تقرير: لماذا أكد نتنياهو مرتين قصف أهداف إيرانية في سوريا؟

14 يناير 2019آخر تحديث :
أنصار نتنياهو
أنصار نتنياهو

رام الله- صدى الإعلام

ليست هذه هي المرة الأولى التي يلجأ فيها “نتنياهو” للإعلان عن استهداف المصالح الإيرانية في الأراضي السورية، لإقناع الجمهور أو للتأكيد على قوة جيشه ويقظته للتحركات الإيرانية في الأراضي السورية.إذ أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو”، امس الأحد، أن الطيران الإسرائيلي شنّ الجمعة الماضية غارة، استهدفت مستودعات أسلحة إيرانية في مطار دمشق الدولي، في تأكيد نادر يصدر عن مسؤول إسرائيلي.

وقال نتنياهو خلال الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء بحسب مكتبه، “منذ 36 ساعة فقط، هاجم سلاحنا الجوي مستودعات إيرانية تحتوي على أسلحة إيرانية في مطار دمشق الدولي”.

وتزايدت التهديدات الإسرائيلية في الفترة الأخيرة بضرب المنشآت والمصالح الإيرانية في سوريا، وسط جدل إسرائيلي داخلي متصاعد بشأنها، فهل هي حقيقية أم مجرد حرب نفسية؟

لماذا أكد “نتنياهو”

رأى المختص في شؤون الأمن القومي الفلسطيني، خالد النجار، أن تصريحات رئيس الحكومة الإسرائيلية “بنيامين نتنياهو”، والتي أوضح خلالها عن تدمير مخازن للذخيرة تتبع لقوات الحرس الإيراني في الأراضي السورية، جاءت لتؤكد استمرار نشاط الجيش الإسرائيلي في الأراضي السورية، بعد الإعلان الأمريكي عن الانسحاب التدريجي للقوات الأمريكية منها.

وأوضح النجار في حديثه لموقع (عكا للشؤون الإسرائيلية)، أن إعلان “نتنياهو” النادر عن استهداف مصالح إيرانية في الأراضي السورية، خلال الهجمات الأخيرة، جاء ليؤكد على ما يلي:-أولاً: على المستوى العسكري، يحاول الجيش تغيير قواعد الاشتباك العسكري من خلال تكثيف الهجوم الجوي والتركيز على مواقع قوات الحرس الإيراني، كمحاولات إسرائيلية لتدمير البنية الأساسية العسكرية لدى إيران الأكثر تواجداً على الأراضي السورية.

وأضاف النجار، “إن ما يعزز هذه المحاولات هو التفوق الإسرائيلي في سيناريوهات المواجهة التي أكدت أن يد اسرائيل لا زالت هي العليا، وقد تم رصد عشرات الغارات الجوية الإسرائيلية على أهداف إيرانية، دون الإعلان عن ردود أكثر توازناً، وبالتالي هناك حالة من تآكل الردع”.

ثانياً: على المستوى السياسي، نحن ندرك أن الانتخابات الإسرائيلية تأتي في ظروف أكثر قسوة على الناخب الإسرائيلي، وكذلك على المرشحين من الأحزاب الإسرائيلية، وبالتحديد حزب الليكود الذي يترأسه “بنيامين نتانياهو”، وبالتالي هناك مؤشرات أضحت أكثر خطورة على مستقبل نتانياهو السياسي بعد فشله الأمني الكبير على المحور الجنوبي (قطاع غزة).

وتابع النجار، “كذلك هناك ملفات الفساد التي تلاحق نتانياهو، والتي من المتوقع أن تكون أيضاً سبباً رئيساً في الإطاحة به عن سدة الحكم، وإن حقق فوزاً في الانتخابات المقبلة، وبالتالي هناك مساعي أكثر جدية للتأثير على مفاصل العملية الانتخابية، من خلال الإيحاء للجمهور الإسرائيلي بأن نتانياهو هو الأكثر حفاظاً على مستقبل إسرائيل”.

وتوقع النجار أن تشهد الأسابيع المقبلة هجمات إسرائيلية مكثفة لتحقيق المغزى الأمني والسياسي لزعيم حزب الليكود “بنيامين نتانياهو”.

ثالثاً: على المستوى الأمني، لن يتورّع الجيش يوماً عن الاستمرار بخروقاته لسوريا برًّا وبحرًا وجوًّا، وما يثير قلق الجيش، هو وضعه تحت المجهر من الجانب السوري، أمام رصد قوات الحرس الثوري الإيراني الذي يمتلك درعاً صاروخياً متطوراً، ساهم في التصدي لعدد من الغارات الجوية الإسرائيلية آنفاً.

وأضاف النجار، “يحاول الجيش خلط الأوراق بشكل متواصل، كنوع من صراع الأدمغة الذي يخوضه على رمال متحركة، لا تسمح بالتحرك ضمن مساحات شاسعة، فمراكمة القوة الأمنية قد تعتمد على مواصلة الجيش للاستمرار في محاولات خروقاته للوصول إلى مآربه الاستراتيجية”.

انتقاد وتأييد                                                      

من جهتها انتقدت النائبة العمالية، “اييليت نحمياس فاربين” بشدة رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو بسبب تصريحاته العلنية بأن “إسرائيل” نفذت مئات الهجمات في سوريا ضد أهداف إيرانية ولحزب الله.

وقالت “إن نتانياهو خالف بذلك قانون الرقابة العسكرية بشكل خطير، مضيفة أن وزير الجيش نتنياهو يغلب مصلحته السياسية على المصلحة الأمنية، ويلحق الضرر بمقدرة الجيش الإسرائيلي على المناورة.

فيما نقل موقع “مكان العبري”، عن رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية “آفي ديختر” تأييده لتصريحات رئيس الحكومة “نتنياهو” العلنية بشأن الهجمات في سوريا.

موضحًا أن مثل هذه التصريحات تؤدي إلى زيادة قوة الردع الإسرائيلية أمام محاولات إيران وسعيها الحثيث بالتموضع في الأراضي السورية لتشكيل خطر وجودي على “إسرائيل”.

وفي سياق حديث إذاعي بعد أمس، أكد ديختر، أن “إسرائيل” لن تسمح لأعدائها الذين يسعون لإبادتها بالتموضع قرب حدودها.

وأعرب عن أمله في أن تدرك روسيا وحكومة دمشق أن طموحات إيران في سوريا تتناقض ومصالحهما.

المصدر: موقع عكا للشؤون الإسرائيلية

الاخبار العاجلة