ما وراء مقال غرينبلات

17 نوفمبر 2018آخر تحديث :
ما وراء مقال غرينبلات

بقلم رامي مهداوي عن جريدة الايام

كتب جيسون غرينبلات مساعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب والممثل الخاص للمفاوضات الدولية؛ مقال رأي بعنوان “حان وقت العمل من اجل السلام والازدهار في الشرق الأوسط”، بالمختصر المفيد المقال أشبه ما يكون بإعلان ترويجي للتطبيع مع إسرائيل وكأن شيئا لم يكن!!

غرينبلات ــــ بقصد ــــ لم يذكر كلمة احتلال في المقال، وكأن السلام والازدهار ممكن في ظل الاحتلال!! ليس هذا فقط بل يدعونا للاستفادة من الاحتلال بسبب تطوره في مختلف المجالات الاقتصادية، الأمنية، الزراعية، التكنولوجيا. وكأنه يقول لنا إن الحياة في ظل الاحتلال لها فوائد وامتيازات لهذا علينا كفلسطينيين أن نشكر الله على نعمة الاحتلال!!

بكل وضوح ومن خلال قراءة ما وراء كلمات مقال غرينبلات أقول إن ترامب يخطو خطوات الإستراتيجية الأميركية في المنطقة لكن بشكل غير دبلوماسي بل وعنجهية عالمية؛ هذه السياسة الأميركية المبنية على نظرية “الدومينو” التي طرحها الرئيس الأميركي الأسبق آيزنهاور في خطاب شهير ألقاه في العام 1954. ودليلي على ذلك افتتاحية المقال الموجهة ضد إيران وبشكل مباشر بقوله، “ليس مفهوما حتى الآن عدم الاستفادة من تقارب المصالح المعاصرة بين بلدان الشرق الأوسط. فالمصالح من قبيل مواجهة الأنشطة الخبيثة لإيران، ومكافحة التطرف والإرهاب”.

لذلك يُروج غرينبلات ما تسعى إليه الإدارة الأميركية الحالية وبشكل واضح دعم الاختراق الناعم للاحتلال الإسرائيلي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وهذا ما يتغنى به بالمقال من خلال ذكر أمثلة لبعض دول الخليج والتطور الملحوظ في العلاقات العلنية.

ليس هذا فقط، بل يصف غرينبلات في مقاله الذئب كأنه حمل وديع بقوله”.. والوزيرة الإسرائيلية للثقافة والرياضة، خلال وجودها في أبو ظبي لدعم الوفد الإسرائيلي الذي يتنافس للمرة الأولى في الخليج تحت العلم الإسرائيلي، تحركت مشاعرها واغرورقت عيناها بالدموع وهي تغني مع النشيد الوطني الإسرائيلي في أبو ظبي خلال حفل توزيع الميداليات”.

وهنا أريد أن أطرح سؤالا للسيد غرينبلات؛ لماذا لم تقبل دولة الاحتلال مبادرة السلام العربية التي أطلقها المغفور له عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين العام 2002. الهادفة الى إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية والإسلامية مع إسرائيل!!؟

بالتالي، نعم، نجح الاحتلال مع بعض الدول لتطبيع العلاقات بنسب معينة، لكنه لم يؤسس لاتفاقيات سلام مثل اتفاقيات السلام التي تم توقيعها مع مصر والأردن، حتى ولو كما ذكر غرينبلات في مقاله إن العرب يدركون ويحددون بشكل واضح أولويات مصالحهم الوطنية؛ فنحن أيضاً كفلسطينيين نعلم جيداً مصالحنا الوطنية المنبثقة من حقنا التاريخي بالتالي إنهاء الاحتلال هو أول خطوات السلام والازدهار.

المصدر جريدة الأيام
الاخبار العاجلة