حماس بين اتهام الارهاب والارهاب المحقق في غزه

5 يناير 2019آخر تحديث :
حماس بين اتهام الارهاب والارهاب المحقق في غزه

بقلم /د عبدالله كميل

في الاونه الاخيرة جند الرئيس الفلسطيني ابو مازن  كل الطاقات والعلاقات السياسيه والدبلوماسيه في سبيل الدفاع عن حركة حماس في المحافل الدوليه وعلى رأسها الجمعيه العامه للامم المتحده  وقد نجت الجهود الدبلوماسيه الفلسطينيه واثمرت عن قرار دولي بعدم اعتبار حماس حركة ارهابيه  .اذن سقط الاتهام لحماس والذي خرجت به امريكيا واسرائيل وبدعم من الدول الصديقه لهما وذلك بعد الجهد الجبار الذي مارسته القيادة الفلسطينية ..تم التهديد والوعيد للرئيس  من مغبة الوقوف والدفاع عن حماس الا ان الرئيس لم يأبه لهذه التهديدات كعادته واصر على موقفه المدافع عن حماس انطلاقا من ايمانه وايمان حركة فتح بان الاختلاف مع حماس وحتى وان مارست الاخيره ارهابها وصلفها ضد ابنا شعب فلسطين في غزه وتحديدا ضد ابناء فتح فان كل هذا لا يعني التسليم لامريكيا واسرائيل باعتبار حماس او اي فصيل فلسطيني على انه فصيل ارهابي وان التسليم بذلك يعني محاكمة فتح على انها مارست الارهاب ولا سيما ان فتح مارست العنف المسلح عقودا طويله لا بل انها صاحبة الرصاصة الاولى في الثورة الفلسطينية المعاصرة وقد مارسته من خلال كتائب الاقصى خلال الانتفاضة الاخيرة  والغريب والعجيب ان امريكيا وبينما كانت تقود الهجوم محاولة اصباغ حماس بالارهاب فانها اي امريكيا  ومن تحت الطاوله كانت معنية ببقاء حماس وبعدم تجفيف منابع الدعم لها ولهذا رتبت الدور لبعض دول الاقليم كي تشرف على الوساطه بين حماس واسرائيل ما ساعد بادخال الاموال القطريه  لحماس عبر المعابر الاسرائيليه  وبتدخل اسرائيلي بالكشوف التي صرفت لها هذه الاموال وبالمقابل فان حماس قد ابرقت بالعديد من بطاقات الاعتماد للامريكان والاسرائيليين من خلال سلوكها على الارض خلال السنوات الاخيرة لا بل يجري الحديث من مطلعين على ان هناك مفاوضات سرية بين حماس والاسرائيليين عبر وسطاء وكادت ان تصل الى نتائج لولى عملية المجموعة الخاصه الاسرائيليه والتي مكثت في غزه فتره طويلة قبل شهور قليله ..لهذا بدأنا نسمع عبر العديد من قادة حماس عن عدم تحريم التفاوض مع المحتل حيث اعتبرت هذه التصريحات مؤشرا على صحة المعلومات عن عملية التفاوض المذكورة ..

وبينما تتصاعد وتيرة الحديث عن قرب التوصل لاتفاق بين الاسرائيليين وحماس اضافة الى تعميق العلاقة بين قطر كوكيل لامريكيا في المنطقة وحماس فان كل الحوارات الداخلية بين فتح وحماس اصطدمت بعدم رغبة حماس بمصالحة حقيقية تمكن الحركتين من الاقلاع باتجاه ترسيخ مفاهيم السلطه الواحده والقانون الواحد والعمل على انهاء الحصار الجائر على قطاع غزه والذي لا يؤثر حقيقة اقتصاديا او معيشيا على ابناء حماس وكل ابناء غزة يعرفون ذلك ..لا بل زادت حماس من وتيرة الملاحقة لابناء فتح وكوادرها ومارست ابشع صور الارهاب والعنف بحقهم ولم تسلم حتى النساء من هذه الممارسات وكلنا شاهد على شاشات التلفاز عمليات القمع لقيادات وكوادر فتح ونساءها في ساحة الجندي المجهول وفي العديد من المناطق داخل قطاع غزة مرورا بالجريمة البشعة التي مارسها ملثمو حماس بحق هيئة الاذاعه والتلفزيون والموظفين والموظفات فيها ما كشف عن الحقد الاسود الذي يعشعش في صدورهم وقد كشفت صور الدمار الذي احدثوه لاجهزة هيئة الاذاعه والتلفزيون ومكاتبها والذي حصل في وضح النهار ..

 اخيرا نحن امام حركة لم تتراجع عن ممارساتها وسياساتها حيث انها تظهر يوما بعد يوم انها غير معنية البتة بوحدة وطنية تنقذ القضية الفلسطينية وخاصة في هذه اامرحلة التي يتم فيها الحديث عن ما يسمى بصفقة العصر واعتقد ان حماس تدرك تماما ما تفعله ولا تأبه كثيرا للرأي العام بقدر ما يعنيها الحفاظ على قطاع غزة في قبضتها وبكافة الطرق وتحديدا الارهابية منها ..نعم الارهابية فما هو صنف الجريمة الذي لم ترتكبه ويدور في دائرة الارهاب في قطاع غزة ..ضربت واعتقلت وعذبت النساء ،قتلت اكثر من سبعماية واربعون وقطعت اوصال اكثر من الف وخمسماية من ابناء فتح ..سيطرت على اراضي الدولة بقوة السلاح ..تقوم باختطاف اي منتقد لها وتعذيبه ..تمنع التجمعات السلمية وتقمعها بالقوة  وحتى كمرات التصوير لم تسلم من بطشها فماذا بقي بعد ..وهل المقاومة تعطيها الترخيص لممارسة الارهاب بحق ابناء غزة ؟؟اذن اليست حماس ارهابية جدا بحق ابناء شعبنا في غزة؟؟

الاخبار العاجلة