حماس تتحمل المسؤولية

11 مارس 2019آخر تحديث :
إسرائيل

رام الله- صدى الإعلام

بقلم يحيى رباح- عن الحياة الجديدة

محاولة الاغتيال الآثمة والمدانة بالمطلق التي تعرض لها الأخ المناضل احمد حلس (أبو ماهر) عضو مركزية فتح وقائدها في غزة، كانت تستهدف بالدرجة الأولى الأمن الوطني والاجتماعي في قطاع غزة، وتستهدف فتح ثغره خطيرة جدا نحو حرب أهلية تمزق حالة الاحتشاد الوطني العارم الموجه ضد صفقة القرن بجناحيها الإسرائيلي والأميركي التي انكشفت إلى حد اقتراب سقوطها الكامل بصفتها حلقة من حلقات التحالف الأسود بين أميركا وعلى رأسها ترامب، وإسرائيل وعلى رأسها بنيامين نتنياهو، اللذان وصلا إلى حد فعل كل ما هو منكر وشاذ في سبيل البقاء ،وترامب يهرب مما يواجهه داخليا في محطات سوداء متعاقبة، وفشل في العلاقات الدولية، وصل إلى حد انه أصبح يتسول هذا البقاء من حليفه نتنياهو، أما نتنياهو الذاهب في لعبته العدوانية القذرة ضد الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية إلى نهاية الشوط، وليس لديه من يغطي أفعاله الشاذة في الفساد الداخلي والعدوان الخارجي إلا ترامب وطاقم إدارته، وآخر التصريحات ما نطق به جيسون غرينبلات بأنه يستغرب الضجة التي افتعلتها القيادة الفلسطينية حول الحسومات التي تسرقها إسرائيل من الأموال الفلسطينية ، وشكرا لوزير المالية الذي أعلن في مؤتمر صحفي امس الأحد أن إسرائيل اقتطعت وسرقت من الأموال الفلسطينية خلال عشر سنوات عشرين مليار شيقل وثلاثمائة وواحد وخمسين مليون شيقل ولكن جيسون غرينبلات مستشار دونالد ترامب لا يرى إلا بعيون إسرائيلية ولا يفهم إلا بعقل إسرائيل.
وعودة إلى محاولة الاغتيال الآثمة والمدانة من جميع مكونات الكل الوطني الفلسطيني والتي تتحمل مسؤوليتها حركة حماس، لماذا؟؟ لأن حماس منذ يوم الرابع عشر من حزيران/يونيو 2007، وهو يوم الانقلاب والانقسام، وهي تقوم في قطاع غزة بدور قوة الأمر الواقع، ومن المضحك الذي لا يصدقه الأطفال أن تدعي حماس أنها لا تعرف، وأنها عاجزة أن تعرف، فمن هم الذين قاموا بتنفيذ هذه المحاولة الفاشلة؟؟ ومهما كانوا وأيا كانوا فهم ممن تلعب معهم حماس لعبة الأوهام السوداء الساقطة، سواء كانوا من أجنحة الانقسام داخلها، والذين لهم سوابق خطيرة يعرفها أهل قطاع غزة، بالتفصيل، فبقايا المتجنحين هؤلاء، لا يتحركون إلا بالتنسيق مع منشئهم الأول وهو إسرائيل، وهذه معنية بخلق حالة من الفرقة، والاضطراب في الصف الوطني، حتى لا يتحالف الشعب أكثر ضد المخططات الإسرائيلية.
وقد يكونون من الأطراف الظلامية التي تعددت أسماؤهم لكنهم يلعبون لعبتهم العبثية المجانية تحت سيطرة حماس وحمايتها واستخدامها لهم بين وقت و آخر، بمن فيهم من عناصر حماس وقياداتها المتنمرة الذين لا رادع لهم من ارتكاب أفدح الخطايا ضد الوطن، وضد سلامته، وإمكانية توحده الضروري والحاسم، وما تدعيه حماس بأن هذا الشكل من المجرمين غير موجود بينهم هو ادعاء غير واقعي ولا يصدقه احد، ولا تتسع مساحة هذا المقال لأسرد بعض التفاصيل وبعض الوقائع وبعض الأسماء.
وثمة طرف ثالث موجود في كل المناسبات وهو إسرائيل، التي تملك في قطاع غزة بنية تحتية كثيفة جدا، أفرادا، وعدة متقدمة، تطل برأسها بين وقت وآخر، لإحداث الاضطراب المطلوب.
خلاصة القول إن حماس بصفتها قوة الأمر الواقع التي رفضت أن تنفذ أي اتفاق للمصالحة، أو الحلول العربية، والمجال مفتوح لتحقيق جدي، وليس على شاكلة الانفجار الذي تعرض له موكب رئيس الوزراء، بل تحقيق جدي، ونتائج حقيقية، تدين من تدين، أما عدا ذلك فإن حماس تنزلق رويدا، رويدا خارج النسيج الفلسطيني.

الاخبار العاجلة