لا نحارب بالوكالة

13 فبراير 2018آخر تحديث :
القدس

موفق مطر-الحياة الجديدة

لسنا أداة في حرب احد، وكل فصيل فلسطيني  يملك السلاح ويقرر استخدامه في حروب قوى أو دول او لصالح اجندات خارجية، أو يسعى لكسب ما منها، فإنه بذلك يخالف المصالح العليا للشعب الفلسطيني، ويدفعنا لرسم علامة استفهام كبيرة حول مقولاته الاعلامية ويافطاته حول المقاومة!!.

 ليس من حق أحد أخذ مصير المشروع الوطني للشعب الفلسطيني الى مربع، لا تقرر القيادة الشرعية الوطنية للشعب الفلسطيني الانتقال اليه، فالأصل ان نعمل كلنا على حشد طاقات القوى والأحزاب والحكومات والبرلمانات والدول عربية واجنبية لتقف معنا في المربع الذي نختاره كمنطلق لانجاز الحرية والاستقلال .. وفي هذا انسجام تام مع مبدأ استقلالية قرارنا الوطني الفلسطيني، واحترام سيادة الدول ومصالحها وقراراتها في الحرب والسلم.

 نحن في الخندق الأول في الجبهة العالمية المقاومة للاحتلال والاستعمار الاستيطاني العنصري، وللظلم، والاستعباد، وجرائم الحرب، حيث تعتبر اسرائيل نموذجا للخطر والتهديد القائم على الاستقرار والسلم في الشرق الأوسط  والعالم ايضا، ومن يعتقد ان اسرائيل قاعدة استعمارية  متقدمة، وانها دولة خارجة على القانون الدولي، ومتمردة على شرعية وقرارات المنظومة العالمية الضابطة للعلاقات بين الدول، والضامنة لحقوق الانسان، فعليه أن يكون فاعلا في هذه الجبهة، يأخذ دوره المناسب  بما ينسجم مع  المصالح العليا للشعب الفلسطيني، وبما يعزز امكانيات  انتصار المشروع الوطني، ذلك أن تحقيق هدف الشعب الفلسطيني بقيام دولة فلسطينية بعاصمتها القدس الشرقية، هو اهم هدف نعتقد بوجوب عمل كل المؤمنين بعدالة قضيتنا على مساعدتنا على تحقيقه، لأن في تحقيقه انتصار من نوع آخر لكل معني في العالم بمقاومة  الظلم  والاحتلال والاستعمار والتمييز العنصري، والتخلف، أو استعادة عقلية الصراعات الدموية  بين الشعوب، وكذلك اشعال حروب دينية أو اغتيال الفكر السياسي الانساني  واستبداله بمفهوم الدولة الدينية، تماما كما تروج  اسرائيل  وتسعى لفرض نفسها على  مجتمع الانسانية السياسي المتقدم  كدولة يهودية !!.

جذورنا هنا في ارض وطننا  فلسطين، وتمتد عميقا، لتصل الى اول حرف كتب في سجل التاريخ، ونحن  نفتخر بانتمائنا للأمة العربية، ونعتقد بمصيرنا المشترك، ونؤمن بأن المشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني يستهدف اقطار امتنا العربية حتى وان ابتدأ بفلسطين قبل نحو مائة عام، واتخذها قاعدة حربية للتمركز والحشد ومن ثم التوسع وفرض الهيمنة، ونؤمن أيضا ان قوة أي دولة  عربية، هي قوة نوعية لفلسطين والقضية المركزية للأمة العربية، وان مواجهة الحملة الاستعمارية الاستيطانية  العنصرية التي أخذت شكل دولة اسمها اسرائيل حق مشروع، باعتبارها النموذج الفريد للتمرد والخروج على القيم الانسانية والقوانين والمواثيق الدولية المتبقي في هذا العالم، وباعتبارها الدولة الوحيدة التي تشرعن جريمة الحرب وتعتبرها ليس عملا بطوليا، وانما امرا الهيا!!.

ان اسقاط الجيش السوري لطائرة اف 16 الاسرائيلية  قد رسم خطوطاً توحي ببدء مرحلة جديدة، وكتبنا في ذلك الأحد الماضي، لكن قادة الاحتلال تعمدوا ترويج رواية المواجهة مع ايران ولكن في سوريا، فيما سارعت طهران لاستغلال الأمر والادعاء بأنها كانت وراء استدراج الطائرات الاسرائيلية، وان ما تسميه (محور المقاومة) قد بدأ نهجا جديدا في المواجهة مع الاحتلال، وهنا سارعت (تنظيمات وفصائل فلسطينية)  لتعلن الاستنفار والجهوزية لأي مواجهة شاملة محتملة مع الاحتلال ، وهنا لابد من التوقف وطرح هذه الأسئلة:

ان كان الأمر يتعلق بالشقيقة سوريا فلماذا هذه الصحوة المفاجئة؟! وكلنا نعلم أن الغارات والعدوان الاسرائيلي على دمشق وضواحيها ومناطق متعددة في وسطها لم تتوقف منذ سنوات، ناهيك عن ارتفاع وتيرتها في غضون الاسابيع الأخيرة !!، وشعب سوريا يعلم جيدا موقف الشعب الفلسطيني وقيادته  ويقدره، خاصة وأنه أتى دائما متميزا عن كثير من اشقاء عرب تضج وسائل اعلامهم بمصطلحات العروبة والقومية والوطنية، أما اذا كان الأمر يتعلق بطهران وتوجهاتها وتوجيهاتها ومحاولة استغلال الأوضاع الناشئة لتقوية نفوذها في المنطقة، وتقوية اوراقها في (اللعب مع الكبار)، ومحاولة بعث رسالة للأميركيين والاسرائيليين على حد سواء أنهم في طهران هم الذين يتحكمون بقرار ما يسمى محور المقاومة، فهذا امر معلوم، ويصنف في معنى (الحرب بالوكالة) وهذا ما لا نريده لشعبنا وقضيتنا بعد سلسلة التجارب المريرة. لا نريدهم استخدام اسلحتهم، فقناعتنا ببرنامج المقاومة الشعبية السلمية المتفق عليه وطنيا لا تتزحزح، لكن البيانات التي صدرت خلال اليومين الماضيين بلغة (صاروخية) من البعض الفلسطيني  تدفعنا لأن نسألهم: ألم تسمعوا، ألم تشاهدوا جرائم المحتلين والمستوطنين الاسرائيليين اليومية بحق أبناء جلدتكم، كيف غفلتم عن الاعدامات على الحواجز، وتهويد القدس ومقدساتها؟! فهنا على ارض الوطن جريمة حرب اسرائيلية، وجريمة تهويد، وجرائم ضد الانسانية، فلماذا لا تتحمسون الا اذا جاءتكم الأوامر من خارج حدود الوطن ؟!..ولتعلموا أننا أكبر وأعظم من أن نساق الى حرب بالوكالة.

الاخبار العاجلة