إرهابيون.. هاتوهم إلى الجنايات الدولية

23 ديسمبر 2018آخر تحديث :
إرهابيون.. هاتوهم إلى الجنايات الدولية

موفق مطر-الحياة الجديدة

قد تكون مهمة رصد المستوطنين وجنود الاحتلال منفذي عمليات قتل ابنائنا صعبة، لكنها ليست مستحيلة اذا تكاملت جهود المؤسسات الوطنية الرسمية والشعبية والحقوقية الدولية العاملة عبر فروعها في فلسطين.


الرصد المطلوب واعداد البيانات والوثائق والأدلة والبينات على جرائم جنود وضباط الاحتلال وجيش الجريمة الموازي (المستوطنون المسلحون) باتت ضرورة قصوى وقواعد ارتكاز لخوض المعركة مع نظام الارهاب والاستيطان والعنصرية في تل ابيب في ميدان القانون والقضاء الدولي.

نحتاج الى حملة توعية وتثقيف شاملة للمواطنين قيادات العمل الوطني والانساني والحقوقي ليتمكن ذوو كل ضحية فلسطيني من اداء مهمته في هذا السياق بالتوازي مع عمل مؤسسات دولة فلسطين الرسمية وبالتنسيق معها لوضع كل الحقائق والوقائع في ملفات ادعاء على المتهمين (المحددين) لدى محكمة الجنايات الدولية، فعمليات القتل والتدمير الارهابية التي يرتكبها جنود الاحتلال والمستوطنون لم تأت في اطار عمليات حربية بين طرفين، وانما هي مجازر بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى ضد مواطنين فلسطينيين ابرياء، وأحدث دليل الفتى قاسم العباسي 17 عاما من القدس والفتى محمد الجحجوح 16 عاماً في غزة.

المستوطنون قتلوا الفتى قاسم بعدما تاه مع أقربائه الشبان الثلاثة الذين كانوا يستقلون سيارة خاصة في سبيلهم الى مدينة نابلس، فدخلوا عن غير قصد الى طريق مستوطنة على المدخل الشمالي من مدينة البيرة ورام الله فانقض عليهم المجرمون المستوطنون كانقضاض ضبع جائع على حمل، أما في غزة فقد قتل جندي من جيش الاحتلال الفتى الجحجوح عن بعد، ربما بعد رهان مع جنود آخرين لإثبات قدرته على التصويب وتفجير رأس هذا الفتى الفلسطيني، لأنه لم يستطع تحمل ندائه الى ضمير العالم لمساندته في نيل حقه في الحياة بكرامة وحرية ككل شباب وأطفال العالم.
سفك الدماء، والقتل عمدا بتجرد مقصود من الرحمة والانسانية جوهر عقيدة الغزاة لارهاب وارعاب اصحاب الأرض الأصليين، وما يحدث في فلسطين تجسيد فعلي وعملي، ليس مستحدثا ولا حتى مستغربا، لكن ازدياد وتيرته تدفعنا للتساؤل عما يهدف اليه رؤوس نظام الغزو والاحتلال والارهاب الاستعماري العنصري العسكريين والسياسيين على حد سواء.

تنتاب هؤلاء هستيريا القتل لمجرد استشعارهم بارتفاع درجة حرارة المقاومة الشعبية الفلسطينية، وتقلص نفوذهم وتأثيرهم السياسي في المحافل الدولية، فيحاولون عبر هذا الشكل من الارهاب الدموي حلحلة الحصار الفلسطيني على سياستهم، اذ لايمكنهم تصور نجاح القيادة الفلسطينية في تشديد الحصار السياسي عليهم وابطال مفاعيل تأثيرهم في الأمم المتحدة مثلا، او لدى برلمانات وحكومات ومنظمات دولية كانت على الدوام مؤيدة لهم، فيما هم يشددون الحصار العسكري والمالي والاقتصادي على الفلسطينيين في الضفة الفلسطينية والقدس وغزة لإخضاعنا ودفعنا للاستسلام والقبول بمشاريعهم الهادفة لاستعباد الشعب الفلسطيني.

يبقى الرعب مسيطرا على نفوس الذئاب البشرية (المستوطنين) رغم الحماية اللامحدودة والغطاء من المستويين السياسي والعسكري، ورغم مظاهرهم التي يبدون عليها أثناء انفلاتهم في الشوارع والطرقات، واندفاعهم لايذاء الفلسطينيين وبلوغهم ذروة اللذة النفسية في قتل الفلسطيني ايا كان جنسه او عمره !!.

ليس الرعب ولا الهستيريا، ولا الرغبة الجامحة لسفك دماء الفلسطينيين، ليس كل هذا وحسب أسباب زيادة وتيرة جرائم الحرب الاسرائيلية، بل لإدراك المخططين والمنظرين الاستراتيجيين، وقادة النظام العنصري في تل أبيب المشرعين منهم والتنفيذيين بأن قادم الأيام والسنين ليس في صالحهم، وانما يميل بشكل جلي وواضح الى جانب الحق الفلسطيني، ولعلهم يتبينون ذلك من نتائج التصويت على القرارات لصالح الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية وفي سيادته على ارضه، والأهم من هذا ارتفاع مستوى الانتماء والوعي الوطني لدى الاجيال الفلسطينية الصاعدة، مايعني انهم سيواجهون اجيالا فلسطينية وارثة لمعاني الوطنية، والتضحية والفداء، والرؤية المتقدمة للبناء والتحرر والاستقلال والسيادة.. لذا رفعوا وتيرة ارهابهم الدموي، وكل ما يفعلونه أنهم يعيدون عمليا تذكيرنا وتذكير العالم بسيرتهم الأولى عندما ابتدأوا غزو وطننا فلسطين مع فوارق الأدوات والأساليب وأعداد الضحايا في كل مجزرة.

الاخبار العاجلة