28 عام على رحيل القادة الشهداء «أبو إياد» و«أبو الهول» و«أبو محمد»

14 يناير 2019آخر تحديث :
28 عام على رحيل القادة الشهداء «أبو إياد» و«أبو الهول» و«أبو محمد»

رام الله – صدى الاعلام

فجع شعبنا قبل 28 عام  باستشهاد ثلاثة من خيرة ابناء شعبنا وقادتنا ففي يوم الجمعة الرابع عشر من كانون الثاني عام 1991، غيبت رصاصات الغدر أحد أهم مؤسسي حركة فتح القائد «أبو إياد»، ورفيقيه «أبو الهول»، و«أبو محمد» في تونس.

صدمه وحزن لعدم قدرة الناس على التعبير عما جرى فثلاثة ضربات بالرأس الفلسطيني الشهيد القائد صلاح خلف«أبو إياد» عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وهايل عبد الحميد «أبو الهول»عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والمناضل فخري العمري «أبو محمد» وقوات الاحتلال تحكم يدها على حصار الناس وتمنع اقامة بيت عزاء للشهيد صلاح خلف وكذلك بيت عزاء للشهيد هايل عبد الحميد.

مسيرات ومظاهرات وبيوت عزاء للشهداء الثلاثه فور رفع حظر التجول عن محافظات الوطن وتعليق صور الشهداء الثلاثه بكل شوارع فلسطين وإعلان الاضراب العام حدادا على أرواحهم الطاهره ومواجهات مع قوات الاحتلال الاسرائيلي في كل مكان تعلن الحزن على فقدان الشهداء الثلاثه الابطال.

باستشهاد  القادة  الابطال فقدت منظمة التحرير والثورة الفلسطينية وحركة «فتح» ثلاثة من أخلص وأمهر قادتها ممن كان لهم سجل حافل بالتضحية والفداء والكفاح ضد الاحتلال الإسرائيلي على مدار الصراع حتى استشهادهم.

ولكي تظل الذكرى خالدة في العقول والقلوب انه لمن الواجب ان نسلط الضوء على حياة القادة العظام.

ولد الشهيد القائد صلاح خلف “أبو إياد” في مدينة يافا في العام 1933، وعاش أول سنين حياته حتى قبل قيام الكيان الإسرائيلي في العام 1948 بيوم واحد، واضطر قسرا وعائلته إلى مغادرة مدينة يافا وتوجه إلى غزة عن طريق البحر واستقر فيها مع أسرته، وأكمل دراسته الثانوية فيها عام 1951 ثم التحق بكلية العلوم التابعة لجامعة القاهرة وفي نفس العام التقى بياسر عرفات الطالب في كلية الهندسة آنذاك وتوطدت العلاقة بينهما من خلال تأسيس الاتحاد العام لطلبة فلسطين.

تخرج صلاح خلف من كلية دار العلوم / قسم الفلسفة عام 1957م وحصل على دبلوم تربية وعلم نفس وعاد إلى قطاع غزة للتدريس، وبدأ عمله السري في تجنيد مجموعات من المناضلين وتنظيمهم في غزة.

وفي العام 1959 انتقل أبو إياد إلى الكويت للعمل مدرسًا، وكانت فرصة له هو ورفاقه القادة: ياسر عرفات، وخالد الحسن، وسليم الزعنون، وفاروق القدومي، ومناضلون آخرون في بلدان مختلفة، كان أبرزهم أبو يوسف النجار، وكمال عدوان، والرئيس محمود عباس المقيمين في قطر، لتوحيد جهودهم لإنشاء حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” لتعيد الفلسطينيين إلى أرضهم وحقوقهم.

بدأ اسم أبو إياد يبرز كعضو في اللجنة المركزية لـ’فتح’، ثم كمفوض لجهاز الأمن فيها، ثم تولى قيادة الأجهزة الخاصة التابعة للمنظمة، ومنذ عام 1970 تعرض ‘أبو إياد’ لأكثر من عملية اغتيال.

 

يعتبر «أبو إياد» أحد أهم منظري الفكر الثوري لحركة «فتح», حتى إنه لقب بـ «تروتسكي فلسطين»، وهو أول من طرح فكرة الدولة العلمانية في فلسطين، التي تتعايش فيها الأديان الثلاثة، كما لقب بـ «جارنج فلسطين» نسبة للدبلوماسي السويدي المشهور جارنج، وذلك لقدرته الفائقة على صياغة التوجهات والاستراتيجيات وبناء التحالفات وإدارة التفاوض بشكل فائق الحكمة.

يقول أحد رواة سيرة «أبو إياد»: «إنه ذلك الفتى اللاجئ الذي غادر بلده يافا إلى قطاع غزة، قبل إعلان قيام إسرائيل بأربع وعشرين ساعة، ترك خلفه يافا و«الحمام المحروق» حيث ولد».

أما هايل عبد الحميد المعروف بـ «أبو الهول» فولد عام 1937 في مدينة صفد. هُجر مع عائلته في العام 1948 إلى سورية، والتحق بالمدرسة في دمشق ونشط في التظاهرات والتجمعات التي كانت تجري في المناسبات الوطنية.

بدأ في شبابه المبكر السعي لتشكيل تجمع تنظيمي للاجئين الفلسطينيين في سورية، وأسّس منظمة «عرب فلسطين» انسجاما مع التوجهات القومية السائدة آنذاك، وكانت التنظيمات السياسية محظورة في ذلك الوقت في سورية. قاد هايل عبد الحميد عام 1957 تحركاً فلسطينياً للمطالبة بمنح اللاجئين الفلسطينيين نفس الحقوق المدنية للمواطنين السوريين، باستثناء الجنسية وجواز السفر، حفاظاً على الهوية الوطنية الفلسطينية وتحقيقاً لكرامتهم. وقد أقر البرلمان السوري برئاسة أكرم الحوراني حينها المطلب الفلسطيني.

انضمت «منظمة عرب فلسطين» التي أسّسها في سورية هايل عبد الحميد في عام 1960م إلى الإطار التنظيمي لحركة «فتح»، والذي كان يتهيأ للإعلان عن انطلاقته كفصيل مسلح. كان أبو الهول أحد مؤسسي أذرع حركة فتح بألمانيا والنمسا – كما شارك في تأسيس حركة «فتح» بالقاهرة سنة 1964، وشغل موقع أمين سر التنظيم في القاهرة. وفي سنة 1972 أصبح معتمد حركة «فتح» في لبنان.

حوصر مع خليل الوزير (أبو جهاد) وقوات الثورة الفلسطينية في خريف 1983 في طرابلس من قبل المنشقين والقوات السورية، ثم انضم لهم ياسر عرفات حتى 19 كانون الأول/ديسمبر 1983 حين غادر طرابلس بحراً برفقة ياسر عرفات والقوات الفلسطينية.

تولّى مسؤولية الأمن والمعلومات لحركة «فتح» إلى جانب صلاح خلف «أبو إياد». وعمل مفوضاً لجهاز الأرض المحتلة بعد استشهاد خليل الوزير «أبو جهاد»، إضافة إلى مسؤولياته في جهاز الأمن، واستمرّ في ذلك حتى تاريخ استشهاده مع صلاح خلف «أبو إياد»، وفخري العمري «أبو محمد»، في عملية اغتيال في قرطاج بتونس يوم 14/1/1991م، وحمّلت منظمة التحرير الفلسطينية «الموساد» الإسرائيلي مسؤولية اغتيالهم بواسطة جماعة «أبو نضال» المنشقة عن حركة «فتح».

 

الشهيد فخري العمري «أبو محمد» ولد في  مدينة يافا سنة 1936، ومن أوائل الذين تفرغوا للعمل في الثورة الفلسطينية، وشارك في أول دورة أمنية أوفدتها حركة فتح إلى القاهرة، وشارك في تأسيس جهاز الأمن والرصد في الأردن مع الشهيد «أبو إياد»، وعمل في قيادة جهاز الأمن للثورة الفلسطينية، وشارك في قيادة عدد من العمليات الخاصة والنوعية.

أثر الشهيد صلاح خلف «أبو إياد» في فخري العمري تأثيرا كبيرا، فقد أسهم  إسهاما كبيرا في نشر الفكر الوطني تمهيدا لتأسيس حركة فتح، كما عمل على استقطاب الشباب الوطني ليكون نواة التأسيس لحركة وطنية فلسطينية خالصة هي حركة فتح.

وفي هذه الفترة تبلور الفكر الثوري لدى العمري الذي كان مولعا أيضا بالرياضة والفتوة، الأمر الذي مكنه من تنظيم العديد من الشباب الوطني الباحث عن الحرية، من خلال النوادي الرياضية الذين سيصبحون بعد ذلك نواة الخلايا العسكرية التابعة لفتح في الأراضي المحتلة.

وعمل الشهيد العمري مسؤولا أمنيا رفيعا، وكان الرجل الثاني في جهاز الأمن الموحد الذي يترأسه «أبو إياد»، واغتيل بعد أن تلقى حوالي ثلاثين رصاصة وهو يحاول الإمساك بالمجرم القاتل ضمن مساعيه لحماية الشهيد صلاح خلف.

الاخبار العاجلة