تقرير يرصد التحريض والعنصرية في الإعلام الإسرائيلي

12 مارس 2018آخر تحديث :
تقرير يرصد التحريض والعنصرية في الإعلام الإسرائيلي

رام الله-صدى الاعلام

رصد تقرير اعدته وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا”، ما نشرته وسائل الإعلام الإسرائيلية من تحريض وعنصرية ضد الفلسطينيين والعرب، في الفترة ما بين 4-3-2018 وحتى 10-3-2018.

ويعرض التقرير رقم (37)، جملة من المقالات الإخبارية، التي تحمل تحريضا وعنصرية جليّة ضد الفلسطينيين، كما ويستعرض مقابلات تلفزيونية وتقارير مصوّرة، ضمن النشرة الاخباريّة، ومقابلات على الراديو الإسرائيلي ضمن البرامج الأكثر شعبية في الشارع الإسرائيلي.

“ميزانيّة السلطة الفلسطينيّة تتضمنّ دعم الإرهابيّين ونشطاء حماس”

كتب الصحفي ي.شفارتس، في صحيفة  “ييتد نئمان”، خبرا بعنوان: “ميزانيّة السلطة الفلسطينيّة تتضمنّ دعم الإرهابيّين ونشطاء حماس”، قال فيه: “عرضت السلطة الفلسطينيّة مؤخرا الميزانيّة السنويّة لعام 2018 التي تمت الموافقة عليها بالبرلمان برام الله، قيمة الميزانية 5.8 مليار دولار. من ضمن البنود بقي بند دفع المعاش الشّهري لعوائل المخرّبين، كذلك تمت الموافقة على ميزانية كاملة بقيمة 20 الف لنشطاء حماس”.

وأضاف: “بميزانية السلطة التي تمت الموافقة عليها من قبل رئيس الحكومة الفلسطينيّة رامي الحمد لله على تمرير 1.1 مليار شيقل لمخربين معتقلين في السجون الإسرائيليّية، كذلك أيضًا لعائلاتهم. بحسب معطيات منسق العمليّات بالضفة، السلطة تمرر من 7%-10% من ميزانية السلطة الفلسطينيّة لهذه الأمور”.

وتابع: “كذلك فقد تمت الموافقة على بند آخر بحسب السلطة الفلسطينيّة، يتضمن ولأول مرة منذ عام 2007 معاشات لنشطاء من حماس، بند سيتمّ تنفيذه فقط إذا أتاحت حماس للسلطة جباية الضرائب بالقطاع”.

تحليل الخبر: يتّهم الخبر السّلطة الفلسطينيّة بتمويل «الإرهابيّين» من الأسرى الفلسطينيّين والنشطاء في حركة حماس، ويحرّض ضدّها.

ويتضمّن التحريض التشديد على مصادر ميزانيّة السلطة وكأنّه يذكر أنّ أموالًا إسرائيلية تصرف لأهداف إرهابيّة ويطالب بوقف هذه الميزانيّات عن السلطة وتقليصها لأنّها تستخدم خارج السياق المتاح بحسب وجهة نظر الطرف الإسرائيليّ.

“هل هناك أمل: 58% من عرب إسرائيل لا يعترفون بالدولة كيهوديّة”

وكتب الصحفي يوناتان هالالي في صحيفة “معاريف”، خبرا بعنوان: “هل يوجد أمل: 58% من عرب إسرائيل لا يعترفون بالدولة كيهوديّة”، قال فيه: “تدهور بالعلاقات بين اليهود والعرب بإسرائيل، هكذا يظهر من مؤشرات البحث الذي أجراه البروفيسور سامي سموحة من جامعة حيفا لأكثر من 40 عامًا”.

وأضاف: “بحسب المعطيات هنالك تدهور بشرعيّة اليهود والدولة من وجهة نظر العرب، وشرعية المواطنين العرب بنظر اليهود”.

وتابع: “الاعتراف بشرعية إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية انخفضت من 53.6% إلى 49.1% بالسنوات هذه، المقارنة بين 2015 و2017 تشير الى إمكانية اقل لحياة مشتركة بينهما”.

تحليل الخبر: رغم أن الخبر يستعرض معطيات وإحصائيّات لبحث العلاقات بين العرب واليهود في الدولة، إلا ان الكاتب يستعرض النتائج وكأنّ عرب إسرائيل هم السبب بعدم وجود أمل للحياة المشتركة بين العرب واليهود لأنّهم لا يعترفون بيهوديّة الدولة.

ويظهر هذا في العنوان الجانبي الذي يتساءل به كاتب المقال «هل هناك أمل»، رغم أن المعطيات كانت تتحدث عن الطرفين العرب واليهود، لكن بطريقة صياغة الخبر اتهام صريح للعرب وتحريض عليهم.

“أموال مشجّعة للإرهاب”

كتب الصحفي ميلحام كلوجمان، في صحيفة “هوديع”، خبرا بعنوان: “أموال مشجّعة للإرهاب”، وقال فيه: “أيضًا بعالمنا الساخر وغير العادي، هنالك ظواهر تنجح بإبهارنا، وعندما نواجهها نجيب: لا يصدّق”.

وأضاف: “هذا هو الرد الطبيعي، الذي يصدر من طرفنا عند السماع عن كمّ الميزانيّات التي تصرفها السلطة الفلسطينيّة بقيادة أبو مازن لعوائل الإرهابيّين، الأسرى بالسجون بإسرائيل، الذين ارتكب معظمهم جرائم قتل ليهود أبرياء بوحشيّة مطلقة، وأيضًا يدفعون للمخربين أنفسهم”.

ويتابع: “يتضح انه لا يوجد محفز اكثر عند الفلسطينيّين وبالذات اهل غزة، المستعدون للخروج لعمليات تخريبية والإضرار باليهود، لأنه في ظل الأزمة الاقتصادية بغزة، وتخطي نسبة البطالة الـ50%، بعملية إرهابية يعتبر مصدر دخل مشجّع ومحترم لأبناء العائلات، وإن تبقى المخرب على قيد الحياة، أيضا هو لن يخرج بخسارة”.

وأضاف: “.. إسرائيل لم تتوقف عن التحذير، أن أبو مازن يشجع العمليات الإرهابية ضدها، هذا باستثناء حملات التحريض ضد إسرائيل التي تشارك بها السلطة الفلسطينية، وهي تشجع الإرهاب بما تنشره بالاعلام، وفي كتب التدريس وبالتحريض الشيطاني بالمساجد”.

تحليل الخبر: يحمل الخبر تحريضًا ضدّ السلطة الفلسطينيّة بشكل عام والرئيس محمود عباس بشكل خاص، ويتّهم السلطة الفلسطينية وعلى رأسها أبو مازن بتشجيع الإرهاب وتمويله، وانتهاج الإرهاب منهجًا يحرضون له بالاعلام الفلسطيني وبالمساجد وبأموال الميزانيات المخصصة.

كما يحمل المقال كمًا من التحريض والاتهام واضح بصورة جازمة، وفيه تطاول واضح على شخص الرئيس محمود عباس واتهام صريح له بالإرهاب.

“عربي من الطيبة هاجم مفتشا مدنيّافي  «بني براك» بعد ان حرر له مخالفة”

نشرت صحيفة “هموديع”، خبرا بعنوان: “عربي من الطيبة هاجم مفتشا مدنيّا في بني براك بعد ان حرر له مخالفة، ويقول الخبر: “تم اعتقال عامل ابن اقلّية من منطقة الطيبة هاجم جسديّا وهدد حياة «ناحوم كرميلي» مفتش بإطار الشرطة المدنيّة التابعة لبلديّة بني براك، وتم تمديد اعتقاله لخمسة أيام أخرى”.

وأضاف: “حدثت ذلك بشارع سوكولوب بمركز البلدة، حيث وقف سائقو شاحنات بأماكن ممنوعة، وبعد ذلك حرر الشرطي مخالفات للسائقين. احد السائقين وهو مواطن من الطيبة هدد الشرطي حتى قبل كتابة المخالفة، وعندما حررها وغادر المكان، قاد السائق خلفه وحاول دهسه، وبعدها توقف الشرطي وترجل عن دراجته، وعندها حاول السائق دهسه مرة أخرى وهاجمه”.

تحليل الخبر: يحمل الخبر تحريضًا واضحًا على أبناء الأقليّة العربيّة في إسرائيل، فبالرغم من الحديث عن حادثة جنائيّة إلّا أن صياغة الخبر والصورة التي طرح بها، والسرد القصصي الذي رافقها يحمل تحريضًا واتهاما واضحًا للعربيّ ومحاولة تحوير الخبر وعرضه بصورة خبر هجوم على خلفيّة قوميّة، وأنّ المعتدي هو عربيّ وهذا هو سبب الهجوم.

استمرار التحريض على وسائل الاعلام الاجتماعي لاحتجاز جثامين الشهداء

كتب وزير الأمن الداخلي جلعاد اردان، على صفحته على موقع “فيسبوك”، “عضو الكنيست جبارين ورفاقه من القائمة المشتركة، لا تزعجهم جنازات المخربين الملاعين الذين يحرضون الآخرين لكي يخرجوا للقتل، لذلك هو اعترض جدًا على القانون الذي بادرت له وتم تمريره اليوم بالكنيست. قانون عملي يُعيد للشرطة إمكانية منع تلك الجنازات الحاشدة للمخربين الملاعين إلى أن تلبي عائلاتهم شروط الشرطة للجنازة”.

وكتب رئيس لجنة الداخلية في الكنيست يوآف كيش، تغريدة على تويتر، قال فيها: “صوتنا الآن بلجنة الداخلية على القانون الذي يُمَكِّن الشرطة من عرقلة دفن مخربين ووضع شروط لجنازاتهم”.

وكتب د. عنات بيركو، تغريدة على تويتر، قال فيها: “دفْن مخربين نعم. حفلات كراهية لا! اقتراح قانوني لتحديد ترتيب لدفن مخربين، مر بالقراءة الثالثة. جاء القانون ليعطي جوابا لتظاهرة القومية والإرهاب التي رأيناها بأم الفحم بجنازة قتلة الشرطيين. شكرًا للوزير غلعاد إردان على دعم القانون.

ويعرض التقرير” أيضا تحليلا كميّا للمقالات والتقارير الإخباريّة التي تمّ رصدها في خطاب التحريض والعنصرية في الإعلام الإسرائيلي خلال شهر شباط الماضي.

تمحورت تقارير شهر شباط بغالبيّتها، حول خطاب الرئيس محمود عباس، أمام مجلس الأمن في الأمم المتحدة، وتحريض على الأعضاء الفلسطينيين في البرلمان الإسرائيلي، وتحريض واضح يحمل نزع شرعية لعائلة التميمي في سياق الطفل محمد التميمي الذي أصيب بعيار مطاطيّ برأسه.

وأوضح التقرير في تقريرها أن النتائج لفتت إلى أن أعلى نسبة تحريض وجدت على شبكة التواصل الاجتماعيّ الفيسبوك (23.4%)، تليها صحيفة “يتيد نئمان” بنسبة 19.1%، وكلّ من صحيفة “يسرائيل هيوم” و”هموديع بنسبة 10.6%، وقناة 2 بنسبة 8.5%، كلّ من صحيفة “معاريف” ومواقع الكترونية بنسبة 6.4%، كلّ من صحيفة “يديعوت أحرونوت” وقناة 20 وشبكة تويتر بنسبة 4.3%، والقناة العاشرة مع نسبة تحريض 2.1%.

وتبين أن ضحيّة التحريض الأكبر خلال شباط في الإعلام الإسرائيلي هم فلسطينيي الضفة الغربية وقطاع غزة بنسبة 38.3%، تليهم السلطة الفلسطينيّة بنسبة 31.9%، الرئيس محمود عباس بنسبة 19.1% وقيادات سياسية فلسطينية في الداخل بنسبة 10.6%.

ولفت التقرير إلى أن نوعيّة التحريض المتّبعة في المقالات والتقارير الإخبارية متنوعة؛ بعضها يشرعن العقوبات الجماعيّة واستعمال القوّة ضد الفلسطينيين، وبعضها الآخر يقوم بشيطنة الفلسطينيين واستعمال أسلوب التعميم، وهنالك مقالات تقوم بنزع الشرعيّة عن الفلسطينيين وقياداتهم، وبعض المقالات تبرز فيها الفوقية العرقية اليهودية، ويتبيّن من النتائج، أنّ الأسلوب التحريضيّ الأكثر اتباعا في الإعلام الإسرائيليّ، لشباط، هو نزع الشرعيّة بنسبة 61.7%، يليه الشيطنة والتعميم بنسبة 59.6%، وشرعنة استخدام القوة والعقابات الجماعيّة بنسبة 14.9%، والفوقية العرقية اليهودية بنسبة 12.8%.

الاخبار العاجلة