مسيحيو فلسطين يطلعون مؤتمر “باري” على الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم في القدس

7 يوليو 2018آخر تحديث :
مسيحيو فلسطين يطلعون مؤتمر “باري” على الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم في القدس

رام الله- صدى الاعلام

قال رئيس اللجنة الرئاسية لشؤون الكنائس حنا عميرة إن الوجود المسيحي الأصيل في المدينة المقدسة مهدد، والاحتلال الإسرائيلي منذ العام 1967 يسعى إلى إلغاء الوجود المسيحي في المدينة المقدسة من خلال سياسة الاقصاء.

وأضاف عميرة في رسالة وجهها إلى سكرتيرة قداسة البابا فرنسيس، تتضمن توصيات خاصة في لقاء مدينة باري الإيطالية بين البابا مع بطاركة الشرق ورؤساء الكنائس فيه، ان ما نريده هو العدل والسلام لكي يعيش أولادنا في حرية وكرامة بعيدين عن الظلم والقهر والاضطهاد.

وأشار إلى أن القدس حاضنة للديانات الثلاث، ومتى يسيطر عليها لون واحد على حساب الآخرين فإن طبول الحرب تقرع، والتطرف يصبح سيد الموقف ونتطلع إلى أن يعلي هذا التجمع صوت الكنيسة وحتمية الوجود الكنسي المسيحي في المدينة المقدسة حيث جوهر العقيدة الكنسية.

وسلم سفير دولة فلسطين لدى حاضرة الفاتيكان رسالتين لسكرتيرية البابا لعرضها على لقاء باري الذي يعقد اليوم السبت، الأولى من عميرة، وائتلاف المؤسسات المسيحية الفلسطينية، تشرح الوضع العام في المنطقة خاصة الوضع المسيحي في القدس.

وقال الائتلاف في رسالته “إن الحرب في القدس وفي الأرض المقدسة هي أصل الحروب والدمار في المنطقة كلها، وإن بقيت القضية الفلسطينية من غير حل عادل، هذا يعني استمرار الحروب والدمار في المنطقة، والحل العادل للقضية الفلسطينية، يؤدي إلى سلام المنطقة كلها”.

وأضاف ان الحرب في القدس وفي المنطقة هو التهديد الحقيقي للوجود المسيحي في القدس وفي المنطقة، ومن علامات تلك الحرب، الاعتداءات الحديثة على حقوق الكنائس في القدس، بمحاولة إسرائيل سن تشريعات وإجراءات ضريبية جديدة تستهدف الكنائس، كما الاعتداءات على المقدسات الإسلامية، بهدف تبديل الوضع القائم (الستاتو كوو) الذي هو صمام الأمان وضمان الحرية الدينية في المدينة المقدسة.

وتابع في رسالته “ما زلنا اليوم نعاني الظلم، ولا ذنب لنا، وذنبنا الوحيد هو أننا ساكنون في أرضنا وفي بيوتنا، بسبب قرار اتخذته إمبراطورية غربية قبل 100 عام (بريطانيا العظمى)، مستندة على مفاهيم لاهوتية مشوهة، تبنتها بعض الكنائس والقادة المسيحيين، فدعموا القرار السياسي الذي حكم بقتلنا، بناء على تفسير خاطئ للكتاب المقدس”.

وأشار إلى أنه بعد 100 عام، ما زالت نكبتنا مستمرة؛ اللاجئون مقيمون في المخيمات أو هم مشتتون في أنحاء العالم، وما زال الجنود الإسرائيليون يقتلون أبناءنا لأهون الأسباب، أو يزجون بهم في المعتقلات، وما زالت بيوتنا تهدم ليحل محلنا فيها سكان يهود.

ولفت الائتلاف في رسالته إلى أن التفرقة تزداد في ظل احتلال ونظام ظلم ممنهج، ومن جهة أخرى يدور الحديث اليوم حول فرض “صفقة العصر” علينا، وهي صفقة مبنية على نقض شمولية القدس وإلغاء حقوقنا فيها، لتبقيها تحت سيطرة شعب واحد وديانة واحدة، وهو أمر مخالف في الوقت نفسه لطبيعة المدينة المقدسة، وللقوانين الدولية.

وأكد الائتلاف في رسالته “بعض اللاهوتيين المسيحيين يقولون لنا وباسم كلمة الله في الكتاب المقدس إنه يجب علينا أن نقبل بأن تخرجنا إسرائيل من أرضنا وبيوتنا، ولا يجوز لنا أن نقاوم الظلم الواقع علينا، لكن اللاهوتيين يستعملون الكتاب المقدس سلاحا سياسيا ضدنا إذ نطالب بحريتنا وأرضنا وبيوتنا، ونحن واثقون أنكم لا ترضون بأن نكون “ضحية” للكتاب المقدس، الذي هو بالحري كلمة حياة لنا ولجميع شعوب العالم”.

وأعرب عن شكره لقداسة البابا لموقفه من المدينة المقدسة على أنها مدينة مقدسة للديانات الثلاث، وحقوق الديانات الثلاث فيها متساوية، وكذلك حقوق الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.

ودعا الائتلاف المؤتمر إلى النظر في الحوارات الدينية المسيحية اليهودية التي تتناسى وضع الاحتلال العسكري والظلم الذي نعيشه، أو تؤيد وتبارك خطوات تدعم هذا الاحتلال، وتتم الحوارات وكأن كل شيء على ما يرام في أرضنا المقدسة، بينما نحن في حرب واحتلال عسكري وموت ودماء وأسر وتمييز عنصري.

وشدد على أن إسرائيل تفرض على الجميع نظام الأبارتهايد أي التفرقة العنصرية، وهي معرفة بالدولة العنصرية، حسب القوانين الدولية وتقارير “الإسكوا” في الامم المتحدة، ويؤلمنا أن نرى الدول والكنائس تتعامل مع أرضنا المقدسة، وكأن الأمور فيها طبيعية، والحقيقة أنها ليست طبيعية، ووضعنا في “إسرائيل” هو احتلال عسكري وتمييز عنصري وقتل يومي وأسرى عديدون.

الاخبار العاجلة