العدوان على سوريا.. اسرائيل الرابعة والرابح الأكبر!!!

15 أبريل 2018آخر تحديث :
مقالات مروان طوباس جنين

موفق مطر-الحياة الجديدة

هل يشك عربي وحر واحد في هذا العالم أن سوريا الأبجدية الأولى.. سوريا الحضارة.. سوريا الشعب والجغرافية السياسية.. سوريا العروبة وسوريا (جول جمّال) هي هدف الرباعي الاستعماري بعد العراق.
ماحدث فجر امس لم يكن عدوانا ثلاثيا على سوريا، وانما رباعيا، اذ لايجوز إغفال او اسقاط اسم دولة الاحتلال الاستعماري (اسرائيل) من قائمة المعتدين، ومن يفعل فانه يشارك بالاعتداء على الحقيقة..فدولة الاحتلال الاستعماري الاستيطاني اسرائيل هي الرابعة في العدوان وهي الرابح الأكبر منه ايضا.

المواقف السياسة متحولة ومتغيرة ومرتبطة بالظروف والأحداث، لكن المبادئ والقيم لاتخضع لتأثيرات المناخ السياسي، وكذلك الايمان بالمصير المشترك، فسوريا الشعب، والدولة العربية العريقة، كانت وستبقى منارة اشعاع حضاري انساني للأمة، وعمقا استراتيجيا لفلسطين ولكل قضية تحرر في الوطن العربي.

سوريا الانسانية، والشعب والجغرافيا، والعلوم والثقافة هي موطن أول ابجدية وسوريا (جول جمّال ) ضابط البحرية الذي فجر المدمرة الفرنسية جان دارك فجسد مع اشقائه العرب المصريين في بورسعيد انبل صورة لمعاني المصير العربي المشترك، ووحدة الأمة، وخط منهج مقاومة الغزاة والمعتدين في أرقى واسمى صورها، وكرس في الوجدان الفردي والجمعي ملحمة المقاومة، فعدوان بريطانيا وفرنسا واسرائيل الثلاثي على مصر، كان سيغير خارطة الدول العربية، لو نجح الغزاة آنذاك في تحقيق أهدافهم.

لا أؤمن بالأوهام، ولا بالجعجعة السياسية، والقرقعة بسلاح شبع منه الصدأ، ولا أؤمن بأي تحالف أو محور لايصب في المصالح العليا للشعب العربي السوري، فالتحالفات والمحاور التي لاتثبت نجاعتها في لحظة الاختبار الميداني الحقيقي، ستبقى للأبد بموضع الشبهات، وكذلك مقاصدها في حماية مصالح فئوية وطائفية ومذهبية حتى لو استخدمت أقدس المصطلحات لتمريرها وتعميمها، وتعمية البصائر عن اهدافها الحقيقية وبالمقابل لا اؤمن بأن ترامب الهتلري البلفوري الاستعماري العنصري الجديد معني بسلامة وحق سوري واحد في الحياة، فهذا – ترامب- يبرر ويحمي جرائم الحرب وضد الانسانية التي يرتكبها ضباط وجنود جيش اسرائيل ومستوطنوها، وهو يعلم يقينا انها أوامر رأس الهرم السياسي والعسكري في حكومة دولة الاحتلال، وينضم الى اسرائيل في التمرد على الشرعية الدولية، ويمارس ارهاب الدولة العظمى على معارضي سياسته، فمنذا معدوم العقل الذي سيصدق اداعاءاته بالحرص على حق السوريين بالحياة، وحمايتهم من هجمات بأسلحة كيميائية ؟!!!.

ما نعرفه ونعلمه وندركه بالعقل حتى الساعة ان الشعب السوري ضحية صراعات دول عظمى لا تعبأ بمصير الشعب السوري، أو تغيير معالم وجوده الديمغرافي على ارض وطنه ( سوريا)، أوتسجيل الملايين في قوائم الضحايا المقتولين بأسلحة وبأوامر متعددة الجنسيات، وأفظعها القوى المتصارعة على السلطة، والتي لم توفر شكلا من اشكال الجريمة إلا واستخدمته لتحقيق غرض البقاء فيها او الاستيلاء عليها، وضحية صراعات قوى ودول ومشاريع اقليمية، تنبعث منها روائح الطائفية والمذهبية والتقسيم على اساسهما وكذلك الانتماء العرقي، وهو ضحية الاخوان المسلمين ومشتقاتهم كداعش والنصرة وجيش الاسلام وفيلق الرحمن وغيرهم، وضحية من وجدوا في تسييل الدعم المادي والاعلامي بلا حدود حتى انهم كانوا معنيين بايصال الشعب السوري الى الهلاك، ليتخلصوا من نموذج وطني تحرري تقدمي لطالما اعتبروه خطرا على نماذجهم المضادة لمنطق التطور الفكري والثقافي والسياسي والاجتماعي !.

عندما يتعرض أي وطن للخطر، يستنكف الوطنيون الحقيقيون عن التبرج بالتحليلات والتبريرات، وتحديدا الذين كانت اصواتهم وصرخاتهم هي الأقوى والأعلى في وجه العابثين بمصير البلد وحقوق وحرية أهله، وسيادته واستقلاله، ذلك ان اللحظة المصيرية تتطلب الانتصار للوطن، والوطن فقط، فالشعوب الحرة لاتستغني عن اراداتها، ولا توكلها لقوى ودول وجيوش خارجية، فهذه تقبض الثمن من حاضر ومستقبل الشعب،فكيف اذا كانت مطامعها الاستعمارية تقطر من انياب مسؤوليها، فهذا النمط من العدوان لايستهدف أسماء أو أحزابا أو مراكز قوى بعينها، حتى وان كانت فعلا تستحق المحاسبة والاسقاط، وانما تستهدف وطني ووطنك ايها العربي، أرضي وأرضك، شعبي الذي انتمي اليه وشعبك الذي تنتمي اليه، تستهدف خيرات بلادنا وثرواتها، وهدفها تحويلنا الى مجرد اسواق وخدم لمصالحهم وشركاتهم وعملائهم !!..فأهداف ووسائل وأدوات قوى الغزو الاستعماري والعدوان ان كانت ثلاثة او أربعة أو ثلاثين كما حدث في الحرب على العراق واضحة، اقلها دفع شعوبنا العربية للتوهان والضياع في جهات الأرض الأربع ان لم يسقطونا في القبور أحياءً وأمواتا !!.

الاخبار العاجلة