مراد السوداني: الثقافة العربية فقدت قدرتها على التأثير

13 ديسمبر 2017آخر تحديث :
مراد السوداني: الثقافة العربية فقدت قدرتها على التأثير

رام الله-  صدى الاعلام- 13-12-2017 

فاز الشاعر الفلسطيني «مراد السوداني» بالجائزة العالمية للشعر «ماركو سيكورو 2017»، في دورتها التاسعة بإيطاليا، ويرى السوداني أهمية الجائزة في كونها «تعيد الاعتبار إلى أدب المقاومة، وأنه يحمل وصايا الدم الساخن الذي خطه الأسبقون من أجل الحرية»، ويقول إن «أدب المقاومة لم يسقط في اللحظة ولم تسقطه اللحظة، لذلك نواصل طريق الفعل المقاوم بالكلمة انحيازاً للثقافة العالية التي جسّدها الكبار في الثقافة الفلسطينية قولاً وفعلاً»، هنا حوار مع الشاعر مراد السوداني.

  المتلقي العربي لا يتصور شعراً فلسطينياً دون وجود القضية.. فهل من الممكن قيام شعر فلسطيني متحرر من تاريخه الشعري المقاوم؟

– ما دام هناك قضية واحتلال فثمة أدب مقاوم، التحدي لدى الشِعرية الفلسطينية أن تطور ذاتها ومشروعها الشعري ليكون محمولاً على التجريب والجماليات دون أن يتخلى عن الهدف، وهو تحد كبير وليس سهلاً على الإطلاق، للأسف هناك بعض الأصوات الشعرية الفلسطينية في الوطن والشتات تحاول أن تنأى عن القضية لتقدم تجريباً صافياً، شخصياً لست مع هذه المدرسة، لا يمكن لنا كشُعراء فلسطينيين أن نتحرر من الإرث المجيد لشِعر وأدب المقاومة، بل سنظل أمناء على التجربة مطوّرين لجمالياتها وستظل الراية عالية.

 كيف تنظر إلى شعر المقاومة، هل ما زال رائداً كما في سنوات خلت؟ أم تغيرت النظرة لهذه التسمية وحتى لمحتواها؟

 – للأسف ثمة تراجع واضح بالنسبة لشِعر المقاومة، أسماء قليلة لا تزال تجهر بشِعر المقاومة، والأجيال الجديدة في معظمها جرفها تيار التقليد والكتابة من أجل الترجمة والجوائز والسقوط في التجريبية الخالصة، كما أن التطبيع واستهداف الأدب الفلسطيني أصاب الكثير من الشُعراء في مقتل فنرى نصهم متصالحاً مع نقيضهم. ورغم ذلك ثمة من يواصل في الوطن والشتات حمل راية الأدب المقاوم حتى التحرير الناجز.

 هل اختلفت رؤية الجيل الشاب للنكبة عن جيل 48 وطرق التعبير عن القضية؟ 

 – بالطبع ثمة اختلاف فليس من رأى كمن سمع، من عايش النكبة واصطلى بنارها ليس كمن حُدِّث عنها أو قرأها فطبيعة النص تختلف بالتأكيد، وهذا ينعكس على شكل النص ومعناه.

  هل نعيش أزمة شعر أم أزمة شعراء؟

 – طبعاً أزمة شُعراء، لأن الشِعر يظل كذلك، الإشكالية في أصحابه.

 هل الشعر العربي يواكب الأزمات العربية بالقدر اللازم والضروري، أم أنه على الهامش؟

 – الشِعر العربي في كثيره مغترب عن واقعه، في ظل حدود الدم التي ترسم لخلق الفلسطيني الجديد والعربي الجديد والمثقف الجديد غائب فلا دور ولا فاعلية وطغى الكتبة الكذبة والمتكلمون من جيوبهم وجيوب غيرهم في الثقافة.

 في رأيك لماذا الشعر يفتقد القراء؟ وهل يعني ذلك أن الشعر فن شارف على الانقراض؟

 الإشكالية أن الثقافة بمجملها فقدت قدرتها على التأثير، نحن نعيش أزمة في الوعي وأزمة في المؤسسة الثقافية، لم تعد الثقافة أولوية لدى الحكومات العربية ثمة نخب مضادة ولها حواضن على اتساع الوطن العربي ويغدق عليها المال.

 هل العمل في الصحافة والإعلام أبعدك عن الشعر والكتابة الإبداعية؟

 – لم يبعدني كثيراً وإن كان أخّر قليلاً بعض مشاريعي الإبداعية.

  من خلال كتابتك هل استطعت التعبير عن كل ما تشعر به بكل حرية؟

 – لم أفقد حريتي يوماً، لأن حريتي هي أنا ببساطة، أنا حرّ إذاً أنا شاعر، أنا أقول ما أكون وأكون ما أقول بعمق وصدق ولم أندم على قول أو فعل فعلته، الكلمة فعل ومسؤولية.

  لماذا غابت الحركة النقدية عن مواكبة المنتج الشعري الجديد؟

 – أصاب النقاد ما أصاب الثقافة العربية من ضمور وتراجع والنقاد لم يشحذوا أدواتهم النقدية كما فعل الأقدمون.

 ماذا تقول للشعراء والأدباء الشباب من خلال تجربتك في الكتابة والإبداع؟

 – أنا منهم، علينا أن نوفي للكبار المؤسسين أخلاقياً بتظهير إرثهم الإبداعي وأن نتجاوزهم فنياً وإبداعياً، لكي نثبت أننا أبناء أصلاء وحقيقيون جديرون بالمقولة لا تسقطوا الراية التي عمِّدت بالدم المجيد.

 

 

المصدر الخليج الاماراتية
الاخبار العاجلة