استنكار وتنديد بزيارة الكاتب المصري سعد الدين إبراهيم لـ«تل أبيب»

3 يناير 2018آخر تحديث :
استنكار وتنديد بزيارة الكاتب المصري سعد الدين إبراهيم لـ«تل أبيب»

صدى الاعلام – 03-01-2018

أثارت زيارة سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون للدرسات الانمائية لجامعة تل أبيب بإسرائيل غضب الكثير من المثقفين في فلسطين والدول العربية الذين وصفوا زيارته بالتطبيع مع إسرائيل والخيانة للعرب.

وكان الكاتب المصري، قد شارك أمس الثلاثاء في ندوة عنوان “دروس من قرن الاضطرابات في مصر”، استجابة لدعوة من مركز “موشي ديان” للدراسات والبحوث الشرق أوسطية والإفريقية التابعة للجامعة، مشاركًا في اليوم الدراسي لمناسبة مرور 100 عام على ثورة 1919 المصرية ضد الإنجليز، وما تبعها من ثورات أخرى مرّت بها مصر.

واعتبر الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين،  الزيارة “التطبيعية” التي قام بها سعد الدين إبراهيم،  “تمثل إساءة واضحة وطعنًا في الوعي العربي”.

واضاف الاتحاد في بيان له اليوم الأربعاء، أن زيارة سعد الدين “تساوق مع الهجمة الاحتلالية وإعلان ترمب المشؤوم، وقرارات الكنيست الأخيرة بضمّ الضفة الغربية، واستباحة القدس”.

وقال بيان الاتحاد، إن الوعي العربي يرفض التطبيع مع الاحتلال وروايته، ويواجهها بالحق والحقيقة والصمود والتصدي.

من جهته، استنكر الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، حبيب الصايغ، الزيارة التي قام بها سعد الدين إبراهيم إلى تل أبيب.

وشدد الأمين العام في بيان أصدره الاتحاد اليوم الأربعاء، على أن هذه الزيارة تعد خرقًا للموقف الواضح الذي يتخذه الأدباء والكتاب والمثقفون العرب لمناصرة الحق العربي والفلسطيني، داعيًا إياه للتراجع عنها.

وفي الوقت نفسه دعا كل الهيئات الثقافية العربية، الأعضاء وغير الأعضاء في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، إلى تشديد إعلان مواقفهم من التطبيع عبر استنكار هذه الزيارة، تأكيدًا على الموقف التاريخي للأدباء والشعراء والمثقفين العرب.

وكان فيديو ظهر على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” يهاجم فيه شباب فلسطينى سعد الدين إبراهيم لإلقائه محاضرة بجامعة تل أبيب ، وقاطع الشباب كلمة رئيس مركز ابن خلدون مرددين هتافات: “مطبع.. عميل.. خائن للشعب المصري والعربي.. والتطبيع خيانة”.

وخاطبته طالبة فلسطينية: “كيف سوّلت لك نفسك أن تأتي إلى هنا؟، بالوقت الذي يقاطع العالم فيه إسرائيل” بإشارة إلى حركة المقاطعة العالمية (BDS)، “أنت تخليت عن عروبتك”، وذكّره طالب آخر “بعذابات الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال”، ومن ثم هتفوا “التطبيع خيانة”.

كما تقدم المحامي سمير صبري، ببلاغ للمستشار نبيل صادق النائب العام المصري، يتهم سعد الدين ابراهيم مدير مركز ابن خلدون، بالخيانة والتطبيع مع اسرائيل، مطالباً بإحالته للمحكمة الجنائية بعد إلقاءه محاضرة فى تل ابيب عن ثورات الربيع العربي.

وقال البلاغ إن سعد الدين ابراهيم توجه إلى اسرائيل تلبية لدعوة من مركز موشي ديان لدراسات الشرق الأوسط، لإلقاء محاضرة بشأن ثورات الربيع العربي بجامعة تل أبيب،وإنه من المعروف أن كل من يحاضر داخل مؤسسة أكاديمية إسرائيلية يوافق الذين يسيرون ضد الدولة المصرية وضد إرادة الشعب فى 30 يونيو، وأن هذه الزيارة ضمن التطبيع المجاني لإسرائيل، في الوقت الذى تراجعت اسرائيل فيه عن عملية السلام وتقوم بتهويد القدس، و”من جانب أخطر ان المبلغ ضده يحاضر بعد يوم واحد من تصويت الكنيست على السيطرة الإسرائيلية على الضفة الغربية، اي البناء الحر في كل قطاعاتها دون الالتزام بأي معاهدات او مواثيق تلزم اسرائيل بعدم البناء .”

من جانبه، شن الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب المصري ، هجوما عنيف على الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون لزيارته لجامعة تل أبيب بإسرائيل، قائلا: “الذى يذهب للكيان الصهيونى فهو يطبع مع إسرائيل، واذا كانت الدولة لها علاقتها فلا يجب أن ينسحب هذا المثقفين”.

وأضاف “بكرى” فى تصريح أن سعد الدين إبراهيم اعترف قبل ذلك أنه يتلقى تمويل من جامعة حيفا الإسرائيلية لمركز ابن خلدون، والآن جاء فى ظل غضبة الشعب العربى من موقف إسرائيل وأمريكا فى القدس ليذهب ويتحدى ويخرج لسانه ويحضر محاضرة مع رجال الموساد الإسرائيلى بعنوان: “قرن من الاضطرابات فى مصر”، وكأنه يرد أن يقول أن مصر بها قلائل وانها تعيش اضطرابات و لن تستقر.

وأشار عضو مجلس النواب إلى أنه كان أولى بسعد الدين إبراهيم أن يواجه من احتلوا الأرض وتآمروا على الشعب، ولكن الرجل الذى تفاخر فى يوم من الأيام أنه حصل على 2 مليون دولار من المعونة الأمريكية المقدمة لمصر لمركز ابن خلدون هو ذاته الذى يزحف إلى إسرائيل للوقوف معها، ويتحدث من إحدى الجامعات التى تحض دائما على كراهية الفلسطينين والشعب العربى، واصفاً سعد الدين إبراهيم بالخائن “صبى الشيخة موزه”.

فى ذات السياق، قال الكاتب يوسف القعيد، عضو مجلس النواب  المصري فى تعليقه على زيارة سعد الدين إبراهيم وإلقاء محاضرة بجامعة تل أبيب، إنه من المؤسف أن نعيش هذه الأيام، واعتقد أنه من البديهيات أن نرفض التعامل مع العدو الإسرائيلى.

وأضاف “القعيد” أن ما فعله سعد الدين إبراهيم موقف مدان تماما، خاصة فى الوقف الذى نجد فيه الكنست الإسرائيلى يقر قانونا يمنع أى حكومة صهيونية التفاوض أو التفريط فى القدس.

وأشار عضو مجلس النواب إلى أن توقيت زيارة سعد الدين بالغ الخطورة.

فيما، وصفت نشوى الديب، عضو مجلس النواب المصري، الزيارة والقائ سعد الدين ابراهيم  محاضره بجامعة تل أبيب بالخيانة والتطبيع مع العدو، مضيفه أن الشعب المصري والعربي يرفض التطبيع مع العدو الإسرائيلى، وأن ما فعله سعد الدين إبراهيم جلب العار لذاته.

وأضافت نشوى الديب أن إسرائيل ستظل العدو الأول والأوحد للأمة العربية ولن ننسى شهدائنا وأطماعهم المستمرة فى أرضنا ومقدستنا، وأن زيارة رئيس مركز ابن خلدون فى هذا التوقيت كارثة قى الوقت الذى قررت فيه الادارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وأشارت إلى أن سعد الدين إبراهيم كان عليه علامات استفهام كثيرة انكشفت أمام الجميع بزيارته للكيان الصهيونى، معتبره زيارته لجامعة تل أبيب بأنه جلب العار لنفسه.

وأكدت الكاتبة الصحفية المصرية فريدة الشوباشى، أنها ترفض زيارة إسرائيل تحت أى مسمى أو إلقاء كلمة بمحاضرة بأحد جامعاتها لأنها دولة مغتصبة تسرق الأرض الفلسطينية، موضحة أنها ليست دولة سلام وغير ديمقراطية وتم تأسيسها على الدين وقد رفضت مصطلح الجمهورية الإسلامية عقب ثورة الخمينى وفى طريقها إلى زوالها.

وأضافت الكاتبة أنها لن تذهب إلى إسرائيل حتى لو وصل الأمر لحصولها على مليار جنيه، مشيرة إلى أنها تعرضت للفصل من إذاعة مونت كارلو بسبب رفضها إجراء حوار مع شيمون بيريز رئيس وزراء إسرائيل الأسبق.

وأشارت “الشوباشى” إلى أنه لا يمكن قبول التواصل مع إسرائيل، ولكن يجب أن نظر إليها دائما دولة مغتصبة، متسائلة: “كيف نجلس مع دولة تقهر الشعب الفلسطينى بشكل يومى، وتسعى إلى تهويد القدس؟!”

كما اعتبر إيهاب الغطاطي، عضو مجلس النواب عن ائتلاف “دعم مصر”، مشاركة الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون، في ندوة عن الثورات المصرية بجامعة تل أبيب الإسرائيلية، “كارثة كبرى”.

 وقال الغطاطي إن “هذا الأمر مثير للجدل وغير مرغوب فيه، وكان عليه الأخذ في اعتباره مشاعر العرب وخاصة الفلسطينيين، بعد قرار الرئيس الأمريكي ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس”.

وأضاف أن “الجميع يعرف مدى العداء بين العرب والإسرائيليين”، مؤكدًا أنه لا يوجد مبرر واضح لسعد الدين إبراهيم في إلقاء كلمة بجامعة تخدم الكيان الصهيوني.

أحد الطلاب حاولت البصق على وجهه

من جهته قال أحد الطلاب اللذين انسحبوا من المحاضرة التى ألقاها د.سعد الدين إبراهيم فى جامعة تل أبيب أمس  عن الربيع العربى والعلاقات بين القاهرة وتل أبيب فى تصريحات لصحيفة “يديعوت أحرونوت”: “لقد جاء هذا الباحث للحديث عن التطبيع مع إسرائيل، ويظن أنه كان يجتمع مع أطفال صغار، ولم نكن على استعداد لسماعه لأنه كان يصف الأشياء بطريقة زائفة”.

 وأضاف الطالب للصحيفة الإسرائيلية أنه لو كان لديه الفرصة لبصق على وجهه عقب حديثه عن التطبيع مع دولة الاحتلال، موضحا أن انسحاب بعض الطلاب من المحاضرة رسالة إلى الحكومة الإسرائيلية بأن الطلاب يرفضون أى محاولة لشرعنة الاحتلال الإسرائيلى لدولة فلسطين.

 وقال طالب آخر، إن سعد الدين إبراهيم كان يتحدث عن التطبيع مع إسرائيل وهو ما استفز الطلاب الفلسطينيين لأنه يضفى الشرعية على الظلم والتمييز والاحتلال ونفى الهوية الفلسطينية.

سفارة إسرائيل بالقاهرة مرحبا بكل المصريين

من جهتها دافعت السفارة الإسرائيلية فى مصر، عن الدكتور سعد الدين إبراهيم، رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، بعد الهجوم الحاد الذى شنّه عليه عرب ومصريون فى ضوء زيارته لجامعة تل أبيب، بدعوة رسمية من إسرائيل لإلقاء محاضرة، وقالت السفارة فى محاولتها الدفاع عن “إبراهيم” ومساندته فى وجه الهجوم: “”كل المصريين مرحب بهم لزيارة إسرائيل”.

وقالت السفارة الإسرائيلية، فى منشور عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك”: “تعقيب السفارة على ردود الأفعال المناهضة لزيارة الباحث الأكاديمى المصرى سعد الدين إبراهيم لجامعة تل أبيب، بناء على معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، فإن كل المصريين مرحب بهم لزيارة إسرائيل وإجراء حوار مع المجتمع الإسرائيلى”.

وأضافت السفارة فى منشورها: “إن فكرة مناهضة زيارة مواطن مصرى لإسرائيل فكرة أكل عليها الدهر وشرب، ولا تمت للواقع بصلة، والتعاون بين شعوب المنطقة هو المفتاح الرئيسى للاستقرار والازدهار الاقتصادى، كما تعتبر السفارة تصرف بعض الطلاب العرب بأنه النفاق بعينه، فهم مواطنون إسرائيليون عرب متساوون فى الحقوق، يتعلمون فى جامعة إسرائيلية، ويتمتعون بحرية التعبير والدعم ونفس مستوى التعليم الراقى، وفى نفس الوقت يدعون لمقاطعة الجامعة ذاتها لدى استضافتها باحثا أكاديميا عربيا جاء للتحاور”.

الاخبار العاجلة