في يوم التضامن: العالم يقف إلى جانب فلسطين

29 نوفمبر 2018آخر تحديث :
في يوم التضامن: العالم يقف إلى جانب فلسطين

رام الله- صدى الإعلام

في اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، تحيي الأمم المتحدة، في يوم 29 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام، وفقا للولايات المخولة من الجمعية العامة في قراريها 32/40 باء المؤرخ 2 كانون الأول/ ديسمبر 1977، و 34/65 دال المؤرخ 12 كانون الأول/ديسمبر 1979، والقرارات اللاحقة التي اتخذتها الجمعية العامة بشأن قضية فلسطين.

 ويتيح هذا اليوم للمجتمع الدولي الفرصة للتذكير بأن القضية الفلسطينية لم تُحل بعد، وأن الشعب الفلسطيني لم يحصل بعد على حقوقه الغير قابلة للتصرف على الوجه الذي حددته الجمعية العامة، وهي الحق في تقرير المصير دون تدخل خارجي، والحق في الاستقلال الوطني والسيادة، وحق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي أُبعِدوا عنها.

لقد كان اختيار يوم 29 من تشرين الثاني بالتحديد، لما له من معان ودلالات للشعب الفلسطيني، ففي هذا اليوم من العام 1947، أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار التقسيم 181 الذي يقضي بإقامة دولة عربية إلى جانب دولة يهودية، في الوقت الذي تبقى فيه القدس خاضعة للوصاية الدولية الخاصة، إلا أن إسرائيل حتى يومنا هذا لم تلتزم بهذا القرار، مستمرة في إدارة ظهرها للقرارات الدولية والتنصل منها.

في هذا اليوم، واستجابة لدعوة الأمم المتحدة، تعقد الحكومات أنشطة تضامنية مع الشعب الفلسطيني، منها إصدار رسائل خاصة تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وتنظيم عقد الاجتماعات، وتوزيع المطبوعات وغيرها من المواد الإعلامية، وعرض الأفلام.

في هذا الوقت، تعقد اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، تعقد جلسة خاصة سنويا لإحياء هذا اليوم الدولي للتضامن، ويجري في الجلسة قراءة رسالة من رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ورئيس دولة فلسطين.

مع حق إقامة دولة فلسطينية مستقلة

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ، خلال الاحتفال السنوي المقام بالمقر الدائم للأمم المتحدة بنيويورك، لإحياء اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني على دعم الأمم المتحدة لحقوق الشعب الفلسطيني وحقه بتأسيس دولته المستقلة على حدود عام  1967 والقدس الشرقية عاصمتها.

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن “الجمعية العامة أسست هذا اليوم لتذكيرنا بالمهمة غير المكتملة تجاه الشعب الفلسطيني” على حد قوله.

في هذا الوقت، أكد غوتيريش على أن سياسة “العقاب الجماعي والعنف والتحريض والخطوات الأحادية جميعها لن تؤدي إلى حلول”، داعيا إلى  اتخاذ خطوات جريئة وتنفيذ حل الدولتين على حدود عام 1967.

بدوره أعرب السفير الفلسطيني للأمم المتحدة، رياض منصور، نيابة عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أعرب عن امتنان دولة فلسطين للمنظمات غير الحكومية والدول الداعمة والشعوب المتضامنة مع الشعب الفلسطيني.

وقال منصور ” اعتمدت الجمعية العامة ومجلس الأمن وغيرها من منظمات الأمم المتحدة قرارات قوية تدعم قضية فلسطين و نعرب عن أسفنا عن عدم تنفيذها مما أدى إلى حرمان الشعب الفلسطيني وبشكل مستمر من حقوقه، الأمر الذي سمح لإسرائيل أن تتصرف وكأنها فوق القانون”، مشيرا إلى ان السلطة الفلسطينية ما زالت ملتزمة بالاتفاقيات الدولية ولم ترفض الذهاب للمفاوضات ومستمرة بالحفاظ على ثقافة السلام ومحاربة الإرهاب في منطقتنا.

وحث منصور جميع الدول على ضرورة دعم وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا)، وخاصة بعد العقوبات الأميركية ضدها في محاولة تغييب قضية اللاجئين الفلسطينيين.

من جانبها قال قالت رئيسة الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ماريا فيرناندا إسبينوزا ، ” يجب أن يذهب هذا التضامن إلى أبعد من الكلام… وضع الشعب الفلسطيني صعب ووصمة عار لضمير المجتمع الدولي”.

وأضافت سبينوزا “لا يكفي القول إننا نتضامن مع الشعب الفلسطيني، الوضع الحالي ووفقا لإحصائيات منظمات الأمم المتحدة الإنسانية،  يظهر أن 43 بالمئة من الشعب الفلسطيني من اللاجئين، وهناك انعدام للأمن الغذائي وبشكل واضح في قطاع غزة ناهيك عن عدم وجود مياه صالحة للشرب والاستخدام وبشكل واسع لنسبة عالية من أهالي القطاع”.

إلى ذلك أعرب السفير الصيني ما زاو خو ، الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لأعمال مجلس الأمن للشهر الجاري عن قلقه إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، داعيا إلى الحد من المعاناة الاقتصادية والاجتماعية للفلسطينيين، واستئناف المفاوضات الرامية لإحلال السلام بينهما.

 الحكومة: يجب إنهاء آخر احتلال في التاريخ

بدورها، جددت حكومة الوفاق الوطني، مطالبتها المجتمع الدولي بالعمل الجاد والسريع من أجل تطبيق القوانين والشرائع الدولية، التي تنص على انهاء الاحتلال الاسرائيلي، وتمكين شعبنا الفلسطيني من نيل كافة حقوقه المشروعة .

وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود، في بيان صحفي، اليوم الخميس، لمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، إن هذا اليوم بما يمثله على المستوى العالمي، يجب ان يتخطى حدود التذكير بالمأساة الفلسطينية، إلى العمل من أجل تمكين شعبنا من إقامة دولته المستقلة كاملة السيادة على كافة الاراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية .

وأضاف أن المجتمع الدولي يتحمل جزءً هاماً من المسؤولية ازاء استمرار الاحتلال وإزاء الجرائم والفظائع  التي يرتكبها بحق ابناء شعبنا وأرضه وممتلكاته ومقدساته .

تصحيح أخطاء الماضي

شدد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، د. صائب عريقات، على أن المطلوب من الدول اتخاذ خطوات عملية وملموسة، وأن  على الدول ترجمة دورها عبر الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، والاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، جاء ذلك خلال مشاركته في إحياء اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني في سفارة فلسطين في برلين.

إلى ذلك طالبت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، المجتمع الدولي البدء في عملية التصحيح التاريخي والوقوف أمام مسؤولياته العالمية لإعلاء شأن العدالة والكرامة للجميع، بما في ذلك ما يتعلق بالحقوق الفلسطينية الإنسانية والقانونية.

بدوره قال الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية د.مصطفى البرغوثي إن حركة المقاطعة والتضامن مع الشعب الفلسطيني حققت ليلة أمس وعشية يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني انتصارا جديدا، بتصويت البرلمان الايرلندي بأغلبية ساحقة على قرار باستكمال مشروع مقاطعة المنتجات التي تنتج في أراض محتلة ما يعني فرض مقاطعة شاملة على بضائع المستوطنات الإسرائيلية.

وأضاف البرغوثي ان هذا الانجاز تحقق بفضل تعاونهم مع مؤسسات حركة التضامن الايرلندية (صداقة)، ومؤسسات المجتمع المدني الايرلندية.

الاخبار العاجلة