مدارس البلدة القديمة في الخليل في مرمى اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه

9 أبريل 2019آخر تحديث :
مدارس البلدة القديمة في الخليل في مرمى اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه

رام الله – صدى الاعلام 

تقرير – جويد التميمي – وفا

اعتداءات وانتهاكات يومية يتعرض لها آلاف المعلمين والتلاميذ والمواطنين العزل، في البلدة القديمة والمنطقة الجنوبية من مدينة الخليل، كان آخرها صباح اليوم الثلاثاء، حيث أطلقت قوات الاحتلال قنابل الغاز والصوت صوب تلاميذ عدد من المدارس وفي داخل أسوارها بالمنطقة، وأرعبت التلاميذ واعتدت على الأهالي واحتجزت مركبات المواطنين واتخذت منها سواتر لإطلاق القنابل صوبهم أثناء دخولهم مدارسهم.

التلميذ في الصف الخامس بمدرسة النهضة الأساسية للذكور محمد عادل عصفور (11عاما) قال  “تقع مدرستي في المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل على تلة قب الجانب، المطلة على البلدة القديمة، الاحتلال أقام معسكرا لجيشه قرب مدرستنا منذ سنوات وعمل على توسيعه السنة الماضية، والجنود يداهمون مدرستنا كل يوم تقريبا، لقد أصابونا بحاله من الرعب، نحن هنا لنتعلم ولنخدم وطنننا والإنسانية جمعاء، وهؤلاء الجنود بأسلحتهم وقنابلهم التي يطلقونها في مدرستنا يحاولون تجهيلنا وترحيلنا من بيوتنا ومدارسنا”.

كما قال التلميذ محمد شهاب أبو حديد (11 عاما) الذي يدرس في ذات المدرسة  “بيتنا يقع على مقربة من الحاجز العسكري الإسرائيلي المسمى “أبو الريش” الواقع غرب الحرم الإبراهيمي الشريف، وجنود الاحتلال في ساعات الصباح والمساء بشكل متواصل وشبه يومي يطلقون قنابل الغاز السام والصوت نحو التلاميذ أثناء ذهابهم وايابهم من المدارس التي تقع في المنطقة، الوضع مخيف ومرعب حولنا وحتى في داخل مدرستنا هم يحملون السلاح ويصوبونه علينا”.

بدوره، قال نائب مدير مدرسة النهضة الأساسية للذكور محمد أبو الحلاوة  “يتعلم في هذه المدرسة ما يقارب 500 تلميذ، نحن حريصون أن يتلقوا تعليمهم على أفضل ما يكون، لكن قرب المدرسة من الحواجز العسكرية ومعسكر للاحتلال أصبح يعكر صفو التلاميذ، ودب الخوف في نفوسهم، كما جميع المدارس المحيطة بنا”.

وبين مدير مدرسة النهضة روحي الزرو  أن “مدارس الابراهيمية الأساسية للبنين، والفيحاء الأساسية للبنات، وقرطبة الأساسية المختلطة، والجزائر الأساسية للبنين، وبئر السبع الأساسية للبنين، واليقظة الأساسية للبنين، وشجرة الدر الأساسية للبنات، وزياد جابر الأساسية للبنين، والخليل الأساسية للبنين، وخديجة بنت خويلد الأساسية للبنين، وذو النورين الأساسية للبنين، والهاجرية الأساسية للبنين، وطارق بن زياد الثانوية للبنين، والزهراء الأساسية للبنات، والنهضة الأساسية للبنين، ورابعة العدوية الأساسية للبنات، وياسر عمرو الثانوية للبنات، وآل عمرو الأساسية للبنين، ومركز الخزف، جميعها تتعرض لاعتداءات الاحتلال وانتهاكاته المتواصلة، والتي يهدف من خلالها إفراغ المنطقة من السكان لتوسيع رقعة الاستيطان الذي يستشري في المنطقة بقوة السلاح” .

من جانبه، قال سكرتير مدرسة الخليل الأساسية للبنين خليل ارفاعية إن “قوات الاحتلال شددت إجراءاتها العسكرية القمعية الاستفزازية على الحواجز العسكرية المقامة على مداخل البلدة القديمة وسط مدينة الخليل “أبو الريش والرجبي 160 العسكريين، منذ 3 أسابيع، حيث يعمل الجنود على تفتيش التلاميذ الأطفال وحقائبهم بشكل مهين ما يبث الرعب في نفوسهم يومياً، وهذا يؤثر على تحصيلهم العلمي والذهني، كما أصبح الأهالي لا يأمنون على أولادهم ذهابا وإيابا”.

وتابع ارفاعية، “لا يقف الأمر عند جنود الاحتلال الذين يطلقون قنابل الغاز والصوت والرصاص المغلف بالمطاط والحي، بل يتعداه، حيث يشارك المستوطنون المتطرفون في بث الخوف وإرهاب التلاميذ واستفزازهم على الحواجز العسكرية وفي محيط البلدة القديمة، وهذا يستدعي التدخل الفوري من قبل المنظمات الحقوقية والإنسانية لردع قوات الاحتلال، وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته تجاه القضية والتعليم الفلسطيني”.

من جانبه، قال رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة  إن وتيرة الاعتداءات الإسرائيلية في البلدة القديمة ومحيط المدارس الواقعة بالمنطقة الجنوبية من مدينة الخليل، ارتفعت بشكل ملحوظ عقب قرار الحكومة الإسرائيلية إنهاء عمل بعثة التواجد الدولي المؤقت في مدينة الخليل، واعتبر هذه الاعتداءات والممارسات من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه بحق التلاميذ والمعلمين والمواطنين الفلسطينيين العُزل، جرائم حرب على المجتمع الدولي محاكمة دولة الاحتلال عليها.

ودعا أبو سنينة المجتمع الدولي للضغط على حكومة الاحتلال لإزالة جميع الحواجز العسكرية من وسط الخليل، وتوفير الحماية للمعلمين والتلاميذ وسكان البلدة القديمة وروادها، وطالب المواطنين بتكثيف التواجد في البلدة القديمة والحرم الإبراهيمي الشريف، مشيدا بصمود المعلمين والمواطنين والتلاميذ الذين أصبحوا يوثقون انتهاكات الاحتلال ومستوطنيه بأنفسهم.

من جانبه، أشار عضو اقليم حركة فتح وسط الخليل مهند الجعبري، الى ان مراقبي بعثة التواجد الدولي المؤقت وثقوا ما يزيد عن 42 ألف انتهاك خلال سنوات عملهم في مدينة الخليل، ما يدلل على وجود اعتداءات وانتهاكات يومية يتعرض لها المواطنون.

وأوضح أن الحكومة الإسرائيلية ماضية في إجرامها، وأطلقت يد المستوطنين وجنودها للاعتداء على الفلسطينيين والتنكيل بهم بعد منع قوات التواجد الدولي من العودة للخليل.

وأوضح أن وجود هذه البعثة جاء نتيجة اتفاق دولي لمراقبة ما يجري، مطالبا المجتمع الدولي بتوفير قوات دولية لحماية شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده امام هذه الاعتداءات الاسرائيلية اليومية المتواصلة بحق كل ما هو فلسطيني.

المصدر وكالة وفا
الاخبار العاجلة