

وأكدت الحركة أن ما يجري جريمة تطهير عرقي وحرب إباده ضد الشعب في كل أماكن تواجده، وفي هذه الأثناء في الخان الأحمر وسكانه المتمسكين بتراب الارض وموطنهم، في حالة من استمرار النهج الاجرامي للإحتلال.

ودعت الحركة جميع أبناء الشعب، للمشاركة الفاعلة في المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الذي يسعى جاهدا لكسر الارادة وتصفية القضية، وتحويل الصراع من سياسي وحقوق قانونية وتقرير المصير الى مساعدات إنسانية.

الاخبار العاجلة