الاحتلال هو الذي يجب أن يرحل

14 يناير 2019آخر تحديث :
الاحتلال هو الذي يجب أن يرحل

رام الله- صدى الإعلام

حديث القدس- صحيفة القدس

في إطار حملة التحريض الشرسة التي تشنها الحكومة الاسرائيلية المتطرفة على الرئيس محمود عباس خاصة والقيادة الفلسطينية عموما تفتق ذهن وزير الامن الداخلي الاسرائيلي، جلعاد اردان أمس عن الدعوة الى منع الرئيس عباس من العودة للاراضي الفلسطينية اذا ما قام بزيارة خارجية، وذلك عشية توجه الرئيس لرئاسة المجموعة الـ ٧٧ + الصين، التي تضم اليوم مائة واربع وثلاثين دولة في الامم المتحدة غدا، بناء على قرار اتخذته الجمعية العامة، مما يدل على مدى التخبط الاسرائيلي والعجز عن مواجهة السياسة التي ينتهجها الرئيس والقيادة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي وانتهاكاته الجسيمة في الاراضي المحتلة، بالمحافل الدولية، والتخوف الاسرائيلي من أهمية الانجازات السياسية والدبلوماسية التي تحققها فلسطين والدعم الساحق الذي تحظى به لدى شعوب ودول العالم.

ومن الواضح، أن حملة التحريض الاسرائيلية الشاملة ضد الرئيس تستهدف فلسطين ارضا وشعبا، كما تستهدف الشرعية الفلسطينية التي ترسخت في المجتمع الدولي مما أحرج الاحتلال الاسرائيلي غير الشرعي الذي يسعى جاهدا لتصفية القضية الفلسطينية ووأد أي حل يقوم على اساس تلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

إن ما يجب ان يقال هنا ان هذا الانجاز التاريخي الهام في مسيرة النضال الفلسطيني الطويلة والشاملة يضاف الى الانجازات الدبلوماسية والسياسية التي حققتها فلسطين قبل وبعد اعتراف المجتمع الدولي بفلسطين دولة بصفة مراقب في المنظمة الدولية، وهو تحد جديد أمام سياسة الاحتلال الساعية الى طمس الهوية الوطنية الفلسطينية وكافة رموزها.

كما ان ما يجب ان يقال هنا لأردان واقطاب حكومته المتطرفة ان الرئيس محمود عباس يمارس حقه الطبيعي في العيش على تراب وطنه وأن الذي يجب ان يمنع من دخول هذه الاراضي الفلسطينية هو الاحتلال الاسرائيلي غير الشرعي، الذي يجب أن يرحل. كما ان أردان وغيره من متطرفي هذه الحكومة الاسرائيلي لا يمتلك الحق في منع الرئيس من العودة الى وطنه.

ووسط هذه الظروف التي تتكالب فيها مختلف الاجهزة الاسرائيلية في محاولة للنيل من صمود وثبات الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية وتمسكهم بالثوابت الوطنية وبمبادىء الحق والعدل وبقرارات الشرعية الدولية فأننا أحوج ما تكون اليوم لانهاء هذا الانقسام المأساوي والالتفاف حول القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس في هذه المواجهة المصيرية مع الاحتلال وحليفته الكبرى إدارة ترامب، فالرئيس لا يدافع عن شخصه بل يدافع عن فلسطين أرضا وشعبنا، ومن الاجدر احتواء خلافاتنا الداخلية ضمن أطرنا الوطنية المعروفة وعدم السماح لهذا الاحتلال باستغلال خلافاتنا من أجل ضرب الكل الوطني.

بالامس القريب، حاولت الادارة الاميركية واسرائيل تمرير قرار في مجلس الامن لادانة حركة «حماس» واعتبارها حركة ارهابية، في خطوة لا تمس حركة حماس وحدها بل تمس الكل الوطني فسارعت القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس وتحركت على كافة المستويات سواء كسلطة وطنية أو منظمة تحرير وفي كافة المحافل وبذلت كافة الجهود الممكنة مما ادى احباط هذا القرار، رغم الخلافات القائمة، وهو درس يؤكد ان الوطنية الفلسطينية هي التي يجب ان تتغلب دوما على الخلافات الثانوية.

واليوم نحن بحاجة الى نفس الروحية ومن كافة الفصائل دفاعا عن فلسطين وعن الشرعية الفلسطينية في مواجهة هذا الاحتلال وهذا العداء الذي تبديه إدارة ترامب لشعبنا وحقوقه.

وفي المحصلة، علينا ان ندرك ان هذا التحريض الاسرائيلي السافر الذي لم يسبق له مثيل ضد الرئيس عباس يعيد الى الاذهان التحريض الاسرائيلي السافر ضد الرئيس الراحل ياسر عرفات، والهدف واحد استهداف فلسطين القضية والشعب والوطن.

الاخبار العاجلة