إسرائيل تتحدى مجددا المجتمع الدولي

9 أغسطس 2016آخر تحديث :
إسرائيل تتحدى مجددا المجتمع الدولي

بقلم: حديث القدس – القدس

في تحدٍ سافر للمجتمع الدولي قاطبة، كشفت مصادر اسرائيلية أمس، النقاب عن مخطط استيطاني اسرائيلي جديد لبناء ٢٠٠٠ وحدة استيطانية جديدة على أراضٍ فلسطينية تقع بين مستوطنة “جيلو” ،المقامة هي الأخرى على أراضٍ فلسطينية، وبين شارع الأنفاق قرب بيت جالا.

وجاء الكشف عن هذا المخطط السرطاني بعد حوالي أسبوعين فقط من إيداع مخطط اسرائيلي لبناء (٧٧٠) وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة “جيلو”، وأدى ذلك الى حملة انتقادات واستنكارات دولية على هذا المخطط بما في ذلك توجيه أميركا انتقادا لاذعا وشديدا لاسرائيل.

ويأتي الكشف عن المخطط الجديد بمثابة التحدي للمجتمع الدولي وعلى رأسه الأمم المتحدة والرباعية الدولية، التي جاء في تقريرها الذي صدر مؤخرا بأن الاستيطان الاسرائيلي يقضي على حل الدولتين، وذلك رغم ان هذا التقرير جاء لصالح اسرائيل وحمل الجانب الفلسطيني زورا وبهتانا أعمال العنف والتحريض التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة.

ان تحدي اسرائيل بهذه الطريقة السافرة للمجتمع الدولي يتطلب من هذا المجتمع اتخاذ خطوات عملية للجم التحدي الاسرائيلي، خاصة وان بيانات الشجب والاستنكار مهما بلغت حدتها لم تعد تجدي نفعا ولم تأخذها اسرائيل مأخذ الجد في يوم من الأيام، بل شجعتها وتشجعها على التمادي في غيها واعتبار نفسها فوق القانون الدولي وفوق الأمم المتحدة وقوانينها وأعرافها الدولية.

واذا كانت اميركا جادة في انتقاداتها – وهذا أمر مستبعد تماما – فلماذا تقوم بتزويدها بكافة أنواع الأسلحة وتقدم لها المساعدات المالية والاقتصادية وتدافع عنها في المحافل الدولية وتمنع صدور أي قرار دولي يدينها وهو ما شجع تل أبيب على مواصلة انتهاكاتها وتحديها للمجتمع الدولي بما في ذلك الأمم المتحدة.

إنه أمام ذلك، فإن تأييد المجتمع الدولي لحل الدولتين لشعبين، يبدو أنه بات خديعة لإعطاء اسرائيل الوقت الكافي لتنفيذ سياساتها في الضم والتوسع والتضييق على المواطنين في إطار محاولاتها العمل على تهجيرهم والحيلولة دون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، رغم اعتراف الأمم المتحدة بدولة فلسطين تحت الاحتلال.

ان الممارسات والانتهاكات الاسرائيلية، وفي مقدمتها الاستيطان السرطاني، أدى الى جعل الضفة الغربية مجرد معازل منفصلة عن بعضها الآخر، أي ليس بينها أي امتداد جغرافي، فالمستوطنات تفصل بين مدنها وقراها وبلداتها ومخيماتها، وبعبارة أوضح فإن حل الدولتين في طريقه للاندثار والموت البطيء، ان لم يكن قد تم دفنه.

غير ان ارادة شعبنا في البقاء والصمود فوق أرضه وأرض آبائه وأجداده ستُفشل جميع المخططات والسياسات الاسرائيلية التي تستهدفه، فإرادته قوية وعزيمته لا تلين مهما بلغ بطش الاحتلال ومهما أصدر من قرارات عنصرية ومهما قتل واعتقل وشرد، ففي نهاية المطاف فإن إرادة شعبنا لا تُقهر، وستنتصر وسيتم تحقيق كامل أهدافه الوطنية في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، شاء من شاء وأبى من أبى.

 

الاخبار العاجلة