مخطط اسرائيلي متدحرج لفصل غزة عن الضفة

30 مارس 2017آخر تحديث :
مخطط اسرائيلي متدحرج لفصل غزة عن الضفة

رام الله- صدى الإعلام

سعى وزير إسرائيلي إلى حشد تأييد لاقتراح غريب يقول انه يسهل حياة سكان قطاع غزة المحاصر، مع احتفاظ إسرائيل بسيطرتها الأمنية، ويقضي ببناء جزيرة قبالة القطاع. وحظي اقتراح الوزير ببعض الدعم داخل المؤسسة الأمنية الاسرائيلية.

ويعتبر المدافعون عن حقوق الفلسطينيين أن هذا المقترح لا يعالج فعليا جذور المشكلة، بل من شانه حتى ان يفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية- ما يجعل قيام دولة فلسطينية متماسكة جغرافيا امرا غير قابل للتحقيق.

                     اسرائيل كاتز

ويعتبر صاحب الاقتراح، وزير الاستخبارات والمواصلات الاسرائيلي اسرائيل كاتز، ان هذا افضل خيار حتى الان، مشيرا الى ان فكرة الجزيرة قابلة للتطبيق ويمكن التفاوض على وضعها الدائم. وكاتز من مؤيدي هذه الفكرة منذ سنوات، لكنه ضاعف جهوده مؤخرا لحشد الدعم لها.

وتنص خطة كاتز على بناء جزيرة اصطناعية في البحر المتوسط تبعد قرابة خمسة كيلومترات عن ساحل غزة الذي يخضع لحصار اسرائيلي مشدد منذ عشر سنوات. وتكون الجزيرة صغيرة الحجم، وتمتد على مساحة 534 هكتارا، وهي نسبة ضئيلة من مساحة جزيرة مالطا على سبيل المثال.

وتقام على الجزيرة البنى التحتية اللازمة لتزويد قطاع غزة بالخدمات الاساسية التي يفتقر لها حاليا، بما في ذلك محطة لتوليد الكهرباء ومحطات لتحلية مياه البحر.ويتم انشاء ميناء للشحن ومساحة لتخزين الحاويات على الجزيرة التي يرى كاتز انها ستساعد في تنمية اقتصاد غزة وربطه بالعالم الخارجي.ويتم ربط الجزيرة بالقطاع عبر جسر سيكون جزء منه عبارة عن جسر متحرك، على ان يتم النظر في بناء مطار في مرحلة لاحقة.ويدعو كاتز ايضا إلى نشر قوة شرطة دولية على الجزيرة.

وتقدر كلفة هذه الخطة بقرابة خمسة مليارات دولار أمريكي يرى كاتز انه يمكن للشركات الخاصة التي ستنتقل إلى الجزيرة تغطيتها.وقال كاتز لوكالة فرانس برس مؤخرا في مقابلة اجريت في مكتبه في تل ابيب “علينا ان نعثر على طريقة لردع حماس من جهة، لكن في الوقت نفسه جعل السكان الفلسطينيين، يعيشون حياتهم”.في المكتب، علق كاتز على الحائط نموذجا لفكرته مؤكدا “اننا نقدم على مجازفة هنا ولكنني اعتقد انها مجازفة قابلة للتطبيق”.

– “الهدف الحقيقي”

يعتمد اكثر من ثلثي سكان قطاع غزة المحاصر والبالغ عددهم نحو مليوني شخص على المساعدات الانسانية.ويعاني عدد كبير من سكان قطاع غزة من ظروف معيشية صعبة نتيجة هذا الحصار.

وتقول وكالة الامم المتحدة للتنمية ان القطاع قد يصبح غير قابل للسكن بحلول 2020 بينما يحذر الاخرون من ان حالة الاحباط السائدة في القطاع ستؤدي الى اندلاع اعمال عنف جديدة.

ويقول غلعاد شير الذي شغل منصب كبير مفاوضي الحكومة الاسرائيلية في السابق مع الفلسطينيين ان هناك حاجة الى ميناء من نوع ما في القطاع.ويرى شير ان نوع الميناء “لا يهم حقا اذا تم اخذ الاعتبارات وجميع مكونات اتخاذ القرارات اطار اكثر شمولية من سياسات اسرائيل”.لكنه اشار انه يتوجب على اسرائيل الحفاظ على السيطرة الامنية في الوقت الحالي، وان على حركة حماس الاقتناع بالفكرة.

في المقابل، يشكك اخرون في الاهداف وراء بناء الجزيرة. فتقول تانيا هاري، مديرة منظمة جيشا (مسلك) الاسرائيلية غير الحكومية التي تنادي بحرية التنقل للفلسطينيين “اعتقد ان مقترح كاتز يثير تساؤلات حول الهدف الحقيقي خلفه” متسائلة ان كان جزء منه يتضمن “عزل قطاع غزة”.

في حين يرى آخرون أن هذا المخطط يمهد تدريجيا إلى إقامة دولتين واحدة في قطاع غزة (والتي تنادي حماس بإنشائها)، وأخرى بالضفة الغربية، في الوقت الذي تبذل فيه القيادة الفلسطينية الجهود لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وإنهاء الإنقسام وهدم أي محاولة لتشتيت البيت الفلسطيني.

المصدر القدس العربي
الاخبار العاجلة