حياة أسرانا في خطر وعلى الجميع تحمل مسؤولياته

14 أغسطس 2016آخر تحديث :
حياة أسرانا في خطر وعلى الجميع تحمل مسؤولياته

بقلم: حديث القدس – القدس

المناشدة التي أطلقها أمس، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع والموجهة للمجتمع الدولي وكافة أصحاب الضمائر الحية في العالم لمنع قيام اسرائيل بقتل الأسرى المضربين عن الطعام وخاصة الأسير بلال الكايد والأسيرين الشقيقين محمد ومحمود البلبول وغيرهم هي مناشدة تدلل بصورة واضحة وجلية بأن اسرائيل تستهدف هؤلاء الأسرى مستغلة بذلك انشغال العالم بقضايا أخرى مثل محاربة داعش وأخواتها وانشغال الدول العربية باقتتالها الداخلي.

فالأسير الكايد دخل أمس شهره الثالث في إضرابه عن الطعام وهو في حالة صحية حرجة للغاية وهو معرض للموت في أية لحظة ورغم ذلك وبدلا من استماع المحكمة العليا الاسرائيلية لمطالبه بالإفراج عنه لأن اعتقاله الإداري غير قانوني ويتعارض مع الأعراف والقوانين الدولية لأنه جاء بعد انقضاء مدة محكوميته البالغة ١٤ عاما ونصف العالم، بدلا عن ذلك أجلت هذه المحكمة النظر في طلب إنهاء اعتقاله الإداري حتى شهر تشرين الأول القادم، أي أن هذه المحكمة هي الأخرى حكمت عليه بالموت البطيء لأنه مصر وصمم على مواصلة إضرابه عن الطعام حتى تحقيق مطالبه.

وكذلك الأمر مع بقية الأسرى المضربين عن الطعام خاصة الشقيقين بلبول اللذين دخل إضرابهما عن الطعام حوالي ٤٠ يوما وصحتهما في تدهور مستمر، دون ان تعير إدارة السجون او سلطات الاحتلال الاسرائيلي أي اهتمام لأوضاعهما، بل على العكس من ذلك تتجاهل عن قصد تدهور حالتهما الصحية مع بقية الأسرى المضربين عن الطعام وكذلك المتضامنين معهم والذين وصل عددهم الى حوالي ٨٠ أسيرا.

ان ما تقوم به اسرائيل من انتهاكات بحق الأسرى هو أبعد من عمليات القمع والتضييق على الأسرى، بل إنها تستهدفهم سياسيا خاصة بعد ما فشلت في تفريغهم من مضمونهم ومحتواهم النضالي، وجعلهم مجرد أرقام، فإنها تعمل حاليا بكل الوسائل من أجل النيل من حياتهم من خلال تجاهل إضرابهم الاحتجاجي عن الطعام والذي لجأوا اليه بعد ان استنفدوا كافة الطرق الأخرى لتحقيق مطالبهم.

ان المجتمع الدولي وكل منظمات حقوق الانسان المحلية والعربية والعالمية مطالبة الآن وأكثر من أي وقت مضى، بمنع اسرائيل من النيل من حياة الأسرى خاصة وأنها ترفض معاملتهم كأسرى حرب، بل أسرى أمنيين، وتمارس بحقهم كل ما يتعارض مع الأعراف والقوانين الدولية خاصة اتفاقات جنيف المتعلقة بالأسرى.

ان مواصلة الصمت الدولي على انتهاكات اسرائيل شجعها ويشجعها على مواصلة هذه الانتهاكات التي أودت بحياة عشرات الأسرى داخل سجونها الأشبه بسجن الباستيل، وعلى العالم أن يرفع صوته عاليا ضد هذه الانتهاكات، فالأسير الفلسطيني هو أسير حرية وأسير حرب وليس من العدل ان تستمر اسرائيل بقمعهم والنيل من حياتهم على مرأى ومسمع العالم قاطبة.

وعلى جماهير شعبنا مواصلة حملات التضامن معهم وتوسيع هذه الحملات لتشمل كافة فئات شعبنا، لانه بدون ذلك ستواصل اسرائيل النيل منهم وهو ما لا يرضاه أصغر طفل فلسطيني وعربي، فحياة الأسرى في خطر، وعلى الجميع الوقوف إلى جانبهم وتحمل مسؤولياته تجاههم.

الاخبار العاجلة