فوز الشعبويين واليمين المتطرف في الانتخابات الإيطالية

5 مارس 2018آخر تحديث :
فوز الشعبويين واليمين المتطرف في الانتخابات الإيطالية

روما- صدى الاعلام

حققت القوى اليمينية والمتطرفة والشعبويون، المعادون لمؤسسات النظام الإيطالي، والاتحاد الأوروبي، اختراقا تاريخيا، اليوم، في الانتخابات التشريعية الإيطالية، بفوزها بغالبية الأصوات والمقاعد، في زلزال سياسي، يبدل المشهد السياسي في إيطاليا ويضعها أمام مستقبل غامض، لعدم قدرة أي من الأطراف الفائزة على تشكيل الحكومة بمفرده، إذ يتطلب ذلك الفوز بـ 40% من مقاعد مجلسي الشيوخ والنواب، ويثير المخاوف على مستقبل البلاد في الاتحاد الأوروبي، ولخصت صحيفة “لا ستامبا” نتائج الانتخابات بقولها: “لأول مرة في أوروبا، تفوز القوى المعادية لمؤسسات النظام”.

وبحسب النتائج الجزئية الأولية، بعد فرز الأصوات في ٩٠% من مراكز الاقتراع، فاز التحالف المؤلف من حزب “فورزا إيطاليا” “إيطاليا إلى الأمام”، برئاسة رئيس الوزراء الأسبق، سيلفيو برلسكوني، مع حزب “رابطة الشمال” اليمينية المتطرفة، بزعامة ماتيو سالفينى، وحزب “أشقاء إيطاليا”، بـ37% من الأصوات، وقلبت “رابطة الشمال” المعادية لأوروبا الوضع رأسا على عقب، إذ تقدمت على الحزبين الآخرين في الائتلاف، وتسير الرابطة على نهج الجبهة الوطنية المتطرفة في فرنسا، ما قد يرغم برلسكوني على الدخول معها في ائتلاف حكومي، وأعلن زعيم حزب “رابطة الشمال”، ماتيو سالفيني، أن التحالف اليميني الذي تصدر نتائج الانتخابات “لديه الحق والواجب في الحكم”، مبديا استعداده لرئاسة الحكومة المقبلة.

في حين حققت حركة “النجوم الخمس” الشعبوية المتطرفة المعادية لمؤسسات الحكم الإيطالية نجاحا غير مسبوق، وحصدت 33% من الأصوات، وأكد زعيم الحركة، لويجي دي مايو، حقه في تشكيل حكومة بعدما تصدرت حركته النتائج، وقال دي مايو، 31 عاما، في مؤتمر صحفي في روما: “لدينا مسؤولية تشكيل حكومة”، وأضاف: “نحن قوة سياسية تمثل البلاد بأسرها، وهو ما لا يمكنني قوله عن تنظيمات أخرى”. وتابع: “هذا الأمر يقودنا بشكل حتمي نحو تشكيل حكومة البلاد”. وقال القيادي بالحركة، أليساندرو دى باتيستا: “سيتعين على الجميع التحدث إلينا”. ونجحت الحركة فى قيادة حملة انتخابية موجهة ضد الفساد والطبقة السياسية.

في المقابل، سجل الحزب الديمقرطي، يسار وسط الحاكم، بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته، ماتيو رنزي، تراجعا فاق التوقعات، وحصل على 19% من الأصوات بحسب النتائج، أي أقل من نصف نسبة 40% التي أحرزها في الانتخابات الأوروبية عام 2014، وقال ماوريزيو مارتينا، أحد كبار مسؤولي الحزب: “من الواضح أنها هزيمة جلية لنا”، وتعرض اليسار لهزيمة واسعة، فيما حصلت حركة “ليبيري أي إيجوالي” (أشقاء ومتساوون، يسارية) على 3%، وهو الحد الأدنى لدخول البرلمان.

واعتمد سالفيني، الذي نجح في تحويل “رابطة الشمال” الانفصالية إلى تنظيم ينادي بالسيادة، خطابا معاديا للهجرة ولمؤسسات الاتحاد الأوروبي، ولقيت تصريحاته تجاوبا في بلد يشعر بالريبة حيال الاتحاد الأوروبي، وشهد تدفق 690 ألف مهاجر منذ 2013، بينما حملت اللافتات الانتخابية في مقر الرابطة شعارات مثل “الإيطاليون أولا” و”أوقفوا الاجتياح”، ما يعكس القضايا الكبرى التي هيمنت على حملة شهدت صعود الفاشيين الجدد وتخللها توتر وصل إلى أعمال عنف مع ناشطين من اليسار المتطرف.

ووجهت زعيمة حزب الجبهة الوطنية مارين لوبن “تهانيها الحارة” إلى سالفيني، معتبرة أن “تقدمه المدهش مرحلة جديدة من يقظة الشعوب”، كما هنأ نايجل فاراج، الزعيم السابق لحزب “يوكيب” البريطاني، المؤيد لـ”بريكست”، زملاءه من حركة “النجوم الخمس”، وتعكس النتائج خسارة برلسكونى رهاناته بعدما قدم نفسه على أنه الحاجز الوحيد في وجه الشعبويين والقوى المعادية لأوروبا.

وقد تواجه إيطاليا فترة عدم استقرار وجمود سياسى طويلة، إذ تؤكد النتائج الأولية للانتخابات أنها ستسفر عن برلمان معلق بعد أن تجاهل الناخبون الأحزاب التقليدية واحتشدوا وراء الجماعات المعارضة واليمينية المتطرفة بأعداد قياسية رغم تراجع نسبة المشاركة في الاقتراع، ويبدو أحد السيناريوهات الممكنة، قيام تحالف بين “الخمس نجوم” و”رابطة الشمال”، غير أن زعيمي الحزبين رفضا هذه الإمكانية رفضا قاطعا، مما يقلص الاحتمالات أمام رئيس إيطاليا، سيرجيو ماتاريلا، في منح “تفويض” تشكيل الحكومة للأطراف القادرة على تحقيق غالبية في البرلمان، في حين يتمثل السيناريو الثاني في إمكانية إجراء انتخابات جديدة.

الاخبار العاجلة