السنوار صدى لـ”اسرائيل بيتنا”!!

7 أكتوبر 2018آخر تحديث :
مقالات مروان طوباس جنين

موفق مطر-الحياة الجديدة

إمرأة تعتبر في مفاهيم وتعاميم الاخوان المسلمين “عورة وناقصة عقل ودين” استطاعت اختراق الجهاز الأمني الخارق الحارق لرأس حربتهم في قطاع غزة (حماس)، وهندست لقاءً صحفيا مع قائدها يحيى السنوار اعتبر أم فضائح الجماعة حتى الآن.

لم يكذب مكتب السنوار مضمون اللقاء، رغم نفيه العلم بجنسية الصحفية، والصحيفة صاحبة السبق الصحفي، مايؤكد ان المسح الأمني الذي اجراه السنوار حول الصحفية والصحيفة المستفيدة من اللقاء قد سمح للسنوار بالتجرؤ على مسح ذاكرة الفلسطينيين عموما وعسكر حماس خصوصا.

سارع السنوار للمصادقة على مقولة نفتالي بينيت رئيس حزب (اسرائيل بيتنا) الوزير في ائتلاف حكومة نتنياهو التي اطلقها قبل ايام ومضمونها ان اسرائيل لن تسمح بقيام الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية لأنها موجودة في قطاع غزة، فكان حديثه لصحيفة يديعوت أحرونوت عبر الصحفية فرانشيسكا الصدى الطبيعي الذي لطالما رغب المحتلون بسماعه.

قائد حماس يحيى السنوار بعث بالعبرية الى المعلم في تل ابيب، ما يمليه عليهم المعلمون (الاخوان) الكبار بالعربية، فكانت رسالته بين السطور “غزة دولتنا” باعتباره قائداً لحزب “غزة بيتنا” وهو ما نعتقد انه سيكون عليه اسم حماس الجديد بعد تحقيق “سلام السنوار”.

“انهاء الحصار” هو كل السلام الذي يريده السنوار مع اسرائيل، لم يأت على ذكر القدس العاصمة الأبدية ومقدساتها، ولا على حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة، ولم يشترط حرية الأسرى، ولم يات على ذكر دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، حتى مقولة التحرير من النهر الى البحر، فانها تعني عند حماس السيطرة الكاملة ابتداء من الوادي في بيت حانون الذي تتدفق فيه مياه الأمطار حيث حاجز ايرز الاحتلالي وحتى شاطئ البحر عند رفح!.

“انهاء الحصار” او “كسر الحصار” باتت كلمة السر التي تتخذها حماس للولوج الى صفقة القرن، أما معناها الحقيقي فهو تمكين حماس من اطالة عمر انقلابها الدموي، وتهيئة الحياة له حتى تبلغ القدرة على اعلان الانفصال، هذا هو الثمن الذي عرضه السنوار عبر صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية مقابل سلام يمنحه لدولة الاحتلال والمستوطنين.

سلام حمساوي لاسرائيل مقابل اقرار الادارة الاميركية ونظام الابرتهايد في تل ابيب بأن حماس هي البديل عن منظمة التحرير الفلسطينية، وبالمقابل تتعهد حماس بقبول ما رفضه الرئيس ابو مازن والقيادة الوطنية الشرعية للشعب الفلسطيني، وتطمين الرأسين في واشنطن وتل أبيب أنها لن تكون رأسا نديا، وانما في حدود دور “المُستَخدَم”.

قال السنوار الذي كان اقسم على دق عنق من يعطل مسار المصالحة الفلسطينية: “أرى أن هناك فرصة حقيقية للتغيير”.. واضاف:” مسؤوليتي هي التعاون مع أي شخص يمكن أن يساعدنا في وضع حد للحصار”!!.
ممارسة فن التعري السياسي هو ما قصده السنوار بالتغيير، اي ازالة كل مايستر عورة (جماعة الاخوان الحمساويين) والتحرر من الحياء والقيم والمبادئ، والاتجاه مباشرة نحو المقصد دون التفاف أو تمايل بإغراء واثارة على العمود القائم ابدا على مسارح التعري الليلية والنهارية حتى!.

يقبل المسؤول رقم واحد في حماس بالتعاون مع اي شخص بعد استثنائه الشخصية الوطنية الفلسطينية، شخص الشرعية الوطنية ورمزها الرئيس محمود عباس، ام تراه كان في غيبوبة عندما اجتمع مشايخ جماعته في التشريعي المغتصب لتقرير نزع الشرعية عن رئيس الشعب الفلسطيني وقائد حركة تحرره الوطنية ابو مازن ؟!!..

السنوار على استعداد للتعاون مع اي شخص.. لكن هل يعلم ان الشيطان شخص ايضا، وان مندوبيه الذين يلتقون معه ومع مشايخ جماعته على هيئة البشر كثيرون ومعروفون بالاسم والجنسية. احتقر السنوار دماء الفلسطينيين وتضحياتهم في قطاع غزة وفي كل مكان باحتقاره (سلاح حماس المقدس)، فقد جعل (خردته المقدسة) حسب وصفه مجرد مقاليع في مواجهة دولة الاحتلال (اسرائيل النووية) فهو قد قال:” من لديه الرغبة في مواجهة دولة نووية بمقلاع.. الحرب لن تحقق شيئا”.

وهنا نسأل المجاهد رقم واحد في جماعة حماس في قطاع غزة: “أتكدسون السلاح في قطاع غزة، وتجبون الأموال من المواطنين هناك، وتتحدثون عن انفاقه على التصنيع الحربي لكسر ادمغة الوطنيين الفلسطينيين كما فعلتم ايام انقلابكم الدموي في العام 2007 عندما قتلتم بسلاحكم القذر مئات الفلسطينيين، وهو رقم يفوق ما قتلتم من جنود الاحتلال بمئة ضعف”.

بعث السنوار برسالة اطمئنان لقادة الاحتلال الأمنيين الذين قالوا “ان حكم حماس في غزة مصلحة اسرائيلية ” مفادها ان سلاح حماس ليس للحرب لأن “الحرب ليست في مصلحة حماس”- هكذا قال السنوار- ويبدد تخوفاتهم من صواريخ حماس التي ستكون مجرد (طقع مقاليع )، وان الصواريخ التي قال فتحي حماد ان حماس على استعداد لتصديرها للجيوش العربية لتحارب بها مجرد (شماريخ) أي العاب نارية للاحتفالات والعروض البصرية المبهرة!.

ويبقى السؤال الأهم الى آباء وامهات واخوة واخوات وزوجات وبنات وابناء عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى الذين اضحوا بلا أطراف: “ما موقفكم من الذي زج بابنائكم في ميدان رمي قناصة جنود جيش الاحتلال، وطياريه، ليكونوا أهدافا حية متحركة، ثم يأت بعد ثلاث حروب وستة اشهر على نزيف الدماء البريئة الطاهرة، ليخبرنا أن سلاحه مجرد مقاليع، وان الجهاد ليس في مصلحة احد !! لاتنسوا ان الحرب في مصطلحات هؤلاء هي الجهاد!”.

الاخبار العاجلة