زيارة السجين ليست اعترافا بالسجان

21 أبريل 2018آخر تحديث :
زيارة السجين ليست اعترافا بالسجان

رام الله- صدى الإعلام

تقرير: علاء حنتش/ وفا

وفرت زيارة الوفود العربية والاسلامية الى فلسطين، وردا على الدعوات والفتاوى التي تعتبر زيارة السجين في سجنه تطبيعا مع الاحتلال، بتلبية نداء “شدوا الرحال الى القدس وفلسطين”، فرصة حقيقية لأن يرى الأخوة والأشقاء معاناة أبناء شعبنا على الأرض الواقع.

انعقاد المؤتمر العربي الخامس عشر للطب المخبري في فلسطين، وحضور وفود عربية، وكان من قبله مؤتمر بيت المقدس، شكل اضافة جديدة في الرد على اصحاب هذه الدعوات، من خلال زيارة الوفود الى فلسطين، وملامستهم معاناة ابناء شعبنا ورؤيتها بالعين المجردة وليس عبر وسائل الاعلام.

درة عميرة استاذة جامعية في كلية صيدلة، وهي من ضمن الوفد التونسي قالت: ان تكون في فلسطين وترى المعاناة التي يعيشها المواطنون على ارض الواقع تجعلك تدرك ان الاحتلال يسعى لتحويلها الى سجن كبير، فترى مدى القهر وسياسة الاذلال التي ينتهجها الاحتلال ضد المواطنين من حواجز وجدار واجراءات تعسفية واستيطان، وتجعلك اكثر ادراكا لتفاصيل المعاناة التي لا يمكن لوسائل الاعلام ان توصلها الى العرب والمسلمين”.

وأضافت: خلال زيارتنا البلدة القديمة في الخليل، كانت الغصة في قلبي عندما كنت اسير تحت اسلاك شائكة تمنع وصول حجارة المستوطنين الى الفلسطينيين، وكيف ان المستوطنين يحتلون المنازل، ويتصرفون بقوة الاحتلال كأنها بلدهم، وان سكان البلد الاصليين دخلاء، ويضايقونهم ويسعون لإجبارهم على الرحيل عنها”.

وتابعت: الاعلام لا ينقل شعور المهانة والاذلال الذي يعيشه المواطن لدى دخوله للصلاة في الحرم الابراهيمي، عندما يتم تفتيشه وفحص اوراقه، من قبل جندي محتل ليس له علاقة بهذا المكان، لكنني اليوم ادركت معناها، فزيارة فلسطين وشعبها تجعلك تدرك معنى الالم والاحتلال”.

محمد بن جلون نائب عضو في البرلمان المغربي وامين صندوق الاتحاد العربي، أوضح أن المؤتمر وفر له فرصة لزيارة فلسطين لأول مرة، مبين انه لم يتوقع ان يكون في فلسطين هذا الاصرار على الحياة، رغم الاحتلال والظروف الصعبة، وأن الحياة في مدنها افضل من كثير من الدول العربية لان قدرة هذا الشعب على الصمود والتحدي تفوق الخيال.

وقال: “ان زيارتي لفلسطين ليس فيها اي تطبيع مع هذا الاحتلال واناما جاء تلبية لنداء شدوا الرحال الى القدس وفلسطين، تضامنا مع شعبها واسنادا لنضاله”.

من جهته اكد رئيس الاتحاد العربي للبيولوجيا السريرية والطب المخبري، نقيب الطب المخبري في فلسطين، اسامة النجار، ان انعقاد هذا المؤتمر في فلسطين بعد معاناة طويلة لعقده هنا، يعتبر انجازا وطنيا لفلسطين، وما مشاركة الفود العربية بهذه الكثافة الا دليل واضح على دعمهم ومساندتهم لفلسطين ودحضا للادعاءات التي تروج ان زيارة فلسطين تطبيع مع الاحتلال بل على العكس، وكما قالها الرئيس محمود عباس : زيارة السجين في سجنه لا تعني اعترافا بالسجان”.

واوضح النجار، ان المؤتمر اضافة مهنية وعلمية للطب المخبري في فلسطين، وفتح ابواب كانت مقفلة سابقا امام الباحثين والعلماء الفلسطينيين في مجال الطب المخبري، حيث اطلع هذا المؤتمر الوفود العربية والاجنبية على قدرة الفلسطيني على الابداع حتى في ظروف الاحتلال والقهر والظلم، ونقل رسالة واضحة ان شعب فلسطين حي، ويناضل من اجل حريته بيد ويبني دعائم دولته باليد الاخرى.

وأضاف: ضيوفنا كانوا ضيوف سيادة الرئيس، وتم اصطحابهم في جولات للاطلاع على معاناة السجين في سجنه، وممارسات السجان من بطش وقهر.

الوفود المشاركة بدأت زيارتها لفلسطين بالاطلاع على معاناة المواطنين وسياسات سلطات الاحتلال العنصرية بحقهم في قلقيلية والقدس وبيت لحم والخليل.

وقال ياسر رضوان نائب نقيب الطب المخبري، والذي رافق الوفد الى قلقيلية أن اعضاء الوفود رأوا الوجه الحقيقي للاحتلال على ارض الواقع وذهلوا مما رأوه، خلال زيارته لنقطة التماس مع جدار الفصل العنصري وعلى البوابة التي يستخدمها جيش الاحتلال في حالات الطوارئ لاقتحامات المدينة، على الحاجز الجنوبي لمدينة قلقيلية، واطلعوا على جدار الفصل العنصري وتأثيره على الفلسطينيين، والمعبر الشمالي حيث تم اطلاع الوفد على معاناة العمال واجراءات الاذلال التي تمارس على عمالنا في رحلة العذاب اليومي، وكذلك الامر في الخليل وبيت لحم والقدس المحتلة.

الاخبار العاجلة