طبول الحرب تُقرع والعالم يحبس أنفاسه

11 أبريل 2018آخر تحديث :
طبول الحرب تُقرع والعالم يحبس أنفاسه

عواصم- وكالات

حض رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، اليوم، روسيا والولايات المتحدة على الكف “عن شجارات الشوارع” بشأن سوريا، قائلا ان الوقت حان لأن تضعا خلافاتهما جانباً لأنها تهدد بالحاق الأذى بالمدنيين.

وقال يلدريم في كلمة نقلها التلفزيون في اسطنبول “انه شجار شوارع. انهما يتقاتلان مثل فتوات الشوارع. ولكن من يدفع الثمن؟ انهم المدنيون”. واضاف “ليس الوقت الآن للخصومات. انه وقت تضميد الجراح في المنطقة والتلاقي وتنحية الخلافات جانبا”.

 وقالت الخارجية السورية اليوم الأربعاء إنها لا تستغرب “التصعيد الأرعن” من جانب الولايات المتحدة.

ونقلت وكالة الأنباء الحكومية السورية (سانا) عن مصدر في الخارجية السورية القول: “لا نستغرب مثل هذا التصعيد الأرعن من نظام كالنظام الأمريكي: رعى وما زال يرعى الإرهاب في سورية”.

من جانبها، حذرت موسكو الأربعاء من أن أي ضربات أميركية في سوريا قد تشكل مبررا لتدمير الأدلة على هجوم كيميائي اتهم النظام السوري بشنه في ما اعتبرته روسيا “استفزازا” مفبركا من قبل المعارضة لتبرير التدخل الغربي.

وتساءلت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عبر صفحتها في “فيسبوك” “هل الفكرة تتمثل في التخلص سريعا من أي آثار للاستفزاز (…) عندها لن يبقى شيء للمحققين الدوليين للبحث عنه في ما يتعلق بالأدلة؟”.

كما حذر الكرملين الأربعاء من أي تحركات في سوريا يمكن ان تتسبب ب”زعزعة” الوضع في المنطقة، في الوقت الذي تواصل دول غربية عدة التهديد بتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري المتهم بالوقوف خلف هجوم يعتقد أنه نُفِّذ بالأسلحة الكيميائية في مدينة دوما.

وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف “نأمل بأن تتجنب جميع الأطراف اتخاذ خطوات غير مبررة بإمكانها أن تزعزع الوضع الهش أصلا في المنطقة”.

وقال بيسكوف إن “الوضع متوتر”، مضيفا أن روسيا تدعو إلى “تحقيق غير منحاز وموضوعي قبل إصدار أحكام” بشأن الاتهامات باستخدام الأسلحة الكيميائية.

وتعهدت واشنطن برد “قوي” على الهجوم الذي تحدثت تقارير أنه تم تنفيذه بالأسلحة الكيميائية السبت وأسفر عن مقتل 40 شخصا على الأقل في دوما – آخر معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية، وفق منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق المعارضة).

من جهته، أعرب خبير ألماني في شؤون الشرق الأوسط عن تشككه في أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد هي التي وراء الهجوم المزعوم بالغاز السام في مدينة دوما السورية.

وقال جونتر ماير، رئيس مركز أبحاث العالم العربي، اليوم الأربعاء في تصريحات لبرنامج “اتش أر-إنفو” بإذاعة ولاية هيسن الألمانية إن المعلومات اللازمة لتوجيه مثل هذا الاتهام ليست متوافرة على الإطلاق.

وأضاف أن مثل هذا الهجوم ليس له أهمية مطلقا من منظور الحكومة السورية، لافتا إلى أنه في هذا التوقيت المثير للجدل كان آخر المقاتلين المعارضين الإسلاميين بصدد الانسحاب من معقلهم الأخير في الغوطة الشرقية.

ويفترض ماير، الأستاذ بجامعة ماينتس، أن الهجوم تم “تحت علم خاطئ”، وقال: “إذا كان هناك من الأساس مثل هذا الهجوم، فإنه قد تم تدبيره من جماعة تعرف باسم الخوذ البيضاء التي كانت قد نفذت عددا كبيرا من حالات مشابهة”، موضحا أن هؤلاء يرغبون في إثارة تدخل الولايات المتحدة الأمريكية في النزاع.

وكان ماير قد انتقد مجموعة الخوذ البيضاء في تصريحات له في منتصف شهر آذار الماضي واصفا إياها بأنها “أداة دعاية” لحكومات غربية، وأشار إلى أنه يتم دعمها من جانب بريطانيا والولايات المتحدة بمبالغ تقدر بالملايين.

وقال ماير اليوم إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لتقديم نفسه بصفته “رجلا قويا” ويعتزم دعم إسرائيل بصفة خاصة، لافتا إلى أنه يندرج ضمن هذا الدعم مكافحة أعداء إسرائيل، الذين تندرج سورية من بينهم.

وبحسب تقدير الخبير الألماني، يمكن توقع “هجوم عسكري ضخم” من جانب سفن حربية في البحر المتوسط على قواعد عسكرية في سورية يوم الخميس كحد أقصى.

وبحسب بيانات جديدة معدلة للخوذ البيضاء، فإن 42 شخصا على الأقل لقوا حتفهم خلال الهجوم المزعوم بالغاز السام يوم السبت الماضي، وهناك أكثر من 500 شخص يخضعون للعلاج حاليا في المستشفى.

وتحمل الولايات المتحدة الحكومة السورية مسؤولية الهجوم، فيما أعلنت روسيا التي تعد حليفة لسورية أن المعارضين هم من دبروا الهجوم.

وحذر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا من ان أي تدخل عسكري أميركي في سوريا ستكون له تداعيات “خطيرة جدا”.

ورفضت وزارة الخارجية الروسية مجددا الاتهامات الموجهة لدمشق باستخدام الأسلحة الكيميائية، معتبرة أنها مفبركة للإطاحة بحليف موسكو الرئيس بشار الأسد.

وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا للصحفيين الاربعاء “هذه عملية خداع كاملة على مستوى عالمي”.

وأضافت “دمشق لا تملك الدافع لاستخدام الأسلحة الكيميائية ولا الأسلحة الكيميائية نفسها. لا يوجد دليل على استخدامها من قبل دمشق”.

واعتبرت أن “لا أحد يريد الاثباتات والوقائع. تم اتخاذ جميع القرارات بهدف الإطاحة بالأسد”.

واستخدمت روسيا الثلاثاء حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة لتشكيل لجنة لتحديد منفذي الهجمات التي يشتبه استخدام الغاز السام فيها في دوما.

وأصرت موسكو على أن خبراءها العسكريين لم يعثروا على أي دليل على وقوع هجوم كيميائي وأشارت إلى أن فصائل المعارضة اختلقت أو نشرت شائعات عن وقوع الهجوم لإلقاء اللوم على دمشق.

ومن جهتها أفادت وكالة “أسوشيتد برس” بأن زعماء كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، أجروا مشاورات موسعة حول إمكانية توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا قبل نهاية الأسبوع الجاري.

ونقلت الوكالة عن مصادر أمريكية لم تذكر هويتها، أنه لم يتم بعد اتخاذ قرار مؤكد بتوجيه ضربات عسكرية ضد سوريا.

وأشارت المصادر إلى أن المشاورات تناولت إمكانية القيام بعمل عسكري يكون موسعا أكثر من الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة في أبريل العام الماضي إلى مطار الشعيرات في حمص.

وذكرت الوكالة عن مصادر وصفتها برفيعة المستوى أن زعماء الدول الثلاث “ناقشوا مختلف السيناريوهات”، مضيفة أن الحديث يدور عن توجيه ضربات تستهدف منشآت عسكرية “لمنع (الرئيس السوري بشار) الأسد من إمكانية تنفيذ هجمات كيميائية جديدة”.

وتتهم الدول الغربية الحكومة السورية باستخدام السلاح الكيميائي، في مدينة دوما بالغوطة الشرقية، وهو ما تنفيه دمشق نفيا قاطعا.

وتعتبر روسيا أن هذه المزاعم مبنية على تقارير إعلامية، ولا يوجد أي دليل يؤكد وقوعها أو وقوف الجيش السوري وراءها، وأنها تبريرات يلجأ إليها الغرب لاستخدام القوة ضد سوريا.

ومن جهتها أفادت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية اليوم الأربعاء بأن الحدود الشمالية (لإسرائيل) تشهد حالة من التأهب وسط مخاوف من رد محتمل من جانب إيران أو حزب الله على استهداف مطار التيفور العسكري السوري، وكذلك تحسبا لضربة أمريكية محتملة ردا على الهجوم الكيماوي المفترض في دوما بالغوطة الشرقية.

يأتي التقرير بعد يوم واحد من تهديد مستشار المرشد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي بالرد على الاعتداء على المطار، الذي أشارت تقارير إيرانية إلى مقتل سبعة إيرانيين فيه. وكانت روسيا وسورية أكدتا أن إسرائيل هي من قصف المطار.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن المجموعة الوزارية الأمنية ستعقد اجتماعا اليوم لبحث التوتر على الحدود الشمالية، مضيفة أن الأجهزة الاستخباراتية ستعطي خلال الاجتماع تقييماتها للتطورات الراهنة.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي يستعد أيضا ليوم جديد من الاحتجاجات الفلسطينية قرب السياج الحدودي في قطاع غزة، إلا أنه “يبذل جهودا، بمساعدة مصر، لتهدئة المزاج العام في القطاع”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أمس توسيع مساحة الصيد المسموح بها لصيادي غزة. وقالت الصحيفة إن هذه “واحدة من الخطوات التي كان كبار مسؤولي حماس قد صرحوا مؤخرا بأن من شأنها تخفيف حدة التوتر”.

ورصدت مصادر مساء الثلاثاء تحليقا مكثفا لطائرات التحالف الدولي على ارتفاع منخفض فوق التنف قرب الحدود السورية العراقية، وذلك بعد فشل مجلس الامن الدولي في تبني أي من مشاريع القرارات الثلاثة التي عرضت عليه بشأن إنشاء آلية للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، بينما تتجه الأنظار إلى واشنطن حيث من المتوقع أن يتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحلفاؤه قرارا بتوجيه ضربة عسكرية للبلد.

وقالت المصادر إن الطائرات حلقت “على ارتفاع منخفض قرب الحدود السورية العراقية” فوق منطقة التنف، حيث تقع قاعدة عسكرية للتحالف في إطار جهوده العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي التي انطلقت قبل سنوات.

المصدر راي اليوم
الاخبار العاجلة