غزة: “كيف صارت” .. دعاية “حمساوية” للانتخابات المحلية تثير حملة من الانتقادات

16 أغسطس 2016آخر تحديث :
غزة: “كيف صارت” .. دعاية “حمساوية” للانتخابات المحلية تثير حملة من الانتقادات
بقلم –  يوسف الشايب
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة «فيسبوك»، دعاية قيل إن أنصار حركة حماس في قطاع غزة، روجوا لها في إطار صراعهم «الديمقراطي» في التنافس على مقاعد المجالس البلدية، في الانتخابات المحلية المزمع عقدها في الثامن من تشرين الثاني المقبل.
والدعاية عبارة عن صور لمواطنين غزيين يحملون بين أيديهم لافتات عليها عبارات تبدأ بـ»كيف صارت»، وجلها بالعامية، وتروج لأن قطاع غزة بات أفضل بعد الانقسام في صيف العام 2007، وسيطرة حركة حماس عليه، في هجوم مبطن وأحياناً يبدو مفضوحاً على المنافسين من الحركات الأخرى، سواء حركة فتح أو أحزاب اليسار الفلسطيني الموصومين بالترويج للفحش والفجور، استكمالاً لما أثارته إحدى مناصرات حركة حماس نفسها بتصريحات انتشرت على ذات المواقع، تشير فيها إلى أن الإسلام بدأ مع تأسيس حركة حماس
غزة: «كيف صارت» ..
 في العام 1987.
ومن بين هذه العبارات ضمن حملة «كيف صارت»، واحدة تقول بين يدي حاملها «ما عاد عنا مراقص وملاهي وخمارات زي ما كان»، وآخر يحمل لافتة أخرى في «الحسبة»، ومن خلفه تبدو «كرتونة بندورة إسرائيلية»، جاء فيها «مساجدنا صارت أكثر وأحلى ومليانة ناس»، في حين حمل ثالث وهو مسن على دراجة نارية شبه بالية لافتة كتب عليها «المدرسة بجوار البيت بعد ما كنت أمشي 3 كيلو»، ما دفع كثيرين للتعليق بأن هذا المسن لا يزال يدرس أم مدرس أم ماذا؟!
وفي إطار الحملة الدعائية الانتخابية لحركة حماس «كيف صارت»، رفع طفل في أحد شوارع القطاع عبارة في لافتة جاء فيها «شهادة الميلاد صارت تطلع في 5 دقائق»، بينما أثارت لافتة حملها رجل ثلاثيني على ما يبدو حفيظة الكثيرين ممن اعتبروها تكفيراً لغير أنصار حركة حماس أو فكرهم أو أيديولوجيتهم، ومعاداة للفن، حيث طبع عليها «صاروا أطفالنا يتعلموا على السلاح بعد ما كانوا يعلموهم الرقص» !
ووصف د. فضل عاشور جوهر هذه الحملة بأنه يقوم على فكرة «أن حماس هي من أدخلت الشعب إلى الإسلام، وأن سقوطها هو سقوط للإسلام».
وعلق الإعلامي عماد الأصفر على الحملة، بالقول: دعاية حماس الانتخابية جميلة وذكية ومباشرة، ولكنها كاذبة تماماً، وهو ما ينفي عنها الصفات السابقة .. قد تستطيع «حماس» أو غيرها خداع بعض الجمهور لبعض الوقت، ولكنها لن تستطيع خداع كل الجمهور طوال الوقت .. باختصار أبناء القطاع المنكوب وعندما يَرَوْن هذه الدعاية لا يملكون الا الاستهزاء، والسخرية المرة، والضحك حتى البكاء مما يشاهدون .. الشعب عن بكرة أبيه يرغب في الهجرة عن غزة.
أما الفنان خالد الحوراني، فأكد عبر صفحته في «فيسبوك»، بأن «دعاية حماس لا تعادي الاحتلال»، وقال: بعيداً عن غباء «حماس» الاجتماعي وهي تنشر دعايتها الانتخابية، هناك غباء سياسي فاضح .. كيف لحركة مقاومة أن تؤسس برنامجها على تكفير المجتمع الرازح تحت الاحتلال، وتركز حملتها على معاداة مجتمعها، وعلى الفن والثقافة وليس على مقاومة الاحتلال .. المراقب لدعايتها يمكن أن يلاحظ بتجرد تناقضها مع فلسطينيين آخرين بنسبة ٩٠٪ وتناقضها مع الاحتلال بالكاد يُلحظ.
وفي محض تحليله لخطاب حملة «حماس» الدعائية للانتخابات البلدية (كيف صارت)، والتي خرجت حملة مناهضة لها تبرز عكس ما يرد في العبارات المحمولة بعنوان ساخر «شكراً حماس»، وهو ذات العنوان الذي رفعته حملة دعائية لـ «حماس» في البداية، قال الشاب الجامعي محمد سرحان ساخراً: دعاية «حماس» الانتخابية تدلل على أن الشعب قبل «حماس» كان يتبع كفار قريش وأصبح الآن بحمد الله ونعمته يتبع مسلمي المدينة، وأن الشعب كان أقرب لفيفي عبده وأصبح الآن بحمد الله ونعمته أقرب لقناص الفلوجة، خاتماً حديثه بوصف حملة «كيف صارت» بأنها «دعاية مبتذلة».
الايام
الاخبار العاجلة