سبعون عارا

19 أبريل 2018آخر تحديث :
عمر حلمي الغول

عمر الغول-الحياة الجديدة

تحتفل دولة الاستعمار الإسرائيلية بذكرى قيامها على أنقاض نكبة الشعب الفلسطيني. سبعون عاما من العار يغطي رأس إسرائيل، سبعون عاما من التزوير والكراهية والهدم المنهجي لصروح السلام والتعايش. سبعون عاما ويزيد على ارتكاب المجازر والمذابح والحروب ضد ابناء الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة العربية وخاصة في دول الطوق. وألف عنوان وعنوان من المخازي والجرائم وإرهاب الدولة الإسرائيلية المنظم ضد السلام وأتباع الديانة اليهودية في إسرائيل والعالم، وضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني والعرب عموما على حد سواء.

ودون إطالة في تعداد مخازي وفضائح وانتهاكات دولة الاستعمار الإسرائيلية، لأن كل ذلك قد يندرج في نطاق اللغة الإنشائية على أهمية استحضار وتذكير العالم بالوجه البشع والبغيض لدولة ارتضى قادتها المجرمون تأسيسها على أنقاض نكبة شعب آخر. ولفقوا مع الغرب الأنغلوسكسوني رواية لا تمت للواقع والحقيقة بصلة. لذا إذا توجهنا إلى قادة ونخب إسرائيل باتجهاتها ومشاربها المختلفة بالأسئلة الملتصقة بجوهر المشروع الكولونيالي الصهيوني: هل استطاعت إسرائيل على مدار السبعين عاما تأمين حياة آمنة لمجتمعها؟ هل اليهودي الصهيوني حامل الجنسية الإسرائيلية مطمئن لغده؟ هل هو متفائل بالمستقبل؟ وهل يمكن وفق المنهجية الاستعمارية، التي تعمل على اساسها حكومات إسرائيل المتعاقبة بناء سلام مع الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة العربية؟ وإلى متى سترضى القيادات الصهيونية المرتبطة بأجهزة أمن الغرب الأنغلوسكسوني ان تستعمل اليهود الأبرياء كأداة لخدمة أهداف اباطرة المال العالمي؟ هل يمكنكم من خلال تعميق سياسة الأبارتهايد والتمييز ضد المواطنيين الفلسطينيين تحقيق مشروع التطهير العرقي للوطن الفلسطيني من أبنائه؟ وهل حرب الاستيطان الاستعمارية المجنونة تمكنكم من بناء جسور الثقة مع الشعب الفلسطيني وقيادته؟ وهل تغيير أسماء المدن والقرى والشوارع، وعمليات التغيير الديمغرافي في القدس العاصمة الفلسطينية تحقق لكم ما تطمحون له؟ وهل الاعتقالات وعمليات القتل، وتدمير البيوت والخرب والقرى، والتهويد والمصادرة والأسرلة تولد لديكم الطمأنينة والهدوء النفسي أم العكس؟ هل استطعتم نفي الرواية الفلسطينية؟ وهل انقرض الشعب الفلسطيني من أرض وطنه الأم؟ وهل يمكن لكم تصفية القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني، أم أنكم في مواجهة شعب يمتلك من عناصر الفرادة في البقاء والانتماء لهويته وشخصيته الوطنية، وقدرته على الإبداع في إنتاج أشكال المقاومة ما يحول دون بلوغكم لمخططاتكم الاستعمارية؟ وهل تعتقدون ان التطبيع مع أهل النظام السياسي العربي بشكل سري أو علني يكفل لكم التطبيع مع الشعوب، وجواز مرور للتمدد في البحيرة العربية؟ والا تسمعون قصص الجنرالات الصهاينة، الذين يشعرون بالعار يغطي رؤسهم نتاج المذابح، التي ارتكبوها ضد المواطنين الأبرياء من الفلسطينيين العرب؟ والا تستيقظون على الكوابيس الموغلة في اللاوعي عند كل مستعمر منكم، وتهزكم فردا فردا، ومستعمرا مستعمرا كل ليلة، وتلقي بكم نحو مجهول الأجوبة، التي لا تعرفون لها سبيلا، لأنكم لستم أكثر من أداة في مشروع استعماري يتجاوز مخططكم الكريه والناضح بكل موبقات الأرض؟ هل فكرتم باليهود وبإنقاذهم من جرائم الفاشية والنازية؟ وإذا فكرتم فهل سيطرتكم واستعماركم للأرض والشعب الفلسطيني هو الحل، أم انه الولوج والغرق في متاهة الضياع واللعنة الاستعمارية إلى يوم الدين؟ وما هي مصلحتكم في معاداة الشعب العربي الفلسطيني، الذي يمد لكم يد السلام والتعايش؟ ولماذا لا تعيدون النظر بسياساتكم الاستعمارية، التي لن تفيدكم يوما، بل كما كانت، ستبقى وبالا عليكم وعلى اليهود الصهاينة؟

ألف سؤال وسؤال يمكن طرحه عليكم في ذكرى نشوء دولتكم الاستعمارية على أنقاض نكبة شعب آمن ومحب للسلام وللحياة والتعايش، هو الشعب العربي الفلسطيني. وإن كنتم، رغم كل عاركم البشع معنيين بالأمان والاستقرار والسلام، عليكم القبول بخيار السلام مع الشعب العربي الفلسطيني، والانسحاب من أراضي دولته المحتلة وعاصمته القدس الشرقية في الخامس من حزيران/ يونيو 1967، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194، وتأمين المواطنة والمساواة الكاملة لأبناء الشعب الفلسطيني حملة الجنسية الإسرائيلية في إسرائيل، والكف عن إنتاج وإصدار القوانين العنصرية المتوالدة كالفطر السام في جسد دولتكم الصهيونية الاستعمارية. دون ذلك لا سبيل لكم سوى خلق ميكانيزمات إندثاركم، لأن أميركا والغرب عموما لا يملكون إلى ما لا نهاية تأمين شروط الحياة لكم، ولأنهم بعد انتهاء وظيفة مشروعهم، وانتفاء مصلحتهم منكم، سيكبون على ظهوركم ماء باردا، ويديرون الظهر لكم، ويتركونكم ومصيركم الأسود، فهلا تفكرتم مليا بمستقبل أطفالكم وأطفالنا، وبناء غد افضل لنا جميعا، معمد بركائز وشموع السلام والتعايش والحرية؟

الاخبار العاجلة