حماس عاجزة عن إعادة تعريف نفسها

17 مارس 2018آخر تحديث :
إسرائيل

رام الله- صدى الإعلام

بقلم: يحيى رباح- عن الحياة الجديدة

الانفجار المروع الذي وقع يوم الثلاثاء الماضي ضد موكب رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله عند وصوله الى شمال قطاع غزة، والذي خلق حالة قصوى من الإدانة والاستنكار ضد حماس لأنها تتحمل مسؤولية كاملة على مستويين، الأول بصفتها تفرض على قطاع غزة مسؤوليتها الأمنية منذ قيامها بالانقلاب والانقسام الأسود قبل قرابة أحد عشر عاما، والثاني بسبب استمرار محاولاتها للتفلت من التزامات المصالحة، وانكشاف أهدافها بأنها تريد تحويل الانقسام إلى انفصال كامل، ما أوقعها كأداة كاملة السقوط في يد المشروع الصهيوني، حتى انها في الفترة الأخيرة التي صعد فيها النضال الفلسطيني الى ذروة أعلى باسقاط إعلان ترامب وإسقاط منتجات التحالف الأسود بين ترامب المأزوم ونتنياهو المهدد بالسقوط، فإن حماس ظلت خارج إيقاع الشعب، بل تحولت الى عبء إضافي عليه، وهذا بحد ذاته مأزق وجودي، لأن حماس بوضعها الراهن، وبانكشافها القاسي، أصبحت عاجزة تماما عن إعادة تعريف نفسها، ما هي حماس؟؟؟ هل هي جزء عضوي حقيقي من الشعب الفلسطيني؟؟؟  كيف قبلت عن طيب خاطر ان تظل خارجه، وان تظل في خندق العداء؟؟؟ بل انها فشلت حتى في إعطاء مساحة للتغيير الفكري والسياسي والبنيوي الذي أصاب جماعات الاخوان المسلمين الذين تنتمي إليهم، مع أن خصوصيات القضية الفلسطينية كان يجب أن تدفعها لكي تكون البادئة بالتحولات حتى قبل الاخوان المسلمين في مصر أو الأردن أو تونس او في كثير من البلدان الأخرى، الذين اكتشفوا بعمق أن أي فصيل إسلامي في مسألة السقوط المروع اذا فقد بعده الوطني، وغطاءاته الوطنية، وأولوياته الوطنية.
هذا العجز المطلق الذي تعاني منه حماس، ناتج في الأساس من قرار انبثاقها الأول من رهانات إسرائيلية بأن تكون اختراقا سلبيا في جسم الصعود الشامل للشعب الفلسطيني وحركته الوطنية وهياكله الوطنية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية التي حصلت عالميا على تعريف الممثل الشرعي والوحيد من العالم أجمع، حتى إن إسرائيل خضعت مجبرة لهذه الصفة، حين وقعت على اتفاق اعلان المبادئ في واشنطن عام 1993، فإسرائيل العدو الأول الرئيسي لم تستطع أن تتجاهل الحقيقة وإن أضمرت نيتها ان تحطمها بعد ذلك، بينما حماس رفضت هذه الحقيقة، وقدمت نفسها كأداة مجانية لأي جهة في العالم تريد ان تلحق الاذى بالشعب الفلسطيني ووحدته ووحدة كيانه السياسي، وقد تجلى قرارها بممارسة الاتجاه المعاكس من خلال سلوكها في فترة الانتفاضة الأولى التي مثلت ابداعا نضاليا لم يسبق أن وجد مثيله من قبل، فظلت خارج الوحدة وظلت خارج الإيقاع الوطني، تؤجر نفسها بثمن بخس لكل من يريد ان يلحق الأذى بفلسطين وشعبها.
حماس فاشلة وعاجزة عن إعادة تعريف نفسها، من هي، وماذا تريد، وما هي مرجعياتها وأين هو جدار الضد الرئيسي لديها؟؟؟ كل هذه أسئلة تتردد في الفراغ، وهذا خلق حالة عداء شاذة الإيقاع بين قياداتها، كانوا يقولون لخالد مشعل في فترة رئاسته لمكتبها السياسي (اهل غزة أدرى بشعابها)، ماذا يقولون الآن لاسماعيل هنية، ويحيى السنوار رسائل تهديد متفجرة، ويقولون للفلسطينيين في قطاع غزة “انتم رهينة، ولا يهم إن ماتت الرهينة في يد الخاطف”.
لكن حماس الهاربة من إعادة تعريف نفسها، والهاربة من تحديد مصداقية لشعاراتها ولو بالحد الادنى، هي تواجه شعبا تكمن شهرته في قوة الوعي والانتماء، ولا يمكن أن يقبل ولو على أي مستوى أن تظل حماس الأداة تتلاعب بمصيره، عليها ان تعرف نفسها، هل هي جزء من الشعب ومن أولوياته أم أنها كما أراد لها الأعداء؟؟؟؟

الاخبار العاجلة