ردا على عبد الستار قاسم

21 أغسطس 2016آخر تحديث :
ردا على عبد الستار قاسم

بقلم/ سمير عباهرة

لم يكن أياً من ابناء شعبنا الفلسطيني بحاجة لاستعراض بعضا من تاريخ الثورة الفلسطينية وحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح مجددا والتي تتعرض دائما لهجمات قاسية مع كل حدث او حراك سياسي يحدث في المنطقة بهدف قطع الطريق امامها في امكانية تحقيق اية انجازات سياسية يصفها البعض بانها تشكل تنازلات عن الثوابت الوطنية الفلسطينية،لولا ان حركة فتح والتي قادت الثورة الفلسطينية تعرضت لهجوم قاسي من قبل استاذ العلوم السياسية الدكتور عبد الستار قاسم الذي غادر مدرسة الواقعية السياسية منذ مدة طويلة واستهوى المدرسة البراغماتية حتى يتسنى له تحقيق اهدافه من خلالها وربما تصفية حسابات سياسية اخرى.
الدكتور عبد الستار قاسم وصف حركة فتح بــ “الفاسدة” وانها غير قادرة على ايجاد شخصيات مقبولة لخوض الانتخابات البلدية ضمن قوائمها كما انها تتمتع بدعم الغرب وإسرائيل لفوزها.الى هنا تنتهي تصريحات الدكتور قاسم في الذم والقدح والتشهير بحركة فتح، تلك الحركة التي قادت النضال الفلسطيني في ادق وأحلك مراحله وأعادت كتابة التاريخ الفلسطيني وكتابة الهوية الوطنية الفلسطينية بطلقتها الاولى في الفاتح من عام 1965، نجدها اليوم على مشرحة الدكتور عبد الستار قاسم للتشكيك بدورها وتاريخها. وكان من الاجدر بالدكتور قاسم على الاقل احترام تاريخ فلسطين الذي كتبته فتح بدماء الشهداء وأنات الجرحى والمعتقلين لا ان يتطاول على هذه الحركة العملاقة من خلال جمل من الاتهامات النظرية التي لا تستند الى أي دليل او برهان سوى انها من اختلاق بنات افكاره او من خلال الانسياق والاصطفاف وراء افكار هذه القوى او تلك والتي تصل الليل بالنهار في إصدار احكامها في التخوين والتكفير.
ربما اتفهم وجود بعض الخلافات مع بعض قيادات وعناصر وأنصار حركة فتح، ولكن هذا لا يبرر هجومك على تاريخ حركة فتح ولا يعطيك الحق بتعميم الامور واتهام حركة فتح بالفساد وفي عدم قدرتها على التعاطي مع هذه المرحلة بعزوف الشخصيات عن قوائمها، فأنت في حديثك هذا تنكر حتى وجود شخصيات لها احترامها داخل اطار حركة فتح وكأن الكل الفتحاوي تحولوا الى فاقدين لأهليتهم ومكانتهم وشخصيتهم الوطنية.
طبيعي جدا وفي أي نظام سياسي ان يكون هناك خلافات واختلافات في المواقف ووجهات النظر،وشعبنا الفلسطيني ربما ما يكون احوج لامتلاك خاصية الاستفادة من هذا التنوع والاختلاف لكن ان يصل ذلك الى درجات القدح والذم ويصل الى حد الصراع ويكون التشكيك والاتهامات الاداة الرئيسية في حسم الخلافات وتسويتها فهذا ما يرفضه شعبنا الفلسطيني،وإذا كان البعض يعتقد انها وسيلة لتحقيق الاهداف فعليهم مراجعة حساباتهم.
ويقول الدكتور عبد الستار قاسم : ان” إسرائيل وكل الدول الغربية ودول عربية ستتجه إلى دعم حركة فتح للفوز ، وسيتم تخويف الناس عبر حملات دعائية كبيرة حتى توجههم بطريقة أو اخرى على التصويت لمن تفضل إسرائيل وجوده على الساحة “. ولا ادري اذا كان قاسم يستند الى ادلة وبراهين لهذه الاتهامات وحينها من الضروري جدا ابرازها لإثبات صحة اقواله أم انه استند الى تحليلات تتطابق مع رؤيته ومواقفه من السلطة الفلسطينية التي رأى ان الظروف ناضجة جدا لجلدها وتكثيف الاتهامات ضدها، لكن من المؤكد ان تصريحات قاسم تدخل في اطار الحملات الانتخابية والهجوم الذي يشن على حركة فتح من خلال قلب الحقائق لخدمة اجندة بعض القوى الاخرى التي تقف في صف التعارض مع البرنامج السياسي لحركة فتح.
الهدف الاساسي من هذه البلبلة التي اثارها عبد الستار قاسم يكمن في خلق اجواء سياسية انتخابية داعمة لحركة حماس عندما قال ” إذا فازت حماس بالانتخابات فسيتجه الاحتلال إلى تخريب الأوضاع وربما اعتقال المنتخبين من قوائم حماس حتى تظهر للمواطن بأنها عاجزة عن خدمته ، تماما كما حصل من اعتقال نواب حماس بعد الانتخابات التشريعية وهذا الأمر بمجملة يصب في صالح حركة فتح “. وهذا كله في سبيل المقارنة والمقاربة بين البرنامج السياسي لحركة فتح وبرنامج حماس وفي محاولاته استمالة عواطف الشارع الفلسطيني وتصويره حركة حماس بانها ستقع ضحية وفريسة للاسرائيليين في حالة فوزها اما حركة فتح فسوف تتلقى التصفيق من قبل اسرائيل. هكذا اراد قاسم ان يصل باهدافه في التشكيك بحركة فتح وبرنامجها واتهامها بالفساد.
كثيرون هم الذين مروا على القضية الفلسطينية وحاولوا استثارة النوازع الفئوبة لكنهم اصطدموا باصرار شعبنا في الدفاع عن وحدته وعن مشروعه الوطني، فالهجوم على حركة فتح والتشكيك بدورها وكيل الاتهامات لها هو ضرب للمشروع الوطني الفلسطيني والذي يشكل الدفاع عنه بنظر الكثيرين من ابناء شعبنا دفاعا عن القضية الفلسطينية، والذين يؤمنون بأن قضية فلسطين قضية وطنية وليست ساحة لتصفية حسابات سياسية وهي قضية مواطنين لا قضية الغائيين وغير خاضعة للنوازع الفردية، فحركة فتح لا يمكن الغاء دورها بمجرد تصريح من هنا ومقال من هناك.
فتح ليست فاسدة يا دكتور وانت العارف ببواطن الامور السياسية بحكم موقعك في الحياة السياسية كأكاديمي والتحولات والمتغيرات المتسارعة والتي تترك تداعياتها دائما على الواقع السياسي الفلسطيني ومن الحكمة ايضا ان نقرأ المعادلة الدولية جيدا والتي تتغير ايضا وفقا للمصالح بين الدول وفلسطين دائما موجودة في قلب هذه الاحداث وحركة فتح التي تقود منظمة التحرير لا زالت حاضرة في المعادلة الدولية وتقود المشروع الوطني باقتدار بعيدا عن كل المزايدات الغير موضوعية.

الاخبار العاجلة