قانون «القومية اليهودية»… بداية انهيار اسرائيل

28 يوليو 2018آخر تحديث :
حماس
حماس

بقلم: فيصل أبو خضرا عن جريدة القدس

ما من شك ان اليمين الاسرائيلي المتطرف والمتستر بالدّين اليهودي كزعيمه بنيامين نتنياهو الذي لا يعتبر متديناً لكنه يستغل جهل ترامب وكرهه الأعمى للفلسطينيين مما يجعله يتصرف كجاهل يريد الانتقام فقط أما لموت أخيه في أوغندا في قضية طائرة الرهائن التي حولت مسارها الجبهة الشعبية أو انه مريض يستغل الضعفاء والجهلة لطموحاته العمياء، وينسى بأن العالم اليوم يعيش في القرن الحادي والعشرين، وإما انه يريد صرف الانظار عن قضايا الفساد المتهم بها .

جميع العالم بهذا العصر لا ينظر للدين وكأنه مقياس للوطنية، مثلا في فرنسا أو أي بلد متحضر يتم النظر للوطنية بمنظور العطاء للوطن ومن العيب ان تسأل أي إنسان: ما هو دينك؟ فالانتماء الديني لا يشكل معيقاً للولاء لوطن بعينه.

نحن نعرف جيداً التاريخ الديني والتاريخ الأممي، ونعرف جيداً من كان يقيم معنا قبل عام ١٩٤٨ ومن هم الذين يحبون العيش مع الفلسطينيين من مسلمين ومسيحيين، ولنا نفس التقاليد والعادات والجميع يدافع عن مصالح الآخر، ولم نسمع أبداً أن مسلماً او مسيحياً أو يهودياً قد استولى على أرض أو بيت أو مال، أو اعتدى على عرض الآخر، والذين أتكلم عنهم، هم اليهود أبناء سيدنا نوح وابنه سام، وهم السامريون و”الصبرا” وبعض الذين عاشوا في جميع البلاد العربية.

الفرق كبير جداً بين اليهود الأوروبيين الاشكناز وبين من عاش معنا في فلسطين، من يهود شرقيين، وأما الذين أتونا بسلاحهم من بلاد الغرب كبريطانيا وبولندا وألمانيا ذوي البشرة البيضاء والعيون الزرق والشعر الأشقر، فلا علاقة لنا بهم بتاتاً، لا علاقة لهم بأرضنا فلسطين ولا شعبنا الفلسطيني ولا حتى في دول البحر المتوسط، كما أن جميع الأنبياء الذين هم فعلاً من رسل الله تعالى كسيدنا ابراهيم عليه السلام،، أبو الانبياء أصله من العراق، ولم يكن يهودياً او مسيحياً بل كان موحداً اي لا يعبد الأصنام بل يعبد الآله الواحد.

والذي اتى من بعده سيدنا موسى عليه السلام الذي هرب من بطش فرعون الى سيناء بعد ٧٢٠ عاما من مولد سيدنا ابراهيم عليه السلام ،ولا ادري من اين أتت كذبة نتنياهو بأن سيدنا ابراهيم يهودي! وعند وصول النبي موسى عليه السلام الى سيناء تسلق جبل الطور طالبا من الله انقاذ قومه من بطش فرعون بتزويده بالماء والغذاء، ونزلت عليه الوصايا العشر التي هي من أسس الدين اليهودي، وبعد ذلك ولد السيد المسيح عليه السلام، الذي ولدته أمه مريم وهي بتول ( والقصة معروفة عن خيانة يهودا الاسرخريوطي الذي خان المسيح بمبلغ ٣٠ قطعة فضة ) وسلمه للرومان.

بهذا التاريخ المختصر نستطيع القول بأن يهود أوروبا الاشكناز ليس لهم أي علاقة بالسامية أو بنوح وابنه سام، بل هم رحّل اعتنقوا الديانة اليهودية خوفاً من الحروب البيزنطية، ولو كان أصلهم فعلاً من بلادنا فلماذا لم يكونوا من ساكني هذه الأرض الفلسطينية أو اليمنية أو شمال افريقيا.

منذ أن إعتلى بن غوريون رئاسة الحكومة الاسرائيلية وحتى يومنا هذا لم نجد يهودياً واحداً من الشرقيين رئيس وزراء ولا حتى من اليهود العرب، كما ان من يسيطر على الحكم اليوم هم الاشكناز الذين ساعدوا الغرب في الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية ثم جاءت المحرقة النازية التي نستنكرها ويدينها نحن الفلسطينيون، بل عطفنا على ضحاياها الاشكناز ليس لانهم يهود بل لأنهم ظلموا من النازي واروبا اجمالاً، خصوصاً المذابح التي حصلت لهم في اسبانيا.

وبعد أن هربوا من اسبانيا توجهوا الى شمال افريقيا، ومن ثم الى بلادنا وقلنا لهم أهلاً وسهلاً.

أما يهود الغرب الذين سكنوا شمال أوروبا فهم أعداءنا الحقيقيون، وللعلم فإن ٩٥ بالمائة من يهود العالم هم من يهود أوروبا الشمالية، وغالبيتهم هاجر الى اميركا، وفقط ٥ بالمائة من الاشكناز هاجروا الى بلادنا فلسطين بدعم أوروبي أميركي لزرع فتنة دائمة بين الأديان والمذاهب، التي مع الأسف نراها اليوم في البلاد العربية.

وحتى أيام هروبهم من النازي مثل عائلة كيسنجر أو عائلة فردمان أو عائلة كوشنر فلم يكن لهم أي علاقة لا بفلسطين ولا حتى بالبحر الأبيض المتوسط…بل هربوا من أوروبا ليعيشوا في أميركا.

لكن القدر جعل هرتزل وجماعته من الصهاينة يستغلون الدين اليهودي لمآربهم السياسية وشكلوا عصابات مسلحة بدعم من بريطانيا وأوروبا الغربية، خصوصاً أن المال من عائلة روتشلد جعل بريطانيا تبيع شرفها الاخلاقي وتخون الشريف حسين بن علي وتشجع يهود شمال أوروبا على إرتكاب المجازر الرهيبة كي تحتل أرضنا ومن ثم سلمت الراية لحليفتها المجرمة أميركا.

وبعد أن سيطر الانجيليون على الحكم في أميركا برئاسة الجاهل ترامب أعطى هذا الرئيس الأميركي الداعم للصهيونية نفسه الحق بالتصرف وكأن أرض فلسطين ملك له. مما فتح شهية غلاة المتطرفين لسن قوانين عفا عليها الزمن في جميع أنحاء العالم كقانون القومية، لأن العالم اليوم لم يعد يقسم دوله حسب الأديان السماوية، فجميع دول العالم هي خليط من شعوب انتماؤها الأول هو لأوطانها وليس لأديانها، وحتى أصبحت العائلات مختلطة بأديانها من مسلمين ومسيحيين ويهود، لذلك فإن القانون الجديد الذي أقره الكنيست سيكون له تأثير معاكس، على اسرائيل نفسها وتداعيات كتصاعد التمييز العنصري البشع مثلا حصل في جنوب إفريقيا أو حتى أكثر.

وللحقيقة فإن جميع غلاة اليمين الاسرائيلي المتطرف ليس لهم أي أملاك في أرض فلسطين فهم أتوا الى بلادنا حديثاً مثل ليبرمان أو بينيت وغيرهما لذلك يسيطر الخوف على عقولهم لأن من إستولى على حق غيره تبقى لديه عقدة الخوف.

اسرائيل تملك قنابل ذرية وجيش مسلح باحدث الاسلحة من طائرات ودبابات وصواريخ بعيدة المدى وسفن حربية مزودة بصواريخ بالستية، ورغم كل هذا ما زالت اسرائيل تعيش بخوف لانها تعلم بأن الأرض التي تحتلها فلسطينية وليست لها بل سلبت من شعبها الفلسطيني الذي عاش على هذه الارض منذ الاف السنين.

هذا القانون الجديد مسح وللأبد ان اسرائيل هي البلد الوحيد الديمقراطي في منطقة الشرق الأوسط ، وما من شك سياتي اليوم الذي ستكون فيه اسرائيل الدولة الوحيدة المنبوذة في العالم.

نحن الفلسطينيون يجب ان تكون وحدتنا الوطنية هدفنا وننهي هذا الانقسام المدمر لقضيتنا العادلة ، وتستعيد وحدتنا فهدفنا واحد وهو تحرير أرضنا وتحقيق طموحات شعبنا بالحرية والاستقلال.

وعلى السلطة الفلسطينية أن تقدم فورا طلبا الى الأمم المتحدة لطرد اسرائيل من الأمم المتحدة لانه في العام ١٩٤٩ عندما قبلت اسرائيل كعضو كامل في الأمم المتحدة كان ذلك بشرط تنفيذها جميع قرارات الأمم المتحدة واليوم تحذف اسرائيل أهم بند باحتلالها اراضي الغير واستمرارها بسرقة اراضي الغير والاعتداء على المقدسات الاسلامية والمسيحية ولذلك فهي تعتبر دولة منبوذة وزيادة على عدم تنفيذها القرارات الأممية زادت عليها التمييز العنصري بامتياز مع تبنيها لهذا القانون.

المصدر جريدة القدس
الاخبار العاجلة