غزة.. تدهور امني وتراجع في سيطرة حماس

22 أغسطس 2017آخر تحديث :
غزة.. تدهور امني وتراجع في سيطرة حماس

رام اللهخاص صدى الإعلام– 22/8/2017 بعد مقتل أحد عناصر الضبط الميداني التابعة لحركة حماس بغزة يوم الخميس الماضي وإصابة خمسة آخرين، في الهجوم الانتحاري الذي نفذه فرد من داعش من عائلة كلاب على الحدود الفلسطينية المصرية قرب معبر رفح جنوب قطاع غزة؛ شنت حركة حماس حملة أمنية واسعة في كل من خانيونس ورفح ضد “الجماعات السلفية الجهادية المتشددة”، وما تخللها من عمليات تفتيش ومداهمات واعتقال في صفوف هذه الجماعات التي كانت حماس قد احتوتها وأمنت لها الحماية طيلة السنوات الماضية.

تأتي هذه الإجراءات الأمنية متأخرا، بعدما فات القطار على حماس التي أوجدت لهذه الجماعات المتشددة التربة الخصبة والحاضنة، فقد تمكنت الجماعات التكفيرية من إنشاء قاعدة متينة لها داخل القطاع، ومن استقطاب عدد من المنشقين عن حركة حماس .

 طباخ السم لازم يذوقه

تؤول الأمور في القطاع إلى الإنفلات، فعلى الرغم من التشديدات الأمنية التي تفرضها حماس، إلا أن الأيام الماضية قد شهدت سلسلة من” العمليات ” كان آخرها إطلاق مجموعة من الملثمين على دراجاتهم النارية، فجر امس الاثنين ، النار بسلاح “كلاشنكوف” على أحد مقرات حماس في مدينة رفح، وخلال أقل من ساعة من إطلاق النار، وقع إطلاق نار آخر على مركز الشرطة في رفح، من قبل مسلحين ملثمين، تبعه بوقت قصير تفجير أربعة أشخاص يستقلون سيارة، خمس قنابل يدوية، وإطلاق نار على حاجز تفتيش، بالقرب من مدخل تل السلطان غرب رفح جنوب قطاع غزة.

وفي هذا الصدد يذكر الكاتب والمحلل السياسي عمر حلمي الغول عددا من الأسباب التي جذرت من وجود هذه الجماعات في قطاع غزة،  في مقال له حمل عنوان (التكفيريون وحماس): “إن حركة الإنقلاب الحمساوية، هي أولا من أوجد التربة الخصبة لنشوء وتفشي وانتشار القوى التكفيرية في قطاع غزة، ومنحها الحماية طيلة العقد الماضي”؛ وتابع الغول “جزء أساسي من عناصر تلك المجموعات من منتسبي كتائب القسام، الذين انفضوا عن خيار حماس السياسي، بعدما اكتشفوا فساد وبؤس وصراعات قيادة الإنقلاب فيما بينهم على المغانم والملذات، فضلا عن قناعاتهم بعدم وجود اي مشروع ل”لمقاومة””؛ وأضاف الكاتب والمحلل السياسي عمر في مقاله إن “رفض حركة حماس لخيار المصالحة، وتخندقها في خنادق الإمارة ساهم، وسيساهم في إتساع دور التكفيريين في القطاع، وبالتالي شكل عملية القتل والتفجير لم يغير من جوهر الدور التخريبي لحركة حماس”.

حلول لتدارك الأزمة

ولتدارك تأزم الأوضاع في قطاع غزة، وانحدار المستوى الأمني، والارتفاع في وتيرة هذه الهجمات  ، يقدم الكاتب والمحلل السياسي أنور رجب سلسلة من الحلول للحيلولة دون مزيد من تفاقم الأوضاع في غزة في مقالة بعنوان “قراءة في هجوم رفح الانتحاري.. ومسؤولية حماس والمطلوب منها”، من بين هذه الحلول أن تتخلى حماس عن سيطرتها على قطاع غزة والعمل على حل لجنتها الإدارية، وتمكين حكومة الوفاق من أداء مهامها، لمعالجة المشكلات والأزمات التي يعاني منها قطاع غزة، ويضيف رجب بأن تقوم حماس على “تطهير منظومتها الفكرية والتربوية من المواد والمراجع التي تؤسس لنشر التطرف والعنف، وتنقية خطابها الديني من ثقافة التكفير والتخوين ونشر الكراهية تجاه الآخر”، إضافة إلى “التوقف عن استخدام الدين وتوظيفه في خدمة استراتيجيتها وسياساتها، وتبرير التقلبات والتحولات التي تطرأ عليها، الذي جعل من خطابها الديني مربكاً ومتناقضاً وضعيفاً”.

الاخبار العاجلة