الحمد الله يهنئ الطوائف المسيحية المحتفلة حسب التقويم الشرقي بعيد الميلاد

6 يناير 2019آخر تحديث :
الحمد الله يهنئ الطوائف المسيحية المحتفلة حسب التقويم الشرقي بعيد الميلاد

بيت لحم – صدى الاعلام

قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: “أحمل لكم تهاني فخامة الرئيس محمود عباس لجميع الطوائف المسيحية المحتفلة حسب التقويم الشرقي، فبلادنا تنبض اليوم حبا ومودة وتكاملا، رغم الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول مصادرة واقتلاع فرحتنا بالعيد، ويمنع، بانتهاكاته وقيوده الاحتلالية، ملايين المصلين والحجاج من فلسطين وضيوفها من ممارسة حقهم الطبيعي في الصلاة في بيت لحم والقدس اللتين تطوقهما وتعزلهما المستعمرات والحواجز والجدران. أعاد الله هذه الأعياد المقدسة، علينا جميعا، وقد نال شعبنا حريته واستقلاله، وتوطدت وحدته وسلامته وأمنه“.

جاء ذلك خلال كلمته في عشاء عيد الميلاد حسب التقويم الشرقي، مساء اليوم الأحد في بيت لحم، بحضور وزير الداخلية الأردني سمير المبيضين، وعدد من الوزراء والسفراء والشخصيات الدينية والاعتبارية.

وأضاف الحمد الله: “نيابة عن فخامة الرئيس محمود عباس، أحيي ضيوفنا الكرام الذين يشاركوننا اليوم فرحة الميلاد، ويشرفنا أن يكون بيننا معالي وزير الداخلية الأردني سمير المبيضين، ممثلا عن جلالة الملك عبد الله الثاني، في رسالة أخوة وتضامن حقيقية ودعم ثابت لحقوق شعبنا وقضيته العادلة. فعلى مر التاريخ، لم تتوان المملكة الأردنية الهاشمية، للحظة عن نصرة القدس ودعم نضال وصمود شعبنا في مواجهة الاحتلال ومخططاته التي تتهدد فلسطين وهويتها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية“.

وأردف: “يسعدني أن أتواجد بين هذه النخبة المؤثرة من رجال الدين والقوى والشخصيات الوطنية، في كنف هذه الليلة المباركة، التي بها نحيي قداس عيد الميلاد المجيد، ونتابع معا أجواء البهجة والأمل التي تجمعنا ويحتشد بها كل جزء من فلسطين، في مناسبة وطنية نفيسة نحتفل من خلالها بجذورنا الضاربة في الأرض والتاريخ، كما بإرثنا الحضاري والإنساني الذي يجمعنا ويكملنا جميعا”.

وتابع الحمد الله: “تحاصرنا إسرائيل اليوم بتصعيد استيطاني غير مسبوق وبعدوان سافر على أرضنا وحقوقنا ومقدساتنا، فهي تحول أرضنا إلى مشاع لعملياتها العسكرية، وتواصل حربها على أسرانا البواسل، وتمعن في سياسة العقوبات الجماعية ضدهم، بحصارها الخانق على مليوني فلسطيني في قطاع غزة وفي فرض مخططات التهجير في القدس ومحيطها وتجمعاتها البدوية، وفي الخليل والأغوار وسائر المناطق المسماة (ج)”.

واستطرد: “يأتي هذا بدعم مطلق من الإدارة الأميركية لخنق حقوقنا وتطلعاتنا في إقامة دولتنا المستقلة ذات السيادة والمتواصلة جغرافيا وعاصمتها القدس. ولهذا، فقد نهضنا بعملنا الحكومي ليستجيب لكل هذه التحديات ويلبي جميع الاحتياجات، وتوالى جهد دبلوماسي حثيث قاده فخامة الرئيس محمود عباس، لوضع العالم أمام مسؤولياته في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتوفير الحماية الدولية لشعبنا. وتمخض هذا العمل، خلال العام الماضي وحده، عن تصويت الأمم المتحدة بإجماع دولي، على أكثر من تسعة عشر قرارا لصالح فلسطين“.

وشدد الحمد الله: “إن ما ينقصنا الآن هو إرادة دولية موحدة لإعمال هذه القرارات، فعلى دول العالم وقواها المؤثرة، مسؤولية شاملة للتصدي للمواقف الأميركية المتلاحقة والانتهاكات الإسرائيلية التي تهدف جميعها إلى تشتيت قضايا الحل النهائي، بالاستناد إلى جبروت الاحتلال وغطرسة القوة، الأمر الذي يهدد السلم والأمن الدوليين، ويدفع بالمنطقة إلى المزيد من الويلات والنزاعات التي لن تحمد عقباها”.

وأضاف: “في هذه الليلة المباركة، ومن مهد رسول المحبة، نتوجه بصلواتنا ودعائنا لأبناء شعبنا هنا في الوطن وفي مخيمات اللجوء ومنافي الشتات، وإلى أهلنا في قطاع غزة المكلوم، وإلى شعبنا الصامد المرابط في القدس الشريف، التي ستبقى عبر التاريخ وإلى الأبد، عاصمة دولتنا ومنارة لتعايش الأديان والثقافات. إرثنا هو هذا التآخي الذي نراه هنا في بيت لحم وفي القدس وفي غزة وفي كل شبر من فلسطين، وحاضرنا وواجبنا تكريس هذا الإرث والنهوض به وحمايته من أية محاولات لزعزعته واقتلاعه“.

واختتم الحمد الله كلمته: “نتمنى لكم ميلادا مجيدا وعاما مباركا يسود فيها الخير والبركة والسلام. نتطلع إلى الخروج قريبا من الظلمات إلى النور، وإلى عالم خال من التمييز والعنصرية وكافة أشكال الاحتلال، لنحمل ونجسد كل معاني الرحمة والتسامح والمحبة التي حملها سيدنا المسيح عليه السلام“.

من جانبه، قال بطريرك المدينة المقدسة وسائر أعمال فلسطين والأردن كيريوس كيريوس ثيوفولس الثالث، في كلمته خلال العشاء، “إن هذا العيد يأتي ليشكل جوا من الفرح والبهجة والسرور الذي يستحقه أبناء الشعبي الفلسطيني الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة للعيش بسلام وكرامة واستقرار واستقلال وسعادة كبقية شعوب العالم”.

وأضاف أن “عيد الميلاد بات عيدا وطنيا يعيش شعائره المسلمون والمسيحيون معا لأن الوئام الإسلامي المسيحي في الأرض الفلسطينية المقدسة حقيقة تاريخية عاشها المواطنون في مختلف الحقب عبر التاريخ  منذ العهد العمرية التي تعد دستورا دينيا واجتماعيا بين الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب وسلفنا البطريرك صفرونيوس إلى يومنا هذا.

وتابع: “لقد مر علينا عام عصيب تخللته أحداث وتحديات جمة معظمها ناتج عن أطماع وتطلعات لمكتسبات سياسية لفئات تحاول أن تحقق أطماعها وأن تعزز مواقعها السياسية على حساب الكنائس كما تحاول أن تنال من كنائسنا ووجودنا المسيحي الأصيل على هذه الأرض المقدسة التي يشهد ميلاد المسيح لجذورنا الضاربة منذ الخليقة، فكنتكم لنا سندا منيعا وسدا وفيا يا فخامة الرئيس محمود عباس حيث تقفون جانبنا دائما شأنكم في ذلك شأن جلالة الملك عبد الثاني بن الحسين صاحب الوصاية على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في القدس. “

وأردف: “ننتهز فرصة عيد الميلاد المجيد ونتوجه بكلمتنا إلى الجميع متمنين أعيادا مباركة وسنة جيدة ملؤها الخير والمحبة والسعادة مكللة بالسلام والهدوء والاستقرار والأمن“.

الاخبار العاجلة