خلاف إسرائيلي حول «الصفقة»

7 يوليو 2018آخر تحديث :
حماس
حماس

بقلم يونس السيد عن جريدة القدس

«صفقة القرن»، التي طال وقت إعدادها، وطال انتظار طرحها للتداول العلني، يبدو أنها لا تزال تتعثر، ليس فقط؛ بسبب الرفض الفلسطيني لها، وإنما لوجود خلافات حولها بين أقطاب حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف.

في الحديث عن هذه الصفقة، التي تنسب لنتنياهو، وليس إلى ترامب، كما تتحدث وسائل الإعلام الإسرائيلية، يلفت الانتباه ما تناقلته هذه الوسائل عن وجود خلافات جوهرية ظهرت خلال مناقشتها داخل اجتماع المجلس الوزاري المصغر (الكابينيت) مؤخراً، استدعت تدخل الإدارة الأمريكية دون جدوى.

فبينما اقترح نتنياهو تقديم بعض التنازلات في البؤر الاستيطانية العشوائية أو تلك التي تُسمى «غير قانونية» شمال وشرقي القدس؛ لإقناع أو بالأحرى لإغراء الجانب الفلسطيني بقبول الصفقة، رفض معظم أعضاء المجلس تقديم أية تنازلات للفلسطينيين مهما كان نوعها.

ويبدو أن التريث الأمريكي في تنفيذ التهديدات، بنشر تفاصيل الصفقة علناً كما توعد الثنائي كوشنر وجرينبلات خلال زيارتهما للمنطقة مؤخراً، لا يتعلق فقط بالرفض الفلسطيني لها، وإنما أيضاً؛ بسبب الخلافات الإسرائيلية حول ما تتضمنه من بعض البنود، التي يرفضها اليمين المتطرف، إلى جانب تحذيرات عربية من أن تنفيذ الصفقة دون موافقة الفلسطينيين سيؤدي إلى كارثة في المنطقة.

وسائل الإعلام الإسرائيلية كشفت عن بعض جوانب هذه الصفقة، التي تتضمن إقامة دولة فلسطينية ناقصة السيادة، عاصمتها جزء من مدينة القدس، لم يتم تسمية العاصمة المقترحة، مع التنازل عن بعض المناطق في المدينة المقدسة نفسها، وإبقاء السيطرة الإسرائيلية على أجزاء كبيرة من الضفة الغربية وغور الأردن، مشيرة إلى أن نتنياهو يقول نعم ل «صفقة القرن»؛ لإدراكه أن الفلسطينيين سيرفضونها، فضلاً عن أنه يؤمن بوجود صديق حقيقي له في البيت الأبيض، وبالتالي سيسعى لاستغلال الرفض الفلسطيني؛ لتنفيذ أهدافه في القضاء على أي حلم فلسطيني في الاستقلال، وتصفية قضيتهم الوطنية.

القناة السابعة الإسرائيلية نقلت على موقعها الإلكتروني عن مصدر أمريكي بارز، أن الطرف الإسرائيلي يركز الحديث على «سلام اقتصادي» أعمق وأفضل من «السلام السياسي»، وأن ما يعرقل إتمام الصفقة؛ هو رفض الفلسطينيين مجرد الجلوس مع الأمريكيين، ما يعني أن الأرض والحقوق الفلسطينية أصبحت في خبر كان، وأن جلّ الاهتمام الإسرائيلي يتركز على التطبيع والعلاقات الاقتصادية، حتى أن بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية طالبت بإجراء تعديلات وإضافات على الصفقة، خاصة فيما يتعلق بالوضع الاقتصادي والإنساني لقطاع غزة.

وعلى العموم، هذا هو جوهر ما تقدمه الخطة الإسرائيلية الأمريكية المشتركة المُسماة «صفقة القرن»؛ أي البحث عن حل «إنساني» للقضية الفلسطينية على حساب الأرض والحقوق وتقرير المصير للشعب الفلسطيني، وعلى حساب أنهار من الدماء ومئات آلاف الشهداء والجرحى والأسرى والمعاقين، وملايين اللاجئين، وحقهم في العودة إلى أرض الآباء والأجداد، فماذا أنتم فاعلون أيها الفلسطينيون؟

الاخبار العاجلة