سياسيون: التهدئة جسر عبور لتكريس حماس في غزة

10 نوفمبر 2018آخر تحديث :
سياسيون: التهدئة جسر عبور لتكريس حماس في غزة

رام الله – صدى الاعلام

أجمع سياسيون فلسطينيون على أن التهدئة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس تعتبر جسر عبور لتكريس كيانها في غزة ضمن «صفقة القرن».

وأكدوا، في تصريحات منفصلة لصوت فلسطين، يوم السبت، أن إدخال الأموال إلى قطاع غزة يأتي في سياق تغذية الانقسام ومده بكل السبل لاستمراره، وصولا للانفصال التام عن باقي الوطن.

وفي هذا السياق، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير أحمد مجدلاني، إن القيادة لم توافق على إدخال الأموال إلى غزة، مؤكدا أن القيادة حريصة على تهدئة شاملة في الوطن مقابل حل سياسي متكامل لإنهاء الاحتلال وليس الأمن مقابل أمور إنسانية.

وأضاف مجدلاني، أن “حماس” لم تتعلم من تجربة الحركة الوطنية لكنها تقدم نفسها كنقيض لها، قائلا: إن حماس باعت دماء المشاركين في مسيرات العودة بملايين الدولارات.

ودعا مجدلاني “حماس” إلى تطبيق اتفاق 2017 وإزالة أسباب الانقسام والشراكة السياسية لمواجهة المشروع الصهيوأميركي وليس الانخراط في مشاريع تصفوية للقضية الفلسطينية.

وشدد على ضرورة تنفيذ قرارات المجلس المركزي في أسرع وقت ممكن لمواجهة المشروع الأميركي الإسرائيلي.

ولمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لاستشهاد القائد الرمز ياسر عرفات، قال مجدلاني إن الشهيد ياسر عرفات يعتبر رمزا للحركة الوطنية الفلسطينية التي أسست لجميع إنجازات شعبنا من الاعتراف بمنظمة التحرير كممثل وحيد لشعبنا، وتأسيس السلطة الوطنية كمقدمة لقيام دولة فلسطين.

من جانبه، قال عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح” جمال محيسن إن “حماس” تستغل تضحيات شعبنا للحصول على تهدئة هزيلة تديم سيطرتها على غزة، مشيرا إلى

أن “حماس” تقدم نفسها كبديل لمنظمة التحرير والقبول بصفقة القرن وتعمل على تحويل الانقسام إلى انفصال كامل.

وشدد محيسن، على أن فصائل منظمة التحرير والدولة العربية المحورية لن تقبل بمسار “حماس” التدميري للمشروع الوطني.

وأضاف أن سيادة الرئيس محمود عباس سيفشل “صفقة القرن” كما أفشل الشهيد القائد ياسر عرفات مؤامرة كامب ديفيد .

بدوره، أكد المتحدث باسم حركة “فتح” أسامة القواسمي أن إدخال الأموال إلى غزة جاء بتعليمات أميركية وبموافقة إسرائيلية لتنفيذ صفقة القرن بهدف تدمير المشروع الوطني.

وقال القواسمي إن “حماس” وافقت على مشاريع اقتصادية في غزة وحكم ذاتي في تدمير للمشروع الوطن، مضيفا أن “حماس” اختارت تمرير صفقة القرن على حساب المصالحة الوطنية، مشيرا إلى أنها أوجدت لتكون بديلا عن منظمة التحرير بهدف تدميرها.

من ناحيته، قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض، إن الأموال التي تم إدخالها إلى قطاع غزة عبر إسرائيل تأتي في سياق تغذية الانقسام ومده بكل السبل بـ”الأوكسجين” لاستمراره.

وأضاف العوض أن هذه المسألة تأتي تتويجا لسلسلة اتصالات بين حركة “حماس” وبين دولة الاحتلال، عبر وسطاء، في محاولة لضخ أوكسجين جديد يطيل عمر الانقسام ويقطع الطريق على الجهود المصرية لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة الوطنية.

وأوضح أن هذه العملية تأتي في سياق التوصل إلى اتفاق تهدئة أكبر وأثمن بكثير من مسألة الـ15 مليون دولار، بل تتعدى ذلك لإنشاء محطة للكهرباء وإنشاء ممر بحري بين قطاع غزة وقبرص، تحقيقا لمبدأ انفصال قطاع غزة عن الضفة الغربية وهو ما تذهب إليه صفقة القرن، التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب وتصدى لها الموقفان الفلسطيني الرسمي والشعبي .

وأوضح العوض أن الهدف من وراء ما يجري الآن هو المضي قدما تجاه الانتقال من مربع الانقسام إلى مربع الانفصال.

ودعا كافة الفصائل الوطنية للتصدي لكافة الجهود التي تحاول قطع الطريق على الجهود المصرية لإتمام المصالحة الفلسطينية خلال الأسبوع المقبل.

وأضاف أنه يجب أن يتصدى لها الجميع ويجب العمل معا من أجل إنجاح الجهود المصرية لعودة لغة الحوار من أجل تنفيذ اتفاق المصالحة الموقع في اكتوبر عام 2017، وصولا لتطبيق كامل لاتفاق أيار عام 2011، بما يضمن إنهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية للتصدي لصفقة القرن وبالتعاون مع دول إقليمية.

ودعا عضو المكتب السياسي لحزب الشعب كافة الفصائل لأن يكون موقفها واضحا برفض هذا المنحى الذي حاولت حركة “حماس”، بالتعاون مع جهات خارجية ودولة الاحتلال، أن تفرضه كمنهج للتقاسم الوظيفي بين هذه الأطراف .

وأوضح أن المطلوب من الفصائل أن ترفض هذا المنحى وألا توفر له الغطاء، داعيا الجميع إلى التأكيد على أهمية الجهد المصري والتعامل الإيجابي معه.

 وتوقع العوض أن تستأنف مصر جهدها على صعيد المصالحة خلال الأيام القليلة المقبلة، باعتبار أن المصالحة أولوية للشعب الفلسطيني والأشقاء في مصر.

كما اعتبر أمين سر هيئة العمل الوطني محمود الزق أن إدخال الأموال إلى “حماس” عبر إسرائيل يأتي في إطار المشروع الأميركي الذي يركز على إقامة دولة في غزة وأكثر من حكم ذاتي في الضفة، وقد وجد من يدعم هذا التوجه في غزة.

وأوضح أن شعبنا يدرك خطورة ما يحدث، مؤكدا أن الجميع بات يدرك أن ما يتبلور هو مشروع دولة بائسة في غزة منفصلة جغرافيا عن الضفة.

وشدد الزق على أن المشروع الأميركي هو أخطر ما يواجه قضيتنا، ولا يمكن إفشاله إلا باستعادة الوحدة وتسخير طاقات شعبنا لمواجهته.

إلى ذلك، قال نائب الأمين العام لحزب فدا خالد الخطيب، إن شعبنا في قطاع غزة ورغم ما عاناه من حصار ومشاكل الكهرباء والمياه والبطالة وغيرها، لم يساوم على حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة.

وأضاف الخطيب أن شعبنا وقواه السياسية الحية والمنظمة والسلطة يرفضون تحويل قضيتنا إلى قضية إنسانية، لأن الكهرباء والمياه والطعام هي حقوق يكفلها القانون الدولي وليست منة من أحد أو إكرامية من هذا البلد أو ذاك.

واعتبر أن حل مشكلة الكهرباء والرواتب وحصر المشكلة فيهما يدل على منحى خطير عنوانه قبول حالة الانقسام وهو أمر خطير، وقد يكون توطئة للسير باتجاه صفقة القرن التي رفضها سيادة الرئيس والقيادة والشعب الفلسطيني والدفع باتجاه المصالحة.

وشدد نائب الأمين العام لفدا على أن أي تهدئة يجب أن يكون عنوانها منظمة التحرير، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا وهي صاحبة قرار الحرب والسلم.

من جانبه، قال عضو المجلس الثوري لحركة “فتح” أكرم الرجوب، إن الأموال التي دخلت عبر معابر غزة تمثل رسالة إهانة للشعب الفلسطيني، مضيفا أن ما يجري حاليا هو ضخ أوكسجين لتغذية الانقسام والانفصال عن باقي الوطن.

وشدد على أن حركة “حماس” التي تحكم قطاع غزة ذاهبة لتعميق الانقسام والانفصال، مضيفا أن ما حصل هو ما تخطط له حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف وإدارة ترمب.

من ناحيته، أكد عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية رباح مهنا أن الجبهة والفصائل الأخرى اشتركوا في مسيرات العودة تمسكا بحق العودة والثوابت الوطنية، “لكن البعض تدحرج إلى ما هو أقل من ذلك عبر الدعوات لفك الحصار، ونحن مع ذلك، لكن لا بد أن يتم من خلال معركتنا مع الاحتلال في نيل الحرية والاستقلال وتحقيق أهدافنا في الدولة والقدس وتقرير المصير.”

وقال مهنا إن الفصائل رفضت موضوع التهدئة مع الاحتلال باعتبار أن الأخير يتنكر للحقوق ويريد جر الكل الوطني لخطوات تدعم مساعيه في تحقيق السلام الاقتصادي وإقامة دولة في غزة.

ودعا “حماس” إلى تحقيق المصالحة بعيدا عن الحسابات الضيقة، باعتبار أن تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام هو الأكثر نجاعة في مواجهة المخاطر التي تواجه القضية الفلسطينية.

الاخبار العاجلة