36 عاما على وقوعها …صبرا وشاتيلا…ذاكرة الدم

16 سبتمبر 2018آخر تحديث :
36 عاما على وقوعها …صبرا وشاتيلا…ذاكرة الدم

رام الله – صدى الاعلام

في الـ 16 من سبتمبر 1982، كان مخيما صبرا وشاتيلا على موعد مع مجزرة استمرت لثلاثة أيام وأوقعت العديد من المدنيين العزل شهداء؛ بينهم أطفال ونساء وشيوخ، عرفت فيما بعد باسم “مجزرة صبرا وشاتيلا”.

المجزرة التي خطط لها جيش الاحتلال الإسرائيلي ونفذها أعوانه، مذبحة تاريخها الوجداني يمتد حتى اليوم، وسيظل محفوراً في أذهاننا، لبشاعتها وقسوتها.

المنظمات الإنسانية والدولية قدرت عدد شهداء صبرا وشتيلا  3000 إلى 3500 شخص، من أصل 20 ألف نسمة كانوا يسكنون المخيم وقت حدوث المجزرة.

وحتى اللحظة لم يعرف الرقم الدقيق لضحايا المجزرة، لكن فِرَق الصليب الأحمر جمعت نحو 950 جثة، فيما أشارت بعد الشهادات إلى أن العدد قد يصل إلى ثلاثة آلاف؛ بعد أن قام من نفذها بدفن بعض الضحايا في حفر خاصة.

بدأت المجزرة بعد أن طوق جيش الاحتلال الإسرائيلي بقيادة أرئيل شارون، ورافائيل ايتان، وارتكبت هذه المذبحة بعيدا عن وسائل الإعلام، واستخدمت فيها الأسلحة البيضاء وغيرها في عمليات التصفية لسكان المخيم، وكانت مهمة الجيش الإسرائيلي محاصرة المخيم وإنارته ليلا بالقنابل المضيئة.

وقام جيش الاحتلال الإسرائيلي وجيش لبنان الجنوبي المتعاون معه بمحاصرة مخيمي صبرا وشاتيلا، وتم إنزال مئات المسلحين بذريعة البحث عن مقاتلين فلسطينيين، ولم يكن في المخيم سوى الأطفال والشيوخ والنساء، وقام المسلحون بقتل النساء والأطفال، وكانت معظم الجثث في شوارع المخيم، ومن ثم دخلت الجرافات الإسرائيلية لجرف المخيم وهدم المنازل لإخفاء الجريمة.

ونفذت المجزرة انتقاما من الفلسطينيين الذين صمدوا في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية طيلة ثلاثة أشهر من الحصار، الذي انتهى بضمانات دولية بحماية سكان المخيمات العزل بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت، لكن الدول الضامنة لم تفِ بالتزاماتها وتركت الأبرياء يواجهون مصيرهم قتلا وذبحا وبقرا للبطون.

وهدفت المجزرة إلى بث الرعب في نفوس الفلسطينيين لدفعهم إلى الهجرة خارج لبنان، وتأجيج الفتن الداخلية هناك، واستكمال الضربة التي وجهها الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 للوجود الفلسطيني في لبنان، وتحريض الفلسطينيين على قيادتهم بذريعة أنها غادرت لبنان وتركتهم دون حماية.

وحاولت إسرائيل التجرد من هذه الجريمة، ففي 1 نوفمبر 1982 أمرت حكومة الاحتلال المحكمة العليا بتشكيل لجنة تحقيق خاصة، وفي 7 فبراير 1983 أعلنت اللجنة نتائج البحث وقررت أن وزير جيش الاحتلال أرييل شارون يحمل مسؤولية مباشرة عن المذبحة، فرفض شارون قرار اللجنة واستقال من منصب “وزير الجيش”.

مجزرة صبرا وشاتيلا، جرح فلسطيني نازف في الذاكرة لا يمكن بأي حال من الاحوال نسيانها، صبرا وشاتيلا ليست المجزرة الأولى أو الأخيرة، التي ارتكبها الاحتلال بحق شعبنا، فقد سبقتها مجازر قبية ودير ياسين والطنطورة، وتلتها مجزرة مخيم جنين، وغيرها من المجازر، والاعتداءات الاسرائيلية المتكررة تجاه أهلنا في قطاع غزة وما يتعرض له المرابطون في الخان الاحمر ، ورغم بشاعة ما جرى من قتل وتدمير وانتهاكات  لا يزال الفاعلون طلقاء.

الاخبار العاجلة