شعث: ندعم عقد مؤتمر دولي للسلام في موسكو

12 فبراير 2018آخر تحديث :
شعث: ندعم عقد مؤتمر دولي للسلام في موسكو

رام الله – ترجمة صدى الاعلام

أعلن نبيل شعث مستشار الرئيس محمود عباس  للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية  أن فلسطين تعمل مع الشركاء الأجانب، بما في ذلك روسيا، لوضع صيغة متعددة لعملية السلام، وأضاف في حوار مع صحيفة ريا نوفستي الروسية  أن فلسطين ترحب بعقد مؤتمر كبير في موسكو لإطلاق عملية السلام.

نص الحوار:

 سؤال: ما الذي سيتم تناوله خلال اللقاء بين الرئيسين الروسي والفلسطيني في موسكو؟

 الجواب: سنتحدث عن استمرار، وزيادة تنمية العلاقات الاستراتيجية التي تربط فلسطين مع روسيا العلاقات الاستراتيجية التي لم تتغير حتى عندما تحول الاتحاد السوفيتي إلى روسيا الاتحادية. وستبقى روسيا حليفاً وصديقاً لنا.

 دولة عظيمة ودولة رائدة وعلاقاتنا أخذت بالتطور. قبل شهر كنت في موسكو كرئيس للجنة الروسية الفلسطينية المشتركة بشأن الشرق الأوسط.  وترأس الجانب الروسي السيد بوغدانوف (نائب وزير الخارجية الروسي). وشارك من الطرفين وفوداً خلال الاجتماع. وناقشنا القمة المقبلة في سياق طلبنا أن تصبح روسيا شريكاً في شكل دولي لمراقبة عملية السلام، والتي يجب أن تغير احتكار الولايات المتحدة لعملية السلام.

 بدأنا عملية السلام مع مؤتمر مدريد عام 1991، واستمرت تحت المراقبة الأمريكية الاحتكارية، وحاولنا تصحيح هذا النوع في عام 2003 عندما شكلت الرباعية الدولية بمشاركة روسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والولايات المتحدة كشكل دولي. والرباعية الدولية لم تخرج بعد بشيء جدير بالاهتمام حقاً.

 ثم كانت المبادرة الفرنسية وشارك فيها 74 دولة بما في ذلك روسيا على أمل إطلاق عملية دولية. ولا توجد هذه العملية حتى الآن، ولكننا سنبذل قصارى الجهد من أجل اطلاقها.

 زيارتي إلى روسيا، ولقائي المطول مع السيد لافروف، ولقاءاتي مع وزير الخارجية الصيني، والياباني والكوري، ولقاء رئيسنا أبو مازن مع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي- هذه الجهود موجهة لعقد منتدى دولي على أساس رؤية توافقية للقضية الفلسطينية وحل الدولتين، عوضاَ عن عملية السلام التي تسيطر عليها أمريكا وحدها. وبطبيعة الحال فإن دائرة المشاركين تضم الأمريكيين، ولكن أمريكا ستكون دولة من ستة أو واحد من سبعة، أو واحدة من ثمانية، كما جرى العمل على الاتفاق النووي الإيراني. والاثنين سيلتقي رئيسنا مع الرئيس بوتين وسيكون هذا الموضوع رقم واحد على جدول الأعمال.

 سؤال: هذا يعني أن الحديث يجري عن تشكيل آلية جديدة لعملية السلام؟

 الجواب: هذا صحيح، الحديث يدور عن صيغة دولية تستند إلى القانون الدولي والتوافق الدولي بشأن فلسطين بدلا من الهيمة الأمريكية الوحيدة في إدارة عملية السلام في الشرق الأوسط، حيث كانت أمريكا منحازة للجانب الإسرائيلي إلى أقصى الحدود. وفي ضوء تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس، واللاجئين، لا يمكننا أن نستمر في اعتبار الولايات المتحدة وسيطاً نزيهاً، إنهم يلتزمون بنهج واحد داعمين جانب واحد.

 سؤال: هل هناك مكان للولايات المتحدة في الصيغة الجديدة الذي تتحدث عنها؟

 الجواب: بالطبع، وهذا ما نعتزم مناقشته. وإذا كان ذلك يلائم الولايات المتحدة. نحن لا ننتمي إلى نادي حكام العالم- حكام العالم، أمريكا وأوروبا وروسيا والصين. وبالطبع هناك دول، قادة القيادة الثانية ومن بينها الهند واليابان والبرازيل وأمريكا الجنوبية. والحديث يجري عن مجموعة دول، بما في ذلك بعض الدول العربية والتي تستيطع الانضمام إلى عملية السلام.

 وهذا يعني العودة إلى سؤالك، ولسنا من يقرر، ونرحب بمشاركة الولايات المتحدة في الصيغة الجديد. وهل سيقبل الأمريكيون والسيد ترامب بذلك، هذا سنبقيه للدول الكبرى لاتخاذ القرار.

 سؤال: هل هناك أية اتصالات حاليا بين فلسطين والولايات المتحدة، أم أنها توقفت عندما أعلن ترامب أن القدس عاصمة لإسرائيل؟

 الجواب: هناك اتصالات، لكنها محدودة. في نهاية المطاف لدينا في واشطن بعثة دبلوماسية، وهدد والأمريكيون بإغلاقها لكنهم لم يفعلوا ذلك. وما زالت تعمل، لكن ليس لدينا حواراً سياسياً. هناك قضايا مختلفة، زيارات، تجارة، وغيرها من الجوانب الأخرى التي ما زالت مستمرة. لم نقطع العلاقات مع الولايات المتحدة، لكني أكرر انه لا يوجد حوار سياسي. ونحن نرفض رفضاً قاطعاً تصريحات ترامب بشأن القدس ومحاولته إزاحة مسألة القدس واللاجئين عن طاولة المفاوضات، وقطع المساعدات المالية عن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينين “الأونروا”. ونحن نعارض ذلك كله.

 سؤال: مسألة وقف المساعدات المالية تخص فقط الأونروا أو المساعدة الأمريكية لميزانية فلسطين؟

 الجواب: لم نتلقى أي شيء بشأن وقف المساعدات. الأمريكيون يعتقدون أنهم يستطيعون شراء العالم والضغط على الشعب، ولكن لن نبيعم بلادنا ومبادئنا.

 سؤال: ما مدى الخسارة التي سيتعرض لها الاقتصاد الفلسطيني إذا أوقفت الولايات المتحدة المساعدات المالية؟

 الجواب: نحن لا نهتم، اليابانيون يساهمون، وبلجيكا زادت من مساهتمها مبلغ 33 مليون دولار، والنرويج وهولندا يخصصون 15 مليون دولار وكوريا تعهدت بتقديم المال. وقادرين على الحصول على المال.

 سؤال: وروسيا؟

 الجواب: ربما، هذا سيتم أيضاً مناقشته. المساعدة الاقتصادية الروسية لفلسطين وللاجئين الفلسطيين قضية أخرى ستناقش في الاجتماع. ولكن روسيا أكثر أهمية بالنسبة لنا كحليف سياسي ولاعب هام على الساحة الدولية، على الرغم أننا سنناقش الوضع الاقتصادي.

 سؤال: العودة إلى الدور الذي يمكن أن تقوم به روسيا في هذه الصيغة الجديدة لعملية السلام. فهل خيار الدعوة إلى مبادرة أو عقد مؤتمر دولي رفيع المستوى مثالاُ لهذه المسألة؟ ربما كالمؤتمر الوطني السوري في سوتشي؟

 الجواب: بالمناسبة، تقرر في مؤتمر مدريد عام 1991 أن تصبح موسكو مكاناً لانعقاد المنتدى الدولي الثاني، ولكن الأمريكيين لم يفعلوا ذلك. ويبدوا لنا، أن المؤتمر ينبغي أن يعقد في موسكو، ويجب على المشاركين بأنفسهم أن يقرروا ذلك.

فيما يتعلق بالوضع مع إيران، اعلنت ألمانيا عن مشاركتها في المحادثات، حيث كان من المتفرض في البداية أن يشارك فقط الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن: بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين والولايات المتحدة، وعندما أرادت ألمانيا الانضمام تمت إضافتها وكانت الصغية على شكل 5+1 وفي حالتنا يمكن ان تبدو الصيغة 5+4 بمشاركة تلك البلدان التي ذكرتها للتو كمرشحين محتملين.

 كان لي حديثاً مهماً مع السيد لافروف، وكان يفكر في اللجنة التحضيرية، ولعلنا نستيطع تشيكل لجنة تحضيرية تنظر في الصيغة وفي تحديد المشاركين والمكان. 

 من جانبي أقترح أن نستيطع الجمع بين عدة صيغ، يمكننا أن نبدأ كمؤتمر مدريد وباريس وبعدها ننتقل إلى مجموعة أكثر إحكاماً من شأنها أن تواصل العمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين، وهذا يعني أن نجمع بين طريقة التسوية الإيرانية والنهج الفرنسي. يمكن بدء العملية في مؤتمر بموسكو، ثم الانتقال إلى تكوين صيغة أكثر ضيقاً، وسيتم مناقشة ذلك بالتفصيل بين الرئيسين الروسي والفلسطيني.

 سؤال: كيف ستكون ردة فعل المجتمع الدولي على رؤيتنا؟ هل ترون دعم من جانبهم؟

 الجواب: عندما نتحدث عن صيغة، فإنه يتعين علينا التوجه إلى مجلس الامن الدولي من أجل الحصول على التأكيدات الرسمية. وإذا لزم الأمر فإننا سنتوجه إلى الجمعية العامة. ودعم الأمم المتحدة والاستناد إلى ميثاق المنظمة لما له من أهمية كبيرة.

 سؤال: هل أنتم مستعدون للتعاون في المبادرات الدولية التي يعدها ترامب؟

 الجواب: لا، نحن غير مستعدون.

 سؤال: هل لديك أي فكرة عن خططه؟

 الجواب: نعم هناك فكرة، ولا تعجبنا أبداً، لا من حيث المبدأ ولا من حيث التفاصيل. الحديث يجري عن طمس جميع القضايا الأساسية في اتفاقية أوسلو وجدول أعمالنا. إنهم لا يتحدثون عن حل الدولتين. يقول ترامب: “بقراري ازحت قضية القدس عن طاولة المفاوضات”. ويقولون لن يتم مناقشة قضية اللاجئين. عن ماذا سوف يتحدثون؟ عن صيغة جديدة للاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية مع بعض الفوائد الاقتصادية للفلسطينيين من أجل رشوة للتخلي عن حقوقهم.

 إذا تحدثنا عن مبادرة، يجب أن تبدأ من القانون الدولي مع قرار مجلس الأمن الدولي 242. الحديث لا يجري عن عاصمة فلسطينة في القدس الشرقية وإسرائيلية في الغربية- لا نتحدث عن دولة فلسطينيية على حدود 67 فلماذا علينا أن نشارك في مبادرة ترامب؟

 سؤال: أي أن اقتراح ترامب لا يتعلق بتسوية الصراع بل حول إدارته؟

 الجواب: إننا لا نريد أن نتعامل معهم في إدارة الأزامات أو التوصل إلى حل نهائي، لأنها اتخذت موقفا منحازا إلى إسرائيل، اتخذ الأمريكيون خطوات من شأنها أن تثبط مصداقيتها كوسيط نزيه.

 العالم اليوم ليس عالماً تحكمه الولايات المتحدة، إن العالم اليوم يتجه نحو تعدد الأقطاب، روسيا هي واحدة من اللاعبين الرئيسيين على الساحة الدولية، فلماذا المشاركة في مبادرة ترامب؟ نحن لا نريدها.

 سؤال: كيف ترون مستقبل القدس، وكيف برأيك حل وضع القدس؟

 ينبغي أن تصبح القدس كيانين سياسيين وعاصمتين سياسيتين ولكن مع بلدية واحدة وحرية التنقل ومجلس ادارة لحل المشاكل الاقتصادية. وقد حدد ذلك بوضوح الرئيس الراحل ياسر عرفات في محادثاتنا في واشنطن وفي اتفاقية أوسلو، وتم في ترتيبات كامب ديفيد. نحن لا نقترح أي شيء جديد هنا، كما تم الاتفاق على مشكلة اللاجئين من حيث المبدأ في طابا، حيث اتفقنا مع الإسرائيليين على حق العودة وعلى التعويض وعلى الضمانات الأمنية.

 نحن لا نعتزم البدء من نقطة الصفر، لقد عملنا على مدى العديد من السنوات. وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة وقواعد القانون الدولي واضحة جداً. هذا إقليم محتل بالقوة ويتعارض ذلك مع ميثاق الامم المتحدة، ولذلك فوجيء الجميع بهذه التصرفات التي قام بها السيد ترامب. وأعرب عن معارضته لمباديء التسوية التي كانت موضع توافق دولي في الأراء منذ وقت صدور القرار 242 في عام 1948.

 سؤال: هل أنتم متفقون على نهج روسيا التي تعترف بالقدس الغربية عاصمة لإسرائيل والشرقية عاصمة لفلسطين.

 الجواب: نعم، كل شيء على ما يرام.

 سؤال: في الآونة الاخيرة اتخذت منظمة التحرير الفلسطينية عدة قرارات بشأن عدم الاعتراف بإسرائيل، والانسحاب من اتفاقية أوسلو، ووقف التعاون بما في ذلك التنسيق الأمني، والحديث عن حل السلطة الفلسطينية. هل هذه القرارات على الطاولة في الواقع؟

 الجواب: نحن لم نقطع العلاقات، وقلنا إننا سنجمد اعترافنا بإسرائيل إلى أن تعترف بنا، ولم نقل إننا سنتخلى عن ذلك. ولكن قلنا إن إسرائيل، عندما وقعنا معها الاتفاقية في البيت الأبيض وافقت على الاعتراف المتبادل، لقد اعترفنا بدولة إسرائيل ولكن لم يعترفوا بنا. وانتهكوا مبدأ هاماً وأغلقنا اعيننا لفترة طويلة. انتظرنا وانتظرنا اتفاق الوضع النهائي ولكن هذا لم يحدث. والمصطلح الدقيق الذي نستخدمه هو تعليق اعترافنا حتى تعترف إسرائيل بحق الدولة الفلسطينية ونأمل أن يقوم العالم بأسره بذلك.  ونعلق اعترافنا بإسرائيل حتى نحصل على المقابل.

 سؤال: هنل هناك موقف تقرر فيه حل السلطة الفلسطينية وإعادة إسرائيل المسؤولية عن الأراضي وسكانها؟

 الجواب: اعتقد ذلك، نعم هذا القرار نناقشه. وهل تعرفون ماذا سيكلف الإسرائيليين؟ إنهم يسيطرون علينا، ونحن ندفع الثمن بأنفسنا. والآن ندفع ثمن الأمن والتعليم والطرق والرعاية والصحية ونحن ندفع ثمن كل ما يسيطرون عليه.

 سؤال: الرئيس الفلسطيني سيلقي خطابا في مجلس الأمن الدولي، عن ماذا سوف يتحدث؟

 الجواب: رئيسنا سيلقي خطابا في مجلس الامن الدولي حول موضوع الشرق الاوسط وسيغادر بعدها. سيتحدث عن انتهاك إسرائيل بوقاحة للاتفاقات القائمة التي تؤيدها الولايات المتحدة، وحان الوقت لكي يوافق مجلس الامن الدولي على عملية السلام على أساس ميثاق الأمم المتحدة.

المصدر ريا نوفستي الروسية
الاخبار العاجلة