أجندة حماس.. الشعب الفلسطيني متقاعد!!

20 يناير 2019آخر تحديث :
أجندة حماس.. الشعب الفلسطيني متقاعد!!

رام الله-صدى الاعلام

“صفحة حركة فتح يجب ان تنتهي وتبدأ صفحة جديدة تستند لبرنامج المقاومة”، هذا نص حرفي لما قاله محمود الزهار لوسيلة اعلام تابعة لجماعته الاخوانية قبل يومين تقريبا!!

يجب التذكير أولا ان مصطلح برنامج المقاومة لا صلة له اطلاقا بالكفاح الوطني، والنضال والمقاومة المشروعة، وانما تعبير تستخدمه حماس لتمرير برنامجها المشتق من (نخاع) برنامج الاخوان المسلمين الذي يتضمن في اولى اهدافه ضرب الحركات الوطنية العربية عموما، والقضاء على الحركة الوطنية الفلسطينية خصوصا كمقدمة لابد منها لضرب العربية التحررية.  


لو حسبنا عدد المرات التي يذكر فيها الزهار حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح في موضع العداء لوجدنا انه يذكرها من واقع العدائية كتسبيح يبدأ به كلامه ويختمه، وما بين البداية والخاتمة يقرأ دعاء الفناء على حركة التحرر الوطنية التي كانت ترصف درب علاقاتها مع أعظم حركات التحرر في العالم، عندما كان الزهار مجرد تلميذ في المرحلة الابتدائية، حتى صارت فتح وكما هي اليوم رمز حركات التحرر في العالم!!!


لايعكس الزهار موقف الاخوان المسلمين السياسي من حركة فتح أبدا، وانما يصرح جهارا نهارا بجوهر تفكيرهم العدائي لفكرة التحرر والحرية من ناحية والوطنية من ناحية اخرى جملة وتفصيلا، تفكير يسعى معظم الاخوان ومشايخ حماس الى كتمه، واظهار ما يخالفه  كشكل متقن للنفاق!! لذا لا غرابة من تكريس فرع فلسطين للاخوان المسلمين المسمى: حركة المقاومة الاسلامية (حماس) كل طاقاته المادية والبشرية والدعائية والتعبوية لافناء فتح وروحها التحررية الوطنية، وكأنهم لا يعلمون انهم سيحتاجون الى رص كل شعب فلسطين في صناديق، واقتلاع فلسطين الجغرافية من جذورها التاريخية والطبيعية، وتقطيعها كما اقتطعوا غزة، وبيعها الى أولياء نعمتهم قبل بلوغهم هدف القضاء على فتح، فالحركة التي تستمد روحها وبقاءها من الشعب والأرض، وتعتبر الانتماء لهما عقيدة وطنية، لا تصح بدونها العقيدة الروحية، لايمكن لجماعة  محكومة بمنظومة سلطوية، وقبضة حديدية شبيهة بتلك المنظومة الضابطة لعمل المافيات العالمية أن تلغيها أو تقضي عليها، فالمناضل في حركة فتح يعرف منذ اللحظة الأولى وقبل أداء القسم، انه يقسم بالله العظيم وبمعتقداته وايمانه على الاخلاص لفلسطين والعمل على تحريرها، على عكس قسم الولاء والانتماء للجماعة الذي يفرضه الاخوان المسلمين على اتباعهم، ويبقى تحت طائلة التصفية والارهاب الفكري والبدني والتخوين والتهمة بالارتداد عن الاسلام ان هو قرر الخروج من الجماعة بعدما يتبين ضلال الجماعة، اللامحدود وبعدها عن الصراط المستقيم، وقد يعتبر من الناجين بنفسه وبدنه وعقله وروحه في الدنيا والآخرة من يتمكن من كسر قيودها والتحرر من سلطة ارهابها التي ستبقى تلاحقه الى ان تحوله الى جثة، او تشمت بموته!!
يتمتع الاخوان المسلمين وعلى رأسهم مشايخ حماس بقدرة عالية على استثمار القضية الفلسطينية للتكسب كقدرة أي تاجر أو مجموعة تجارية لا يهمها إلا الربح حتى لو كانت بضاعتهم مسمومة، فاسدة، هشة، مغشوشة، أما قدرتهم على تسويق مواقفهم السياسية دون الوقوع في كمائن وافخاخ الباطنية، فباطنيتهم زجاجية رقيقة تكشف ما وراءها وتنكسر عند اول مواجهة مع الواقع.. واليكم ما قال الزهار حتى يدرك الفلسطينيون اولا- المدى الذي ذهبت اليه حماس بعد الانقلاب، حيث يكشف الزهار في حديثه لذات الوكالة الاخبارية الهدف النهائي لجماعته من وراء استخدام مصطلح المقاومة والجهاد فهو قد قال: “لبنان وسوريا وغزة عدوهم واحد هو الاحتلال ومن يؤيد ويدعم المقاومة في هذه البلدان هي إيران”!!


لفت نظرنا هنا ان وضع قطاع غزة في مصاف دولتين هما سوريا ولبنان عندما  قال بلغة الجمع (هذه البلدان)!! بينما في حقيقة الأمر هو جزء من فلسطين، مايعني ايضا ان الاخوان وتحديدا حماس بات لهم دولة غزة، أما نفي فلسطين كدولة في الجغرافية الطبيعية والجغرافية السياسية، وحصر المقاومة في غزة ونفي وجودها كثقافة ومنهج واسلوب للتحرر لدى باقي الشعب الفلسطيني، فهذا الأمر الذي يجب على الشعب الفلسطيني ادراكه في خضم عواصف وزوابع مصطلح المقاومة ودعوة الفلسطينيين في الضفة الغربية لممارستها، وهذا دليل على ان دعوات حماس والزهار هي ارخص أنواع الاستغلال والاستخدام للمقاومة، فالزهار وجماعته وربيبتها دولة الاحتلال اسرائيل يعلمون جيدا ان الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين التاريخية والطبيعية، يقاوم منذ مئة عام، ومازال وان شعبنا ابدع باساليبها وأشكالها الى حد اقراره بالعجز عن اطفاء جذوتها، فالحركة الوطنية الفلسطينية كانت قبل اخراج المخلوق الصناعي (الاخوان) من مختبرات انجلترا الأمنية الاستعمارية.. فان كان الاخوان قد تم تصنيعهم في العام 1928 فان الفلسطينيين قاوموا وعد بلفور قبل  تخليق هؤلاء بعشر سنوات ونيف، اما حركة فتح التي اطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة وما زالت تقود حركة التحرر الوطنية الفلسطينية، فإنها لا تنتظر من المسير بأجندات خارجية، الذي بات انفصاله عن الوطن  وإنشاء دويلة خاصة في غزة مصلحة اسرائيلية، لا تنتظر منه موقفا وطنيا مهما صغر، فهؤلاء مثلهم كمثل فوهة بركان لايخرج منها إلا اللهب والدخان ونيران الجحيم.

الاخبار العاجلة