حرب الوجود تتعاظم

10 أغسطس 2016آخر تحديث :
حرب الوجود تتعاظم

الكاتب – عمر الغول

10-8-2016

فلسطين القضية والشعب والتاريخ والجيو بوليتك، هي قضية صراع مع دولة التطهير العرقي الاسرائيلية وكل من يساندها من اجل البقاء على الارض وتحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي، واستعادة كل ملمح من ملامح السيادة الوطنية على كامل الارض الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين على اساس القرار الدولي 194.

ويخطئ مطلق إنسان يستخف او يستهين باشكال النضال الوطني او الدفاع عن الحقوق الفلسطينية في اي منبر او موقع سياسي او دبلوماسي او اقتصادي او ثقافي او صحي او تربوي او رياضي او اليكتروني. لان كل جزء من اشكال النضال لحماية المكانة والهوية والشخصية السياسية والجغرافية وعلى مختلف الصعد والمستويات يكمل الاجزاء الاخرى من النضال الاشمل والاعم لتحقيق مجمل الاهداف والمصالح الوطنية العليا.

في الآونة الاخيرة وتحديدا في الخامس والعشرين من تموز الماضي قامت شركة “غوغل” بحذف إسم فلسطين عن خرائطها، واستبداله بـ”إسرائيل”. في خضم معركة صراع الوجود مع الدولة الاستعمارية الاسرائيلية، التي نجحت مع حلفائها من الطغم المالية الاحتكارية ومؤسسات صنع القرار في الولايات المتحدة الاميركية والعديد من دول اوروبا في الضغط على شركة “غوغل” لحذف إسم دولة فلسطين. ونجاح إسرائيل الجزئي في هذه المعركة، التي لم تنتهِ، لا يعني إنتصارها النهائي، بل يمكن إعتبارها (معركة الوجود) بدأت الان في وعلى وداخل موقع شركة “غوغل” وغيرها من المواقع الاليكترونية. لاسيما وان الاعتقاد الاسرائيلي بالنجاح في هذه المعركة الهامة، يعتبر نوعا من التطير السياسي، وعدم تقدير دقيق لطبيعة المعركة.

الشعب الفلسطيني وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية ومعهم كل الحلفاء من الاشقاء العرب من المستويين الرسمي والشعبي وانصار السلام في العالم دول وشعوب ومنابر، لن يسمحوا لدولة الاستعمار الاسرائيلية لمجرد الفرحة بنجاح مشروعها، الذي هو جزء من مخطط اعمق واشمل يستهدف الوجود الكلي للفلسطينيين على مختلف الصعد والمستويات. وإسقاط إسم فلسطين من كل الخرائط والمعاجم والقواميس والمنابر والهيئات، لان الهدف الاستعماري الاسرائيلي يتمثل في إقتلاع كل ما له صلة بالشعب العربي الفلسطيني وهويته وتاريخه وجغرافيته، وحتى شطب اسماء قياداته وشعراؤه وكتابه ومفكروه وعلماؤه وموسيقيوه وفنانوه من مختلف الوان الفن، ويريد ان يغير اسماء الشوارع والحارات والاحياء والمدن والقرى والخرب والموانىء والجبال والانهر والوديان وحتى المقابر، لانه يريد انتزاع التاريخ والهوية العربية الفلسطينية من جذورها، كما سرق تراثه وميراثه التاريخي، كمقدمة للتصفية الكلية لقضية الشعب العربي الفلسطيني.

لذا معركة استعادة اسم فلسطين على شبكة “غوغل”، هي معركة حيوية وهامة، وجزء لا يتجزأ من المعارك العامة الاشمل والاوسع للشعب العربي الفلسطيني. وبالتالي بقدر ما هي معركة رأي عام فلسطيني وعربي ودولي، بقدر ما هي معركة القيادات السياسية من مختلف المستويات، ومعركة قانونية وثقافية فنية. الامر، الذي يفرض وضع خطة عمل وطنية وقومية واممية عامة وعلى كافة الصعد والمستويات لاستعادة اسم فلسطين، وتكريسها على خارطة الشركة المذكورة، التي للاسف ارتضت تحت ضغوط وابتزاز رأس المال الصهيوإمبريالي والملاحقات من قبل المتنفذين في الحقول ذات الصلة بعملها من الانصياع لمشيئة إسرائيل المارقة والخارجة على القانون. وهو ما يستلزم من القائمين على وضع الخطة العامة البحث المسؤول والعلمي في كل الزوايا المؤثرة لاستعادة اسم فلسطين من دون خوض معارك شعاراتية وغوغائية دون نتيجة. المعركة تحتاج الى اداة واعية وعميقة الادراك لكل الابعاد ذات الصلة بالمعركة، وتحتاج إلى المال والدعم اللوجستي الشعبي والرسمي حيثما امكن للفوز بالمعركة، ودحر المخطط الاستعماري الاسرائيلي. فهل يتحرك الفلسطينيون واشقاؤهم وحلفاؤهم قبل فوات الاوان؟ 

الحياة الجديدة

الاخبار العاجلة