خيانة للإنسانية وجريمة بحق الطفولة!

10 فبراير 2019آخر تحديث :
خيانة للإنسانية وجريمة بحق الطفولة!

موفق مطر- الحياة الجديدة

اطفالنا مشروعنا الوطني للمستقبل، والعبث بأرواحهم خيانة وجريمة تعادل جريمة الخيانة للمشروع الوطني الذي يعني الحرية والاستقلال والدولة، وعليه فان أمام القيادات الوطنية تحديا نوعيا، يقضي على ظاهرة زج الأطفال في فعاليات المواجهة المباشرة مع جنود الاحتلال ، فالشعب لن يغفر لأي مواطن عادي او قيادي كان بإمكانه أوبمقدوره ولم يعمل على منع جنود الاحتلال من تجسيد ساديتهم على رؤوس وصدور وأعناق وركب وأقدام وعيون أطفالنا.
بات على سلطة القانون، وقيادات العمل الوطني الاسراع لطرح ما يمكن اعتباره قرارا رادعا لكل اشكال استرخاص حيوات اطفالنا، فاصطحاب الأطفال الفلسطينيين الى ساحات المواجهات مع الاحتلال، والسماح لهم بالوصول اليها، أونقلهم الى ميادينها الخطيرة يجب اعتبار هذا الفعل مساعدة غير مباشرة لجريمة ضد الانسانية ينفذها جنود وضباط في جيش الاحتلال بسادية غير مسبوقة.

حماية أطفالنا مسؤولية أخلاقية انسانية ثم وطنية، يجب ألا تغيب عن ضمائر القائمين على تسيير المظاهرات والفعاليات والمواجهات مع قوات الاحتلال، حتى لو غفلت عنهم عيون اوليائهم لأسباب نعلمها جميعا.

على الآباء وأولياء الأمور مسؤولية لاتقل عن مسؤولية القادة والكوادر الميدانيين في العمل الوطني ، لكن هؤلاء يتحملون الجزء الأكبر منها بافتراض انهم موجودون على الأرض، وليس في مكاتبهم المرفهة حيث يتسابقون في ارسال بيانات الاستنكار، والتباكي على دماء اطفالنا المسفوكة في اوقح مشهد يمكن رؤيته علىى شاشات الفضائيات وفي فيديوهات مواقع التواصل الاجتماعي، فعلى هؤلاء بذل الجهود لتفويت الفرص على جنود جيش الاحتلال والمستوطنين ومنع اطفالنا من الوصول الى مرامي نيرانهم، بل جعجعة التهديد بالانتقام!.

من يقدر معنى الطفولة يحميها، ويقف سدا منيعا لا يسمح ولايقبل أن تؤذى تحت اي مبرر، أما التباكي والتذاكي بأخذ جرائم جنود الاحتلال بحق أطفالنا كمادة اعلامية، لهدف يقع في دائرة اجنداته الفئوية فهذا عهر، يجب فضح ومحاسبة من يمارسه.

باعتبارنا حركة تحرر، فنحن معنيون بإعداد اطفالنا علميا ومعرفيا وثقافيا اولا، ثم رعايتهم في اجواء تنظيمية الى حين اشتداد اعوادهم، وتوصيلهم الى سن المسؤولية الذهنية والبدنية والنفسية، وعندما نطمئن الى قدراتهم في كيفية التعامل مع المواقف الميدانية بما يحقق الهدف الأول الحفاظ على حيواتهم والهدف الآخر من عملية المواجهة مع الاحتلال في اي مسار من مسارات المقاومة الشعبية السلمية التي باتت منهجنا في النضال الوطني.

ان مبادئ حركة التحرر الوطنية التي اكدت على اعداد الأجيال بحكم صراعنا الطويل الأجل مع المشروع الاحتلالي الاستيطاني الاستعماري الصهيوني لا يعني الا أمرا واحدا وهو تنظيم طاقات الأجيال للمراحل القادمة، واعدادهم كل حسب قدرته على الابداع في مجال تخصصه، فالاستشهاد المجاني في الميادين ليس بطولة ولا ابداع فيه، خاصة واننا نتحدث عن شباب مؤهلين قانونيا لخوض معارك، فكيف ونحن نتحدث عن اطفال، حتى وان بدت لنا افعالهم اكبر بكثير من اعمارهم.

لا بد من ورشات وطنية سياسية وحقوقية نصل بها الى مخرجات نحدد فيها مبادئ واسس برامج التعبئة وكيفية المشاركة الجماهيرية في الفعاليات ضد الاحتلال، والتركيز على قاعدة ان نضالنا يجب ان يؤدي الى الحاق الخسائر بالاحتلال وتدفيعه الثمن، وتحميله الكلفة، وليس العكس، فنحن بحاجة الى كل طاقة بشرية في الوطن وخارجه، واي استهتار بروح طفل يعني انعدام الرؤية البعيدة المدى لمستقبلنا في الوطن.

الاخبار العاجلة