ما سر اعتذارات قادة “حماس” السابقين المتكررة عن إخطائهم وحركتهم بحق شعبنا؟

17 أغسطس 2016آخر تحديث :
ما سر اعتذارات قادة “حماس” السابقين المتكررة عن إخطائهم وحركتهم بحق شعبنا؟

أثار اعتذار القيادي البارز والمؤسس في حركة حماس وجهازها العسكري، كتائب عز الدين القسام محمد نظمي نصار، لشعبنا وقيادته التاريخية والوطنية وفصائله الوطنية، ردود فعل قوية على مواقع التواصل الاجتماعي، لتوجيهه انتقادات للسياسة التي اتبعتها حركة حماس صوب القضية الوطنية لشعبنا ولا تزال مستمرة بها، خاصة أن الاعتذار حمل وعبر عن الكثير من المرار والألم تجاه الأخطاء التي ارتكبت بحق القيادة التاريخية لشعبنا الفلسطيني.

وفي مقابل ذلك، أكمل اعتذار نصار، شهادة أخرى من قيادي بارز سابق في حماس، قالها في النصف الثاني من الشهر الماضي، وهو خضر محجز، التي وضعت “حماس” في ركن زاد من إقصائها في الشارع في قطاع غزة، والذي بات يتلهف ليوم الخلاص من نيرها.

ولاقى اعتذار نصار الذي جاء كتدوينة على موقعه “الفيس بوك” رواجا كبيرا، وخلف تعليقات تعد بالمئات ويصعب حصرها، جميعها قدمت التحية لهذا القائد الذي خرج عن صمته حتى وإن كان متأخرا.

وجاء في تدوينة اعتذار نصار الذي لم تتمكن “وفا” من الاتصال به لعدم رده على هاتفه المحمول:

محمد نظمي نصار

“اعتذر للشعب الفلسطيني، في الداخل والخارج، ولرئيس الشعب الفلسطيني الخالد، ياسر عرفات أبو عمار.

اعتذر لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، اعتذر للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اعتذر للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، اعتذر للجبهة الشعبية القيادة العامة، اعتذر للحزب، اعتذر للصاعقة، اعتذر لجبهة التحرير العربية، اعتذر لفدا، اعتذر للمبادرة، اعتذر لكل فلسطيني صغيرا ام كبيرا حيا أو ميتا، والاعتذار الخاص في غزه للرمز الوطني الكبير حيدر عبد الشافي البطل الذي سطر بطولة فريدة ومن نوع خاص في مدريد، اعتذر لكم عن هول الكراهية لكم والتي كانت تسكنني، وعن العمل الدؤؤب لكي لا يكون لكم مكان على خارطة الوطن الجغرافية والسياسية.

اعتذر لكم عن حلمي الأكبر وهو أن تكونوا جميعا، راقدين تحت الارض امواتا بلا حراك، وارجو أن يغفر الله لي على هذا التلبيس من إبليس من أن هذه الكراهية ستوصلني إلى الحور العين، والفردوس الأعلى.

يا الله يا الله يا الله، لقد حرمت كثيرا من نعمة الاختلاف والاختلاف، ودمر وطني لأنني لم أفهم قبول الاخرين، والأدهى من ذلك كنت اعتقد أنني اعمل دين، ارجو ان تتقبلوا اعتذاري واعلم أن هذا ربما لا يفيد، بعد هذا الدمار والخراب في الدين والوطن والانسان، ولربما ندرك ذات يوم أن الطبيعه تقبل في الغابة، التنوع وجمال الغابة بتنوعها واختلافها، فيها الاسد والفيل وفيها الغزال وفيها الثعلب وفيها الزرافة وفيها وفيها أيضا كل الطيور واصواتها الرائعة وفيها كل النباتات وكل الورود الجميلة وايضا فيها القبيح، لكنهم صنعوا لنا لوحة الغابة اتمني ان نستفيد منها في التنوع.

ابنكم أبو صهيب محمد نظمي نصار”.

وفي متابعة لصفحة نصار كانت تعليقات الثناء على اعتذاره وقوله الحق بعد هذه السنوات من الصمت، حيث قال سليمآن حميد: “أن تأتي متأخرا خير من الا تأتي، هكذا هم العظماء من يحملون هموم وطنهم ولا يتنكرون الا للسيئ من التاريخ، ادامك الله منيرا”.

أما عماد الشيخ خليل فكتب: “كل الاحترام لك فعلا انت قائد بكل معنى الكلمة مبارك لك التحرر من العبودية”. بينما كتب Sami Mohammed Abo Tareq “أسال الله العلي القدير أن يتقبل الله عملك لصالح هذا الوطن انت انسان شجاع مخلص ادامك الله”. ودون Yousef Omar “أحسنت القول وأجدت”.

عبارات الثناء كانت جميعها لشجاعة نصار وكسره للصمت والانقياد لقرارات قادة حركة حماس، وأنها دعوة من المعلقين لكل انسان بأن يكون انتماؤه خالصا لفلسطين، ويتحلى بالجرأة ولفظ كل ما يسيء لقضيتها العادلة.

فقال Zaki Bader: “احييك على صدق انتمائك للوطن ونبل مشاعرك كلامك كلو ضمير وشجاعة. في حين قال Jalal Khalil: “أخى أبو صهيب لك كل الاحترام والتقدير…إن هذا الاعتذار دليل على شجاعتك ووطنيتك وأتمنى أن يفعلها الكثير من المضللين. بينما قال اياد مرتجى: “هذا من شيم الأخلاق”.

ورأى سلامة العوضي في الاعتذار رسالة من المفترض ان تدرس لكي تعلم الاجيال التي تتربى على الحقد أن الوطن أكبر وأسمى من كل الاعتبارات، ولكي تعلم أن الأوطان لا تبني إلا بالشراكة وقبول آراء النخب، وإن لم يعجبنا ما يقولون.

وقال Nedal Arabeed: “أتمنى أن تصل هذه الرسالة إلى كل أبناء حماس ليقرأوا تجارب الصادقين ويعتذروا لشعبنا عما بدر منهم عندما تم تغييب عقولهم على يد الأمير. في حين قال: Raminaim Rami Naim: “يا ابو صهيب الفكر الظلامي غير القابل للتعددية وقبول الاخر هو نهج تدميري جاءنا من مدارس الكهنوت وتفشي بيننا باسم الدين، ولكن وعيك ورشدك وبحثك عن الحقيقة انار لك الطريق فكن نبراسا كما كنت فدائيا، وكن بخير دائما”.

أما أحمد أبو عريضة أبو المجد فقال: “عندما كنت مطاردا تقارع الاحتلال.. لم نتذكر وقتها الا محمد نصار المقاتل العنيد.. ولم يكن في قلوبنا لك الا الامنيات بالسلامة دوما … بندقيتك كانت قطعة الحرير التي تمسح عن القلب اي لحظة كره .. احببناك كما احببنا كل عشاق البندقية وقبل ان نرى الفيس بوك او نتواصل معك .. ثقافتنا لا يهددها ولي أمر ويتوعدها بالنار والعذاب … ثقافتنا ثقافة الشارع الفلسطيني الطيب المحب لبعضه .. لك مني كل الاحترام”.

ما سبق كان جزءا يسيرا من التعليقات على هذا الاعتذار الذي كان مثار تساؤل واندهاش من الكثير، لخروجه عن العرف المتبع في حركات حماس والمتمثل في انصياع العناصر لولي الأمر في الحركة والاختلاف معه يصنف في مصاف الخيانة، إلا أنه في نفس الوقت فتح باب التساؤلات لدى المواطنين عن مدى خطورة خطط “حماس” وممارساتها التي جعلت قائدا بهذه المكانة يخرج عن صمته بهذه الطريقة الملفتة، كأن لسان حالهم يقول: “وشهد شاهد من أهله”.

وسارع الكاتب خضر محجز من قطاع غزة، إلى إجراء مشاركة لما كتبه نصار على موقعه على التواصل الاجتماعي “الفيس بوك”، وهو كاتب صحفي وأديب روائي، كان في السابق قياديا بارزا ومعروفا في “حماس” على مستوى قطاع غزة، واعتقل مرات عدة في فترة الانتفاضة الأولى في معتقلات الاحتلال الاسرائيلي بسبب انتمائه وقيادته لحركة حماس.

وفي النصف الثاني من الشهر الماضي اعتقل أمن حماس الكاتب محجز، بناء على كتابات نشرها وقتها ضد “حماس”، لأن الحادثة وضعت الحركة في موقف محرج للغاية لنشره سلسلة من التعليقات تنتقد الحركة بعنوان “كيف غدوت من الإخوان”، شرح فيها سبب خروجه من حماس وتنظيم الإخوان.

وكان محجز كتب على صفحته قبل اعتقاله بساعات “كيف غدوت من الإخوان المسلمين 125”. وجاء فيها “دعونا نتذكر سياق الكلام الأول لهذا الحديث، حين سأل سائل: كيف أمكن لمثقف أن يُخدع فيصير من الإخوان المسلمين، على ما في ذلك من تناقض؟ فبدأت ردي -إن كنتم تذكرون- بقولي: إن الإخوان المسلمين، في الماضي، لم يكونوا دعاة عنف، ولا كان لديهم ما ينهبون”. وقد سبقها رقم 123 بانتقاده تأخر حماس في حمل السلاح ضد الاحتلال، فيما حمله تنظيم حركة الجهاد قبلها، وكتب ضمن تغريدته يقول “إذن فقد امتشق الجهاد سلاحه وبدأ بشن عمليات عسكرية ضد العدو، منذ وقت مبكر تلا إعلان حضوره في غزة، فيما نحن نواصل التربية، ولا أعلم متى كنا سنجاهد، لو لم تندلع الانتفاضة؟”.

وحملت تدوينات محجز وقتها حول خروجه من الإخوان كثيرا من الانتقادات لنهج حركة “حماس”، خاصة انه كان يروي قصصا من عمل وأنشطة الحركة، فترة وجوده على رأس الهرم التنظيمي، كذلك كان محجز قد كتب قبل اعتقاله بوقت قصير تدوينة أخرى انتقد فيها حكم حماس في غزة.

وكان محجز تطرق لـخلافات حماس الداخلية، وأكد أن هناك خلافا بين المستويين العسكري والسياسي، وقال “ان هناك خلافا قويا وصل إلى حدود غير مسبوقة”.

الاخبار العاجلة