عِز في عز… ريشة فنان ويد من حديد وأقدامٌ تعود بك للتراث

17 مارس 2018آخر تحديث :
عِز في عز… ريشة فنان ويد من حديد وأقدامٌ تعود بك للتراث

رام الله- خاص صدى الإعلام

تصميم وإرادة أثمرت في 16 عام

انطلق نحو أحلامه، محددا هدفه رغم فتاوة سنه، لم تثنيه صعوبات العيش تحت الاحتلال ومعيقاته عن ممارسة هواياته ومواهبه والسعي المستمر نحو تحقيق مراده، عز الدين مراد السوداني (16) عام من قرية دير السودان بمحافظة رام الله، حباه الله مواهب عدة، طورها وما زال.

 

ريشة فنان

الفتى عز، ذو الستة عشر ربيعاً، وجد في نفسه، من خلال خربشاته التلقائية على الورق، القدرة على رسم الوجوه… “لاحظت منذ صغري انا وأهلي قدرتي على الرسم، حثني والداي على تنمية موهبتي وساعداني، ففي عمر 13 سنة، أخذني والدي عند صديقه الفنان، وهو من علمني القياس الصحيح لرسم الوجه، فبدأت تدريجيا أطور من مواهبي، حتى تمكنت من رسم وجوه أشخاص حقيقيين”، يقول عز الدين.

يقتصر رسم الفتى عز الدين على رسم وجوه الأشخاص أكثر من أن يرسم ما يجول في مخيلته، فيقول: “وجدت أني أمتلك موهبة رسم الوجوه، فحاولت أن أبقى متمكنا في هذا المجال، وركزت كل هوايتي وقدرتي عليه، وحاليا لا أفكر أن أتوسع أكثر”.

ولم يكتف بذلك فحسب، بل عمل عز على كسب الخبرة من خلال تلقي تدريبات نمت من موهبته إلى أن بدأ في الاعتماد على ذاته.

عندما تستمع إلى حديث الفتى السوداني، يسرح ذهنك إلى حديث شاب تجاوز الـ 25 عاما، لما يمتلكه من ثقافة فريدة، وطلاقة اللسان، ورتابة الألفاظ.. يدهشك عز في كل كلمة تنبسه ثغره، كل شيء لديه بحسبان، تنظر إلى مقلتيه تستشعر فيهما رؤيته لمستقبله المشرق.

لا يقتصر رسم عز للوجوه على النقل فحسب، فيوضح عز هذه النقطة بقوله: “أي شخص لديه موهبة الرسم، عندما ينظر إلى وجه الانسان، يجد لديه بعض الجماليات، فيحاول من خلال القلم الذي يمسكه، أن ينقل هذه الجمالية على الورق”، ويردف قائلا: “أجد في وجه الانسان من جمال العيون والأنف والفم، مجموعة من الجماليات، أجمعها في خليط وأضعها على الورق، فاللوحة التي تتضمن ملامح الوجه بالنسبة لي تعتبر لوحة فنية جميلة جدا”.

 

 

 

 

عائلة أدبية

نشأة عز في عائلة يمكن وصفها بالأدبية، ساهمت في تنمية مواهبه المتعددة، والده هو الشاعر مراد السوداني، رئيس اتحاد الكتاب، وأمين اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، الذي حصل مؤخرا على الجائزة العالمية الإيطالية للشعر، فعبر عز عن هذا بقوله ” الشعر والرسم إذا ما فكرنا فيهما رأينا أنهما متشابهان، فالشاعر يخط ما يخطر في ذهنه على شكل نص”، ويتابع” عندما أسمع بيت شعر، يخيل في ذهني لوحة ما، فأهُم برسمها على الورق، فالشاعر يكوِّن للرسام لوحة”.

 

يد من حديد

تناقض غريب مزجه عز في مواهبه، فتارة تراه يرسم بإحساس، وتارة أخرى تجده يمارس رياضة الكونغفو، تارة تجده هادئا سارحا، وتارة أخرى كثير الحركة عنيف الرد، بدأ ممارسة هذه الرياضة قبل سنة ونصف، وهو اليوم يخوض غمار مسابقات على مستوى الوطن.

“إذا ما ربطنا بين الرياضة والرسم يمكن أن نجد أن الرسام شخصية هادئة وراقية، لا تتحرك كثيرا، في حين أن الإنسان الرياضي يتحرك كثيرا”، يقول السوداني الصغير، ويضيف ” وجدت في نفسي القدرة على إتمام هذا وذاك، من صغري كانت لدي القدرة على الرسم والأداء الرياضي، كنت مشبعا بالطاقة، وجدت في الكونغفو طريقة إيجابية لتفريغ طاقتي، أما الجماليات الموجودة في ذهني ففرغتها بالرسم، وكلاهما فن، وهذا هو وجه الشبه”.

تمكن عز من تحقيق المراكز الأولى في عدة مسابقات، كان آخرها تصدره في المركز الأول لبطولة الكونغفو على مستوى الوطن للعام 2017.

 

 

 

 

للتراث مكان…

علاوة على كل ما يمارسه عز في سنه الفتية من هوايات احترفها، فهو عضو أيضا في فرقة بيسان للدبكة الشعبية، التحلق بتدريبات لتعليم الدبكة، مستغلا بذلك ما منحته الكونغفو من ليونة ومرونة مكنته في أن يكون متقدما في التدريبات على الرغم من قصر مدة تدريبه، حيث يقول ” في البداية كنت مبتدئ، لكن رياضة الكونغفو ساعدتني في أنها منحتني الليونة اللازمة، فخلال 4 شهور حسنت من مستواي في الدبكة، لدرجة وصلت فيها أنني أستطيع المشاركة في العروض مع الفرقة”.

 

كيف هو المستقبل؟

بعيون فتية، لم تفتها التفكير بالمستقبل، صوب عز سهمه نحو هدف يبغى تحقيقه في المستقبل القريب، حيث يميل إلى أن يصبح طبيب أسنان في المستقبل، لارتباطه بالرسم، فقد تعرف على طبيب أسنان وتجميل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رآى من خلاله كيف يرسم أسنان أي حالة قبل البدء بالعلاج، وهو ما قربه أكثر إلى هذا التخصص.

ولا يقتصر حلم عز عند هذا الحد فحسب، وإنما يتعداه إلى تخطيطه بإقامة ناد للرياضة إلى جانب امتهان طب الأسنان في المستقبل.

            

للشباب أقول…

الله سبحانه وتعالى خلق  الإنسان ليسعى، أي أننا لم نخلق فقط لنعيش، يجب على أي شخص أن ينمي نفسه بطريقة تعود عليه بالفائدة، فنصيحتي للشباب، أن يكونو أشخاص فعالين في المجتمع، لأننا نحن الشباب الفئة الفعالة في المجتمع والقوة العظمى فيه، فيجب أن نرفع بمجتمعنا بنجاحاتنا إلى أعلى المراتب وبين الدول”.

وتكاد تتمنى لو أن للحديث بقية …

 

 

 

 

الاخبار العاجلة