(أين الملك)؟.. تساؤل خطير من صحيفة رسمية يُغضب الأردنيين

1 أغسطس 2018آخر تحديث :
العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين

رام الله – صدى الإعلام

قال موقع (الخليج أونلاين): إن الأردنيين صدموا بالمانشيت الرئيس لصحيفة (الرأي) الأردنية، التي تعتبر الصحيفة الرسمية الأولى في البلاد، حيث تساءلت الصحيفة، عن سر غياب الملك عبد الله الثاني واختفائه عن المشهد، على الرغم من تطورات الأحداث، لا سيما في فلسطين وسوريا.

ونشرت صحيفة (الرأي) على صدر صفحتها الأولى مقالاً بعنوان صادم جاء فيه.. “أين الملك .. لماذا السؤال”، الذي الذي أثار ردود فعل بين متفاعل مع المانشيت ومتسائل عن “أين الملك فعلاً”، وبين مشكك ومفسر لهذا الغياب، وبين من قال إن هذا السؤال سيكون بمثابة المقصلة لهذه الصحيفة (الرأي) التي تجرأت على نشر هذا العنوان.

كما أثار عنوان الصحفية غضباً في الشارع الأردني بعد أن حذرت الأردنيين، ودون أي مناسبة من مصير مصر والعراق وفلسطين، الأمر الذي وصف بـ “سقطة إعلامية”.

فمنذ زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولقائه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في الخامس والعشرين من حزيران/ يونيو الماضي، لم يعد الملك عبد الله الثاني إلى الأردن، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات حول سبب غيابه الطويل عن البلاد، لاسيما وأن غياب الملك واكبه الكثير من الأحداث من بينها كشف قضية الفساد المتعلقة بمصنع “الدخان”، التي ما تزال متفاعلة، وتأزم الوضع الأمني على الحدود (الأردنية- السورية).

وقال موقع (الخليج أونلاين): إن “زيارة الملك عبد الله الثاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر دورية في مثل هذا الوقت من كل عام، وتأتي ضمن المدة الدستورية المتعارف عليها، طالما أن غيابه لم يتجاوز الأربعة أشهر”.

وأضافت: “الزيارة الملكية لأمريكا لا يصاحبها أي حديث أو لقاءات حول وجود أزمات أو تسويات”.

من يقف خلف السؤال؟.. بالسؤال المتكرر “أين الملك؟”، خلال الأسبوعين الأخيرين على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل الأردنيين، دفع صحيفتان يوميتان رئيسيتان هما “الرأي” و “الغد”، لمحاولة الإجابة على هذا التساؤل، من خلال التشكيك بنوايا من يقف خلف هذا السؤال، والاستفاضة بعدها بالحديث عن المؤامرات الخارجية وصلابة الدولة الأردنية، في مواجهة كافة الأخطار سواء أكان الملك موجوداً في قصره بعمان، أو كان في أي مكان من هذا العالم.

ما طرحه الكاتب الصحفي أحمد سلامة، في معرض إجابته عبر صحيفة الرأي عن السؤال “أين الملك؟”، لاقى ردود فعل غاضبة في صفوف الأردنيين، فقد رد الكاتب والصحفي جميل الشبول، على صحيفة (الرأي) بالقول: “من حق المواطن الأردني أن يسأل أين الملك؟، بعيداً عن نوعية السؤال ومغزاه، فهذه الأسئلة برسم القلق، وعلى الفريق المحيط بالملك أن يجيب”.

أما الكاتب عمر عياصرة، وفي تغريدة له على (فيسبوك)، فقد استنكر طريقة صحيفة الرأي في الرد على تساؤلات الناس عن غياب الملك، ووصفها بـ”البائسة”، وقال: “أحمد سلامة انتهى مع انتهاء زمن الردح، كان بالإمكان أن تصرح جمانة غنيمات أو رئيس الوزراء أو يصدر مكتب الملك (عرفاً) بياناً يحدد فيه متى يغادر الملك ومتى يعود ، وتنتهي القصة!”.

وننشر لكم في “دنيا الوطن” مقال الكاتب أحمد سلامة كاملًا كما جاء:

شكراً لله سبحانه الذي ألهم جلالة سيدنا الملك الهاشمي العربي الأردني حفظه الله ورعاه للقرار الصائب والصواب القاطع بعدم استجابته تلبية الضغط من زمرة الملحاحين على ضرورة قطع إجازة سيدنا وإيابه الى أرض الوطن وبذلك تنجح زمرة من الذين تفرغوا لصناعة وهمْ قدرتهم على التأثير في مجريات أحداث الأمة الاردنية وحين أقول الامة الاردنية فإنى أعنيها ليست كفلتة لسان وانما لأؤكد على ما فات عصابة جماعة الاعتقاد القهري الذين ظنوا بعددهم الخمسين او الخمسمائة او الألف انهم يغبرون ثمرة حبة كمثرى فلتت في أرض كثربا منذ العهد العباسي.

أقول الأمة لأن الاردن هو رسالة الأمة، وغايتها، ومرادها وإن علا ضجيج بعض “دعاة فتنة” وافتئات على الحقيقة ومحاولة رفع تكليف لايستند إلى شريعة أو فقه أو أخلاق أو التزام.

على أول السطر أكتب:

أيها الناس الطيبون في الأردن:

يا شعب الفيء والحب ويا أصحاب دماء معركة “حابس” ورفاقه في معركة باب الواد.

ويا أهل الذوق الرفيع في الحداد النبيل على سقوط بغداد.

يا أهل النبل في الذين لايصدقون أكاذيب ما يقال عن دورنا في العبث بسورية الشقيقة وانّا لرادون عليهم اننا نحن وليس غيرنا بقيادتنا الهاشمية وبدماء قواتنا المسلحة الباسلة وبدم زكي من ابنائنا في المخابرات العامة وشهداء واجبنا الوطني في الدرك والامن العام نثر من اربد والبقعة حتى قلعة الكرك.نحن من أسهمنا في افشال فكفكة سورية وانحلال سورية ولو أغمض جيشنا وجهاز أمننا وعروبة شعبنا غمضة من عين او فتح يد للأخذ مقابل التدخل ولو ان جلالة قائدنا الأعلى أرسل رسله صوب التفكيك لما كان لزمرة الافاقين المشككين بدورنا المتطاولين على شرفنا الوطني من لسان يثرثر ولا من عين ترى.

ايها الأردنيون النبلاء:

ثمة روائح من بقايا معركة السموع وما بعدها عام 1965 تعبق في الجو وتزكم الانوف بنتانتها في التخوين والتوهين والتشكيك الذي كان مقدمة ومؤامرة أفضت في نهاية الامر بعد أقل من سنتين الا الى ضياع درة الوطن القدس الحبيبة.

ثمة روائح تتشابه بين ذلك “الحين” وهذا ” الحين”.

اسمحوا لي أن اكتب لكم اليوم حاملاً لكم شيبي ودمعي وأرى طهركم الذي لم يغب عن روحي عبر كل الأزمة الصعبة التي عايشتها اردنيا منذ ازمة السكر عام 1973 حتى محنة محاولة الاعتداء على العرش وعلى المُلك وليس الملك واناشدكم واستحلفكم بالله العلي العليم ان تكون هذي السطور دموعا حرّى صادقة وتنبيهاً لشيء قادم مذهل أرجو الله الا يقع لكن ان استمر النخر واستمر الكيد وتواصل اختطاف ارادتكم بواسطة زمرة الصوت العالي والظل العالي والتآمر العالي ومصادرة صوتكم عن طريق الف شخص استبدلوا الوطن كله باشاعاتهم وتجرؤهم غير المبرر ومحاولة تحويلهم الوطن الاردني الى حائط أكاذيب واستمر صمتكم وعدم ردعكم لهم فإن القادم صعب على الجميع.

عصابة الادعاء التي توهمت بأنها تمثلكم او هكذا ترى نفسها طرحت سؤالا على مدار العشرين يوما الماضية أين الملك ؟ ببراءة مرة يقابله مكر ألف مرة ، واتبع بسؤال أخر عن صلاحيات الملك وتداخل دور جلالة سيدنا الملك بكل الأخرين في الحكم الذي هو حق خالص لجلالته بأن يفوض بعض علم صلاحيته بدءا من جلالة الملكة وانتهاء بالنائب المحترم السائل في مجلس النواب.

أستحلف بالله كل ومضة ضمير ديني ووطني وعربي ان تصيخوا السمع لما سأكتب فيه اليوم لما يجري من حولنا.

ثمة شعارات تقدح في الغيب تطل علينا وكأنها اليقين ، واني واثق رغم هول القلق ان الله المستعان وان حكمة جلالة سيدنا القائد الملك الرشيد العتيد العنيد في الحق سيزمّنا في معيته الى بر أمان جديد ، ذاك وعد من الله سبحانه وتعالى نطق به الحبيب المصطفى المعصوم صلوات ربي عليه وسلامه جد سيدنا الاعلى حين وعد بأن الأمة لن تزول طالما انها تتمسك بالحسنيين ( كتاب الله وعترتي) لكن الدعاء يحتاج الى كمية هائلة من القطران الاردني في هذه اللحظة التاريخية الفارقة ، وقطرانكم الذي اناشدكم ان تضعوه في الجراح هو ذاك القطران الذي تخلى عنه العراقيون من قبلنا وكذلك المصريون والليبيون والسوريون كذلك.

ان الارض تميد من تحتنا بفتنة واشاعات متوحشة ايقظت الغرائز ليحمل الرذاذ الى الرذاذ مادة تملأ الفراغ بجنون وهوس ، ظن دعاته انهم ان اجتمعوا على سؤال اين الملك يخدعون الاردنيين ويحققون مرادهم من التشكيك بقائد الوطن بغية انهيار الوطن في وقت لاحق لاسمح الله .

وبدل أن يُسأل دعاة التشكيك عما ظفروا به من مزايا وامتيازات وقصور وطائرات أخذوها مكافأة لمواقفهم ضد وطنهم من خامنئي وأصبحوا وكلاء تسيير قوافل لحجاج المسلمين من كافة أصقاع الدنيا وبدل أن يُسأل النهابون وسفلة مرتزقة التمويل الاجنبي تحت كل العناوين بدل أن يُحاكم هؤلاء واولئك ممن علا شأنهم بصفقات النفط العراقية المشبوه ” ماغيرها” وبدل ادانة وتعرية من يذهب الى دولة الكيان الصهيوني ليعلن الجمهورية الاردنية وبدل ان يتمنفخ على الاردن والاردنيين من هو معروف بكل ما يحمل من آثام في تاريخه وتاريخ أهله كل أولئك وهؤلاء تجمعوا في قطار بغيض همه خلخلة ثقة الاردنيين التاريخية والمطلقة بعرشهم وبمليكهم بسؤال ماكر تم صكه في ليل ودبر في ليل مرر في ليل ورفعه أبناء الليل وبناته وصاروا هم المرجع لعقلنا وروحنا وتوجهاتنا وعقولنا .

أولئك هم أنفسهم سنسألهم كمواطنين عن افتراءاتهم وأموالهم وأسباب سؤالهم عن غيبة الملك وسنسأل عن رجالات الدولة الذين التزموا بيوتهم وتحولوا الى ” ألهاكم التكاثر” فأصبحوا هم المقابر ، ان الصمت الذي يمارس أيها الاردنيون الصابرون الطيبون من نخبنا الصامتة الفاجرة ليتساووا في الإثم مع دعاة الفتنة هم الإثم نفسه .

آن الأوان أيها الناس أن تهبوا هبة واحدة لتسكتوا المتطاولين وتوقفوا قطار الزيف لأن التطاول على الرمز يعني ان مؤامرة قادمة كبرى تدنو من التنفيذ ، فحسني مبارك لم يغادر موقعه في مصر لضعف او خور لكن الذي أسقط نظام مبارك وعشية سقوط نظامه رغم ان الحٌكم في مصر الحبيبة لحظة التغيير كان يمتلك (3,7) مليون رجل أمن ودرك ومخابرات في القاهرة وكل الأكاذيب التي ضخمت من أتباع وائل غنيم والبرادعي وصبية جماعة الاعتقاد ” ما غيرهم” وسندويشة الهمبورجر الطازجة في ميدان التحرير لم يصلوا الى عُشر عصبة الامن في القاهرة لكن الصمت والحياد والتخريع ونخر الرمز هو من ذهب بمصر الى عالم مجهول، ولو لم يسترده الجيش لما كانت مصر الا صورة مثل ليبيا ومثل العراق ومثل سورية .

أيها الناس من العقبة الى عقربا ومن غور النهر الى لهب الحر في الصفاوي ثمة شيء في فراغ الرذاذ يطمح ان يكون هو حقيقة حياتنا ويوجهنا وعلينا أن نصحو ونفتح القلوب وبوابات الايمان بالعرش الهاشمي وبالوطن الأردني الذي هو رسالة أمة .

أول القصة إشاعة ، مظاهرة

في عام 1965 فجع الاردنيون بالضفتين الغربية والشرقية بهجوم اسرائيلي دبر في ليل شارك فيه عدة ألوية اسرائيلية دروع ومشاة وكذا عدد من أسراب سلاح الجو انقض هذا الجمع على قرية مسالمة في لواء الخليل بحجة ان متسللا قد فجر قنبلة في فلسطين 48 ، وعلى الرغم من البسالة التي أبداها الجيش العربي والمواطنون المحليون في التصدي بشجاعة الرجال ودفع النساء للمكروه وبعد أن استشهد من أستشهد أولهم موفق السلطي الذي ثأر من العدو قبل أن ينال شهادته حتى آخر جندي من الحويطات قدم دمه باسلا دفاعا عن ثرى الضفتين وعقب تلك المعركة المهولة انفجر بركان من التشكيك والتظاهر في كافة مدن الضفة الغربية والتخوين والمطالبة بالانفصال ولقد كانت أعتى المظاهرات قد وقعت في مدينة نابلس حين طالب المتظاهرون برحيل الاردن عن الضفة الغربية ما بين هذه الحملة المجنونة وسقوط الضفة الغربية عام 1967 كان هناك أقل من سنتين!!

لقد روج دعاة الانفصال في ذاك الوقت بتشكيك ممول مبرمج من أجهزة استخبارات شقيقة الى ان الانفصال عن الاردن اكثر فائدة ووطنية وعروبة ومصلحة لأهل الضفة الغربية واليكم النتيجة ماثلة بين اعينكم أيها الاردنيون الاحرار ، كيان في غزة كله لحية يموت المواطنون بسببه من العطش وسلطة بلدية أقل من محافظة وأكثر من مستوطنة في بعض الضفة الغربية .

اما العراق فقصته قصة القصص اذ ان التشكيك بسعار ناصري مجنون قد بلغ ذروته عام 1958 ووصل الى حد الدم ، العراق كانت مملكة هاشمية فيها النفط وفيها مؤسسة الاعمار وفيها البعثات لأوروبا وفيها الفن والتمر والجمال وبقية الصورة هي ماثلة لأعينكم أيها الاردنيون وللذين يدافعون عن الحبيبة سورية وكأن سورية ببلوغ قواتها درعا قد أضحت في عشية وضحاها سويسرا العرب والتقديرات الدولية تشير الى ان سورية بعد كل الذبح الذي أدرك المليون ونصف الشعب تقريبا هجر سورية فوق ذلك تحتاج الى مئتي مليار دولار حتى تعود كما كانت عشية انطلاق ما سمي بالثورة .

المملكة المصرية كانت مملكة تحوي جبلين من ذهب ودينْين بالمليارات في ذمة مملكة بريطانيا العظمى ومملكة بلجيكا وفيها النيل ترى فيه صورتك من عذوبة مائه وفيها الصحافة والجمال والفن والعز والعمال من اقطار الارض في خدمة المصريين من اليونانيين والطليان والانجليز والفرنسيين والليبيين كلهم كانوا في خدمة شعب مصر واليوم كل أردني يرفع صوته احتجاجا على البطالة يبدأ أغنيته المعروفة بضرورة ترحيل العمالة المصرية عن البلاد يا سبحان الله المصري في خدمتنا والفلبيني والعراقي والسوري ونحن مشغولون للاجابة على سؤال أين هو الملك ؟ من هو الذي عليه ان يجيب على السؤال؟

ان طارح السؤال هو المدان لأن كل الذين طرحوا هذا السؤال لايوجد في سيرتهم ما يشفع لهم وطنيا ان يطرحوه لأن كل حملة شعار أين الملك ومن جاورهم من دعاة العقد الاجتماعي الذين مرروه لجهالة او خيانة وجماعة الاعتقاد الذين توهموا انهم هم من أتوا بحكومة جديدة وهم من عينوا رئيس الوزراء الجديد هؤلاء وأولئك وما بينهما فاسق جاحد بحقوق الوطن عليه .

لقد أدى رفع شعار أين الملك الى ثقافة جديدة في مجتمعنا علينا النهوض فورا وحين أقول علينا أعني الحكومة كرئيس ووزراء والنواب رئيسا واعضاء والاعيان رئيسا وزملاء والكتاب واعلام الديوان والصحافة الوطنية والمتقاعدين الوطنيين الشرفاء الذين أقسموا ذات يوم على الإخلاص للملك والحفاظ على الدستور وخدمة الامة والترتيب من المشرع مقصود لأن الله سبحانه وتعالى قد وصف الذات الالهية ( في مقعد صدق عند مليك مقتدر) الاقتدار هو من يحمي الوطن ويحافظ على الرعية .

ان كل شرفاء الاردن عليهم اليوم ان يهبوا دون تأخير للتصدي لهذه المؤامرة التي لن تنتهي بعودة جلالة الملك الميمونة بل سيخترعون بعدها ان بقي الساح لهم الف سؤال وسؤال.

ان ثقافة الخلخلة والتشكيك لرمز الامة وضوء الشرعية وهامة الراية جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني ابن الحسين أعز الله ملكه المراد منها قبول ما رفضناه طوال حياتنا لمئة عام خلت وميزتنا عن كل العرب بعدم السماح المس بوريث الثورة العربية الكبرى وسبط الحبيب المصطفى وان من يبحث عن سلالته بأثر رجعي ينحني أمام هذه السلالة الكريمة الثابت أصلها .

لقد أفشت ظاهرة السؤال عدة اسئلة متتابعة وزعم استبدال الارادات في الدولة الاردنية اذ لا ارادة في الاردن لاعفاء حكومة او تعيين أخرى الا بارادة صاحب الارادة جلالة سيدنا الملك في التعبير عن طموحات الشعب الاردني .

إذ جرت العادة منذ عام 1989 بعودة الحياة البرلمانية فينا الى أرساء تقليد في مناقشة الثقة بالحكومات ان يبدأ النائب بإعلان ولائه لصاحب الحق في الولاء جلالة سيدنا الملك ثم الاشادة بسوار الوطن قواتنا المسلحة وجهازنا الامني واجهزة الدولة الاخرى ثم يبدأ النائب بتوجيه النقد الذي تفاوت في العشرين سنة الماضية بين النقد الجارح غير المسؤول لرئيس الحكومة وأعضائها ثم يعرض مطالبه الخدمية لمنطقته وما حولها ، او النقد الموضوعي البناء الذي يهدف الى مصلحة الوطن.

ولأول مرة في تاريخنا السياسي الاجتماعي ثمة أصوات انطلقت من تحت القبة في آخر جلسة للثقة أشادت بمناقبية دولة رئيس الوزراء د. عمر الرزاز وهو يستحقها والتذكير بنضال والده د. منيف الذي هو نضال قومي توازى مع مشروع نهضتنا الوطني ولم يكن جزءا منه ثم تم التغاضي ولأول مرة عن عدم ذكر ترس الوطن ورمحه القوات المسلحة والأجهزة الامنية ولم يتم التطرق لمظلة الوطن كافة دستوريا ودينيا وأخلاقيا جلالة الملك من البعض، و كانت هذه أول سابقة ظنا منهم ان شعبيتهم ستزداد ان فعلوا ذلك .

اما السابقة الثانية ان نائبا محترما وكريما قد طرح تساؤلات تمت بصلة في جوهرها الى حملة شعار أين الملك متسائلا ذلك النائب المحترم عن الصلاحيات التي (تتداخل ) على حد قوله بين جلالة سيدنا الملك وتابعيه ومنهم جلالة الملكة ولعل السؤال الذي لم يطرح بعد من يحق له او من فوضه الدستور الوثيقة التي تحكم علاقة الاردني بالأردني والاردني بمؤسساته من يخول هذا “الاحد” ! ليطرح سؤالا عن صلاحيات الملك وكيفية تفويضها .

اما وقد أذن احد النواب المحترمين لنفسه بهذا السؤال فإننا نستطيع أن نوجه له ألف سؤال ونبدأ بسؤال بسيط حول الصلاحية (ان فضت الدورة البرلمانية وكان هذا النائب نفسه قد وجهت له تهمة أي تهمة، أو ليس هذا النائب سيكون عرضة للتوقيف على عتبة باب المجلس الكريم لمجرد ان رفعت عنه الحصانة ، والسؤال من الذي منح هذه الحصانة لذلك النائب كي لايسجن وأوقفها ليواجه قدره؟ .

ان تفويض الصلاحيات الملكية ليس عرضة للخض والرض والاسئلة وكما الملحد الذي توصله أول أسئلته عن وجود الله سبحانه ستفضي به حتما الى جهنم وبئس المصير فإن فتح باب جهنم من الاسئلة غير الاخلاقية والتشكيكية وغير المسؤولة عن صلاحية الملك ستفضي بنا جميعا الى جهنم ، جهنم الفوضى وجهنم الدمار .

ولقد جرت تفويضات بصلاحيات جلالة الملك فاقت أي تصور ديمقراطي ، فلقد جرت مثلا تسمية المرحوم عبد الرحمن ارشيدات وصيا على العرش عام 1952 كحالة دستورية في تفويض الصلاحيات في التاريخ السياسي وهو مواطن اردني دستوري ليس من أفراد الاسرة المالكة وبالرغم من ذلك تم تفويض كامل صلاحيات الملك له باستثناء ما نص عليه الدستور في ذلك وصيا على العرش ، أوليس من حق جلالة الملك ان يفوض من يرى هو انه كفؤ ومؤهل لتنفيذ اي رغبة او أمر له بما فيه جلالة الملكة ، وجلالة الملكة اردنية وواعية وقادرة .

أسئلة برسم الشجاعة على كل أردني ان يتصدى لطرحها ، منذ متى الاردني يتحدث في أعراض الناس وملابس الناس ويتناول ابناء الناس وبنات الناس بالقيل والقال ( أيحب احدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ) لايهز الاردنيين ان بعض موتورين منهم قد تجاوز أخلاق الاردنيين المعروفة في كل الوطن العربي من حفظ للعرض وعفة في القول ونبل في النقد والترفع عن الأكاذيب.

ان الجرم الاخلاقي قد أدركه البعض حد الكفر حين ينشر صورة لجلالة الملكة رانيا حفظ الله لنا ذريتها وبرفقتها صاحب السمو الملكي الامير هاشم بن عبد الله حفظه الله وينسبها الى اجازة جلالة سيدنا الملك وجلالة الملكة الحالية ليكون عمر هذه الصورة اربع سنوات ، أوليس الافتراء يدرك الخسة ذاتها حين يتم تناول رجالات الدولة الاردنيين على صورة منظمة وبالتتابع لتحطيم صورتين الصورة الامنية العفيفة النظيفة لرجل جيشنا وامننا ومخابراتنا والصورة الثانية هو ان لا كبير في البلد سوى الاشاعة ، وسؤال كله براءة هل يستحق رجال المخابرات العامة في الاردن الذين كلهم منذ الربيع العربي لم ينعموا بيوم واحد هنيئا مع اسرهم كما أولئك الذين يجدون الوقت خصوم الاردن وأعداؤه ويجدون وقت فراغ بسبب الامن والراحة والطمأنينة المتوفرة لنا بفضل من الله وبارادة من جلالة سيدنا الملك وبتضحية من أولئك الرجال الرجال من أعلاهم مكانة حتى أقلهم رتبة الذي ظفروا بوعد من الله سبحانه ان أعينهم لن ترى النار لانها باتت تحرس في سبيل الله .

اصحوا وتنبهوا وباشروا ثورة ثقافية جامعة للتصدي لهذه الريح الصفراء التي تملأ الفراغ الاردني بأكاذيب وأثام وافتراءات ليس لها من الحق والحقيقة نصيب سوى ان صمتنا جميعا قد عزز في هذه الشرذمة التطاول والتواصل والاستمرار واقامة شبكة منظمة للنيل من هذا الوطن وخلخلة رمزه الأول وان كان كيدهم مردودا الى نحرهم فإن واجبنا الوطني الان وليس بعد دقيقة او نصف ساعة او ساعة من الان ان لا نتردد في النهوض جميعا بمسؤوليتنا لدحض الاشاعة ومحاسبة مرتكبيها وفضح نواياهم ونشر غسيلهم في العراء ، ان الامر حين يتعلق بالوطن فالصمت والخيانة يتساويان كما قرر ذلك وصفي ذات وجع وطني قاهر .

من الآن وجب علينا ان نقول لهم كفى ، ان شعار كفى هو ما يحتاجه الاردنيون بطبعته الاردنية ومضمونه الاردني لنخرس الالسن الممدودة وان ” كفى” الاردنية هي كفى بدلالاتها الوطنية والدينية والاخلاقية وليس كما استعملها غيرنا ونحن نصنع ما يجب أن يقال وواجبنا اليوم ان نقول كفى بالله شهيدا .

ايها الناس سيعود الملك بإذن الله غدا او بعد غد او بعد اسبوع او بعد دقيقة او بعد ساعة هذا أمر منوط بقرار سيدنا حفظه الله وبرعاية الله ،وما خاب الرجا بالهواشم الذين كانوا نذورا يوفون عهودهم على ايقاع قلوبنا وولائنا لهم لكن الهاشميين قادة وملوكا الذين اعتادوا على نقد بعض جاحدين أورثوا جاحدين لتكرر الشعار والوسيلة منذ منتصف الاربعينات حين جأرت أصوات (رديه) لتوجيه اللوم لطول مدة زيارة جلالة الملك الشهيد عبد الله بن الحسين لأسبانيا والذي اضطر موافاتها بالباخرة لأنه كان يكره ركوب الطائرة ومرورا بالنقد المر والمؤسف لأولئك الجاحدين حين وزعوا منشورا في عمان نال من سمعة جلالة المغفور له الملك الحسين وجلالة الملكة نور في الثمانينات وقبل احداث هبة نيسان بصورة أقبح مما هي عليه اليوم حين رفعوا شعارا كاذبا نسبوه الى صحيفة خليجية والصحيفة منه براء ووزعوه في كافة ارجاء الوطن كان ذلك الشعار( ملكة تتسوق وملك يتسول) ونشروا صورة جلالة الملكة نور الحسين زعما وزورا وبهتانا انها تدفع أعلى سعر خاتم ألماس في فرنسا ، أوليس الطابور (الردي) هو ذلك الطابور وحملة ذلك الإفك هم من يرددون اليوم أشياء تمت بصلة لعلاقات العائلة المالكة بعضها ببعض (لكن تعددت الاشكال في حبك الاشاعة والمصدر والسبب واحد) .

أيها الاردنيون ، هاهي ذات الشرذمة تكرر ذات القول وتردد ذات القصص والاسياد الهاشميون على مهلهم يزرعون وطنا بالأمل والثقة وعلى رأي جلالة سيدنا الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه كانت تجري نكتة على لسانه حين يتأخر سيل الاشاعات والاكاذيب حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا فيسأل أحد مرؤوسيه ( اتأخروا علينا الشباب اليوم … اتفقدوهم لايكون صار فيهم شي او حدا منهم مرض… ويبتسم من قلبه) .

ختاماً

في واحدة من المقابلات السياسية المهمة في التاريخ الاردني التي جرت لرئيس وزراء أردني عقب اغتيال جلالة المغفور له المؤسس الذي صنع دون سواه درب الشهادة فداء للاردن ذات آب من سنة 1951 مع مندوب مجلة المصور المصرية في عمان حين سأله هل تتوقع انهيار النظام الاردني؟ ، كان الاردن في ذلك الحين وطنا مجروحا يلملم دمه ودموعه بافتقاده قائده ومؤسسه بمؤامرة محلية اقليمية دولية دنيئة مددت مهلة اخفاء اسرار اوراقها على غير عادة وثائق الخارجية البريطانية عن السبعين عاما ، من عمان جاء رد ذاك السياسي البهي حرفيا ( يا بني هذا الوطن سيظل على المدى وطن الحرية والتنمية والازدهار وسيبقى ملاذا للعرب آنى واجهتهم أزمة او كارثة وما سؤالك اليوم الا صدى في داخلي اجيبك عليه ، سيأتي بعد مئة عام من هذا الـ آب صحفي مصري من احفادك ليقابل احفادنا وسيضع ذات السؤال وسيكون جواب احفادي كما أجيبك اليوم ، العرش الهاشمي باق والاردن باق ليظل مع العرب ولهم ) .

وشكرا لجلالة سيدنا الملك الذي لم يقطع اجازته ولم يخضع لضغوطات واهمة .

أيها الأردنيون

يا من انتم الحب على المدى والنقاء في الولاء والتضحية من أجل الوطن ومحاربة ( الدنية) غدا ستلتقون جلالة مليككم عينا بعين وحبا بحب واخلاصا بإخلاص وستكون حدود وطنكم مرسومة في قلب جلالة سيدنا ابي الحسين مثل لون عينيه الصارمة وبدلة فوتيكه التي تعرفونها خضراء كلها سنابل ، وتستمر المسيرة ، وتستمر من بعدها شائعات جديدة ، لكن مسيرة العطاء التي عنوانها صبايانا وسيداتنا العظيمات اللواتي نرفع رؤوسنا بهن ولاعيّرت تلك السيدات منهن بأجازة او مغنم ، تلك النساء الاردنيات التي عمدت دورهن جلالة تلك العظيمة سيدة الزين والشرف ام الحسين وجدة ابو الحسين حين أمرت الملكات والاميرات كلهن من بعدها والاردنيات في كافة ميادين الشرف في المستشفى والمدرسة والجيش والمزرعة والطائرة ، تلك النسوة اللواتي رسمن دورهن بعرقهن وكفاحهن ومطلع كل هذه الصورة الخلاقة جلالة الملكة رفيقة أبي الحسين وكنة الحسين واختياره ووالدة سمو ولي العهد الحسين شريكة رديفة تصدع لأوامر جلالة القائد وتنفذ ما يأمرها به وجلالتها من أهل بيته الذي وعد الله سبحانه وتعالى هذا البيت النبوي الكريم بالدم والمصاهرة ان يبعد عنهم الرجس ويطهرهم تطهيرا( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) هذا الوعد الالهي والايمان الاردني بالمُلك وبجلالة الملك وبحكمة جلالة سيدنا سيدحرون جميعا كل آفة الاعلام الجديد ويسقطون دعاته .

ان من صمد دون غيره في الربيع العربي ومن أغلق باب الحرب الأهلية من قبل ومن فتح قلبه وصدره للعرب لا تستطيع أي قوة ان تخترق وطننا ولا تزعزع لنا يقينا مهما امتلكت من وسائل الخداع في اكاذيب الصحافة ومنشورات الفيس بوك وفبركات اليوتيوب والاشاعات المنقولة المتداولة عبر الالسن التي ما فتئت تكرر أخطاءها .

نقول اليوم

جلالة سيدنا ابو الحسين عائد حين يقرر لان في ذلك مصلحة لنا جميعا وسيسافر متى يريد لان في ذلك فائدة لنا جميعا وهو الذي يعلمنا الغاء المسافة بين الخارج وبين الداخل ، لأن ثمة تعريفا للدولة قد طرأ بعد العاشر من نيسان عام 2003 بعد القبض على بغداد فالدول ايها الاردنيون لم تعد قادرة على الاستمرار بامكاناتها الذاتية وان كانت عتيدة مثل تجربة العراق بل ان تعريفا جديدا لبقاء الدول قد ألقى بظلاله منذ حين على ان شبكة الامان الدولية التي يصنعها القادة لدولهم وشعوبهم هي من تحصن بقاءهم فما بالكم بدولة نصفها من غير موارد ونصفها يمد يد العون لكل المحتاجين العرب .

أما أنتم يا من أقلقتم راحتنا في الايام الخوالي ، لاتستمروا في اختبار صبرنا فإن كان لديكم قوة الغدر فإننا نمتلك سطوة الثأر ، وان كان فيكم مختبئ خلف أصبعه فإن اصابع تقطع ان استمرت بالتمادي على مقدساتنا وليس عندنا أقدس بعد الله من جلالة سيدنا عبدالله وقواتنا المسلحة وليس اعز فينا من اجهزتنا الامنية التي ما زلتم تنازلونها باطلا بحق واشاعة بفعل وتطاولا بتواضع .

اعلموا ان في الجعبة لكم اشياء تليق بكم لأن الفراغ ليس قانونا والرذاذ ليس حكرا لأحد وكفى بالله شهيدا.

 

الاخبار العاجلة