بالمختصر …وربما المفيد

13 يناير 2019آخر تحديث :
بالمختصر …وربما المفيد

ازدياد التطبيع يعني تراجع الإهتمام بقضيتنا

يتحدثون في اسرائيل عن ازدياد التطبيع الرسمي والشعبي العربي معهم، ومن امثلة ذلك زيارة نتنياهو الى سلطنة عمان والوزيرة المتطرفة ريغيف الى الامارات ومشاركة رياضية في دول خليجية وزيارة وفود عراقية والسماح للطيران المدني الإسرائيلي باختراق اجواء عربية لا تقيم علاقات رسمية مع اسرائيل، ويقول نتنياهو ان المخفي القادم أكبر من هذا كله، كما سمعنا أصواتا اعلامية وشخصيات عربية تتحدث بايجابية عن اسرائيل وحقها بالوجود والأرض والتنكر بشكل أو بآخر لنا ولحقوقنا.

وعلى المستوى الدولي تتسع علاقات اسرائيل بافريقيا وأميركا الجنوبية بشكل واضح وبزيارات رسمية متبادلة وتصريحات عن عمق العلاقات.. وفوق هذا كله الموقف الأميركي المنحاز بشكل غير مسبوق للمطامع الاسرائيلية ونقل السفارة للقدس.

ويتساءل الناس اين نحن مما يحدث وما هو دورنا وواجبنا لمواجهة هذا التطبيع الذي يجيء على حساب ارضنا وحقوقنا ودون ادانة للاحتلال والاستيطان والتهويد.. والجواب اننا لا نعمل شيئا سوى تكرار الادانات والمطالب.

بانتظارنا قمة عربية في تونس في اذار القادم ولا بد من العمل من الآن وبالتنسيق مع الدول العربية لمواجهة هذا الوضع وتذكير الجميع بقمة بيروت التي اتخذت المبادرة العربية للسلام واشترطت زوال الاحتلال مقابل التطبيع… ويجب فوق وقبل كل شيء توحيد الصف الفلسطيني لان الانقسام كان احد أهم أسباب هذا التطبيع، وان لم تكن المصالحة ممكنة فعلى الأقل وقف هذه المهاترات الاعلامية والتصريحات السياسية المخجلة.

العنصرية …بوضوح!!

والصمود …أوضح

تخصيص شارع لليهود وآخر للفلسطينيين، كما فعلوا قبل أيام شهادة واضحة على العنصرية بشكل رسمي وعلني، وهذا كما اعتقد ليس الشارع الأول من نوعه، والتمييز قوي حتى في التعامل مع الناس سواء بالضفة او بالداخل، وهم لا ينكرون يهودية الدولية والعنصرية ضد كل ما هو غير ذلك، وهم الذين يهدمون المنازل الفلسطينية بحجة البناء غير المرخص يضفون الشرعية على البناء الاستيطاني غير المرخص ، مثلا.

وبالأمس أمروا خمس عائلات بالشيخ جراح بالقدس باخلاء منازلها تحت ذرائع وحجج نظرية وغير حقيقية ولا يفعلون ذلك مع كل اليهود الذين استولوا على المنازل والارض العربية، وهم كذلك لا يعاقبون الذين يقتلون الفلسطينيين عمدا او يدمرون املاكهم ويقطعون أشجارهم، وانما يخففون العقوبات المخففة اصلاً، عن القتلة الواضحة جرائمهم، او يفرجون عنهم كما فعلوا مع المستوطنين قتلة عائشة الرابي.

انهم يلفون ويدورون بالاستيطان ومصادرة الأرض والتهجير والابعاد وهدم المنازل…ولكن هناك ما هو أكبر وأقوى من كل أساليبهم هذه وهو وجود شعبنا الذي يتكاثر ويتحمل ويصمد ومستعد للتضحية، ولن يجدوا وسيلة للتخلص منا وتحقيق أطماعهم التوسعية وأهدافهم التهويدية، وسيكتشفون ان عاجلاً أو آجلاً أن الحل لن يكون فوق رؤوسنا أو كما يحملون…!!

القدس…بين ضرورة

الدعم وجرافة التهويد

من لا يعيش بالقدس لا يرى أو يدرك حجم التهويد الذي تتعرض له بإستمرار، بالمستوطنات الضخمة في محيط المدينة وبأعمال التهويد والحفريات والانفاق بالبلدة القديمة وفي منطقة الحرم القدسي بصورة خاصة.

ويتساءل الناس عن الدور الرسمي الفلسطيني فلا يجدون شيئاً تقريباً..ومن ابرز هذه النماذج انتخابات الغرفة التجارية حيث لا نكاد نسمع صوتا انتخابياً ولا تهافت على الترشح ولا اهتمام بالموضوع مع أن دور الغرفة من ناحية نظرية، هو الأهم اقتصادياً وتجارياً ومعيشياً.

وفي الأيام القليلة الماضية افتتح الاقتصادي الاسرائيلي الاسرائيلي الكبير والمتطرف سياسياً، رامي ليفي، مجمعاً تجارياً ضخماً للغاية على أرض فلسطينية مصادرة في منطقة عطروت أو قلنديا، ورغم الدعوات الكبيرة والصادقة للمقاطعة، فإن المجمع، كما يقال، يمتلىء بالمتسوقين الفلسطينيين وغيرهم، كما أن هناك مجمعات أخرى بالمستوطنات الغربية مثل «بسجات زئيف» تزدحم أيضاً بالمشترين الفلسطينيين. ان الدعوة للمقاطعة لا تكون بالكلام وإنما بإيجاد البدائل قبل كل شيء والتوعية ضرورية وواجبة وقضية وطنية ولكنها تظل بدون البدائل غير كافية.

ومرة أخرى نتذكر الدور الرسمي والوطني، ولماذا لا يتحد تجار القدس مثلاً، لإقامة مجمع أضخم من رامي ليفي، ولماذا لا يتم تنشيط الغرفة التجارية للقيام بالدور المطلوب منها أساساً. ولماذا يستطيع رامي ليفي، صديق وضيف أحد أكبر الاثرياء الفلسطينيين من الضفة، ترخيص الاسعار والربح رغم ذلك، ولا يستطيع التجار الفلسطينيون فعل الشيء نفسه.

ان الموقف الوطني هام ومسؤولية ولكن للواقع متطلباته، وبدون الدور الرسمي يظل الدور الشعبي ضعيفا…!!

لوحات مسيئة

وعقلية أسوأ

في حيفا وفي معرض عام تم عرض لوحات للسيد المسيح تفيض بالاساءة والسخرية وانعدام الأخلاق. وقد كانت موضع إنتقاد واسع ومحاولة من بعض الشباب تكسيرها.

ان احترام الآخر وحقوقه، هو من جوهر أي دين أو مبدأ وبدون ذلك تكون القضية عنصرية بامتياز. وهذا ما حدث في حيفا، وللعلم والتذكير فإنهم باللغة العبرية يسمون المسيح باصطلاح «يشو» وهو اختصار لثلاث كلمات: «يمحوق شمو أو ذخرو» اي يمحو اسمه وذكره…!!

المصدر جريدة القدس
الاخبار العاجلة