المجلس المركزي في حضوره الخارق

10 يناير 2018آخر تحديث :
المجلس المركزي في حضوره الخارق
يحيى رباح-الحياة الجديدة

ليس هناك رئيس أميركي لطم المصداقية الأميركية بقفزة الاستهتار والعبثية كما فعل دونالد ترامب، من خلال إعلانه القدس عاصمة لإسرائيل، بعد استئثار الادارة الأميركية بدور الوسيط لمدة تزيد عن اربع وعشرين سنة، ظلت فيها مدينة القدس عاصمة محتلة، كما قرر القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ووثائق مبادرة السلام العربية، و”الرباعية الدولية”.

وطوال تلك السنوات كانت الولايات المتحدة تضطلع بدور الوسيط للبحث عن حل سلمي شامل وعادل، وكلما كانت المفاوضات تنطفئ كانت أميركا تعيد إحياءها بقوة دفع جديدة تشرك فيها العديد من الأطراف ولو من باب اخذ العلم وكان عنوان ذلك الوضع قائما على مقولة الابقاء على الوضع التاريخي القائم.

هذه المرة تقوم الولايات المتحدة نفسها بالطلب، قتل الحل الموعود، وترامب يقرر من طرف واحد ان القدس يمكن إعطاؤها لإسرائيل هدية مجانية، وأميركا تشيع في العالم ان دولا عربية موافقة على ذلك، وتطلق اشاعات ان حكومات عربية ومخابرات عربية تشجع بعض الصحفيين والاعلاميين على ان يقولوا انه لا فرق بين رام الله والقدس، وبهذا فهي تفتح أبواب النيران، وهذا تهديد ينذر بوضع خطير لم يحدث مثله سابقا، قد يكون بعض الإعلاميين والصحفيين متورطين في ذلك بعدم وعي، ولكن يمكن ان تكون حكومات، فالحريق الذي سيشعل اكبر مما قيل عنه انه ربيع عربي، وكأن نصوص القرآن الكريم لا قيمة لها، ما هذا؟، ورام الله لا تفرق عن القدس، شيء مريع وخطير، وعلينا ان نتحلى بالوعي العميق، ولا نجعل المشكلة تفقدنا الوعي والتركيز، لكن اميركا يجب معاقبتها على اشاعاتها، يجب تثبيت رؤية، وليس الوقوع في الاشاعات، فالقدس هوية امة، وعقيدة امة يجب أن تترك فيها قسطا من التفكير وليس الجنوح الى الجنون.

الاخبار العاجلة