هآرتس “ديفيد فريدمان يشكل خطرا كبيرا”

رام الله – ترجمة صدى الاعلام

بقلم – روجيل الفر Rogel Alpher

 في الأسبوع الماضي، قال هذا الرجل المتعجرف للصحفيين الذين انتقدوا قناصة الجيش الإسرائيلي لإطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين على حدود غزة إبقوا أفواهكم مغلقة”.

السفير الأمريكي في إسرائيل، ديفيد فريدمان، هو خطر. الرجل الذي من المفترض أن يمثل المصالح الأمريكية هنا هو في الواقع سفير للمستوطنين، كما يتضح من العديد من التصرفات والملاحظات قبل، وبعد ان تم تعيينه من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

في الأسبوع الماضي قال الرجل المتغطرس للصحفيين الذين انتقدوا قناصة الجيش الإسرائيلي لإطلاق النار على المتظاهرين الفلسطينيين على حدود غزة “ابقوا أفواهكم مغلقة”. وأضاف أن تعليقاته كانت موجهة بشكل رئيسي “إلى أصدقائي في الولايات المتحدة وصحيفة إسرائيلية واحدة كان من المعروف أنه ينتقدها “- وعلى الأرجح كان يقصد هآرتس.

وهكذا نجد أنفسنا في موقف غريب، حيث يأمر السفير الأمريكي في إسرائيل الصحفيين الإسرائيليين “بإغلاق أفواههم”. تصريحاته تنم عن دكتاتورية. وقد أيدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية هيذر ناويرت فريدمان وأكدت على حقه في حرية التعبير. باسم حرية التعبير، يُسمح فريدمان بمنع الصحافيين الإسرائيليين من حرية انتقاد حكومتهم. هذا يحمل علامات الفاشية. إن سفير أقوى دولة في العالم يأمر الصحافيين الإسرائيليين بالوقوف وإيقاف انتقاد حكومتهم. بصفته الممثل الأعلى للولايات المتحدة في إسرائيل، فهو يحاول إسكات الانتقادات للحكومة الإسرائيلية وتقليص حرية التعبير الصحافي.

لا يحق لأحد في أي دولة ديمقراطية أن يخبر الصحفيين بأن “يغلقوا أفواهكم”. عندما يقوم سفير قوة أجنبية بذلك، فإنه يعتبر عملاً خطيراً ومريراً. يترجم فريدمان حقيقة أن العديد من الآراء التي يتم التعبير عنها في صحيفة هآرتس وفي الصحف الأمريكية غير مقبولة بالنسبة له، يبدو أن فريدمان يستمد من حقه في إسكات الصحفيين في إسرائيل، ليس فقط من مكانته الداخلية كسفير لقوة عظمى تمد رعايتها على إسرائيل، ولكن أيضاً كيهودي.

يبدو أنه يعتقد أنه لأنه يهودي وإسرائيل هي الدولة اليهودية، وبالتالي فهي دولته. إنه يتصرف على هذا الأساس، بسلطة مزدوجة: كيهودي وكممثل رسمي لقوة عظمى. ويطمح، وقد ينجح أيضًا، في المساعدة في تشكيل هوية إسرائيل.