الاصطفاف الوطني هو رأس حربتنا

12 فبراير 2019آخر تحديث :
الاصطفاف الوطني هو رأس حربتنا

يحيى رباح-الحياة الجديدة

منذ قيام إسرائيل في عام 1948 لم يعمل أي من حكوماتها السابقة بهذا القدر من الانكشاف العدواني الفاجر، كما تعمل الحكومة الإسرائيلية الآن برئاسة بنيامين نتنياهو الذي نجح في جر الشعب الإسرائيلي إلى معركته الشخصية، وكأنه يقول لكل الشعب الإسرائيلي وكل الأحزاب الإسرائيلية من الليكود إلى ميرتس وما بينهما بما فيها الحزب الجديد الذي أنشاه بني غايتس تحت عنوان وحضانة إسرائيل، إما أنا أو الطوفان.

إسرائيل نتنياهو تعتنق الخوف الذي زرعه نتنياهو في كل الأطياف اليمين الديني واليمين العلماني وأحزاب اليمين الوسط واليسار الوسط التي يوشك ممثلها التاريخي حزب العمل على الانقراض والاختفاء النهائي، لان نتنياهو يهرب من مصير السقوط ، ولا احد يعرف حجم قضايا الفساد كما يعرف المجرم نفسه نتنياهو، فهو لا يثق بإمكانية السقوط الآمن، إذا سقط، فهو البقرة التي ستكثر السكاكين المسنونة لذبحها، هذا هو خوف لنتنياهو الذي يهرب منه بجنون، هذا الخوف يورط فيه نتنياهو كل المجتمع الإسرائيلي، لماذا لا يتحرك القضاء الإسرائيلي، لأنه متورط من المحكمة العليا حتى المستشار القانوني لنتنياهو، لماذا لا نرى مبادرات جادة حزبية، لان نتنياهو ضبعهم بخوفه وفساده وعنصريته، فجعلهم خائفين مثله، بل لماذا هذا التحالف الشاذ إلى هذا الحد من ترمب الرئيس الأميركي؟ لان ترامب يعاني من الخوف القاتل نتيجة أفعال شاذة هو يعرفها أكثر من جميع أعدائه، وهذا ما يفسر سلوك الرجلين، ترمب أعلن عن خطوات شاذة ضد الشعب الفلسطيني، وتحدث هو ورجال إدارته الذين لم يطردوا بعد، صفقة ولدت ميتة، من رجل لا يملك الحد الأدنى من الاتزان، ملخصها انه يحاول إنقاذ نتنياهو لكن نتنياهو لا يعتبره مصدر أمان، ولذلك فانه تعامل ويتعامل مع ترمب بمعادلة غير معقولة “تسليم البضاعة كاملة دون أن يدفع قرشا واحدا من الثمن” هل رأيتم أكثر من ذلك بلاء؟؟؟ وتحت غطاء ترامب وغبائه واستعصاء مشاكله الداخلية فان نتنياهو يفتح ورشة إرهاب عنصري ضد الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية ابتداء من الإعدامات الميدانية والقتلى بمعدلات مكثفة، إلى هدم البيوت وسرقة الأموال تحت ذريعة خصم مخصصات الشهداء والأسرى، إلى إقرار قوانين في الكونغرس الذي تحول من برلمان إلى بورصة إرهاب عنصري والى اندماج كامل مع المستوطنين ومستوطناتهم غير الشرعية، معاقبة الشعب تحت ذريعة أبنائه وقتل عائلات هؤلاء الأبناء، وتهشيم القضاء الإسرائيلي، والدوس عليه ابتداء من المحكمة العليا إلى مستشاري نتنياهو القانونيين، جميعهم أصفار، هذا عدا ما افتضح قبل أيام أن كثيرا من قضاة إسرائيل لم يجلسوا على المنصة إلا بعد أن دفعوا الثمن، وهو ثمن من اخطر أنواع السقوط.

نحن فلسطينيا نواجه وبكل ما نملك من قوة، والمواجهة هي أعمق خياراتنا وثوابتنا، وابرز شيء في المواجهة ليس الشعارات الكلامية التي يهرب إليها كثيرون، البحث عن خيارات وبدائل غير تلك التي اعتاد عليها عدونا وتطوير قدرتنا وجاهزيتنا، وتصليب اصطفافنا الوطني، وفي النهاية من يرغب أن يكون خارج هذا الاصطفاف معناه انه ارتضى أن يكون حليفا للعدو بمنزلة وضيعة، والدعوة موجهة إلى الجميع بالانضمام إلى هذا الاصطفاف الذي هو رأس حربتنا ضد عدونا في معاركنا القادمة.

الاخبار العاجلة