مجزرة نيوزيلاندا نسخة عن المجازر الصهيونية في بلادنا!

23 مارس 2019آخر تحديث :
حماس
حماس
 

بداية لا بد من التأكيد أن شعبنا وقضيته يمران حاليا بأخطر وأدقّ المراحل، وبشكل لم يسبق له مثيل، سواء بفعل العداء الأميركي الصارخ لشعبنا والاعتداء على حقوقه لصالح الاحتلال، أو بفعل تصعيد الممارسات الاسرائيلية ضد شعبنا من عمليات إعدام في وضح النهار وعقوبات جماعية واعتقالات وفلتان عصابات المستوطنين واعتداءاتهم واستمرار نهب الاراضي والاستيطان غير الشرعي عليها، وتقييد حرية الحركة عبر عشرات الحواجز العسكرية واستمرار حصار غزة …الخ. ويضاف وسط هذا المشهد القاتم ترسيخ الانقسام المأساوي واخر مظاهره الأحداث المؤسفة الأخيرة في قطاع غزة .

ووسط هذا الواقع صُدمنا وصُدم العالم أجمع بمجزرة رهيبة في نيوزيلندا بتاريخ ١٥-٣- ٢٠١٩ حيث أقدم متطرف عنصري إرهابي ممن يؤمنون بـ”تفوق العرق الأبيض” على قتل ٥٠ مصليا وجرح العشرات، وبينهم فلسطينيون وأردنيون ومصريون وغيرهم، مستوحيا عقيدته، كما ذكر هو نفسه، من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وتوجهاته اليمينية المتطرفة، ومن متطرفين آخرين ارتكبوا جرائم يندى لها جبين الإنسانية. وهو بجريمته تلك سار على هدي المتطرفين الصهاينة، الذين ارتكبوا سلسلة من المجازر بحق شعبنا منذ ما قبل عام ١٩٤٨ حتى اليوم، بما في ذللك مجزرة الحرم الإبراهىمي الشريف وسلسلة من المجازر الأخرى بحق أطفالنا ونسائنا وشيوخنا من المدنيين العزل.

ولهذا نقول ان مجزرة نيوزيلندا هي امتداد لمجازر مشابهة ارتكبها المتطرفون الصهاينة.

منذ اختراع دولة اسرائيل ، ونحن نقول للدول الكبرى والصغرى والعالم أجمع ، وفي الأمم المتحدة ومختلف المحافل الدولية، أن لا سلام ولا استقرار في العالم بدون حل القضية الفلسطينية حلا عادلا وإعادة جميع اللاجئين الى بيوتهم وأملاكهم والتعويض عنهم، والذين هجرتهم العصابات الإشكنازية قسرا من ديارهم بما في ذلك ارتكاب ابشع المجازر كمجزرة دير ياسين وغيرها.

لقد استنكر العالم أجمع هذه المجزرة البشعة في نيوزيلندا، بما في ذلك اسرائيل، التي تتنكر عصاباتها الاشكنازية حتى اليوم لحقوق شعبنا المشروعة وتمارس ابشع احتلال غير شرعي في التاريخ واعلنت صراحة ان هدفها احتلال بلادنا فلسطين من البحر الى النهر، هذا في الوقت الذي يصمت فيه العالم على ما يرتكبه الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه من جرائم يوميا بحق المدنيين الفلسطينيين.

هذه المجزرة تذكرنا بعدة مجازر قامت بها العصابات الصهيونية قبل العام ١٩٤٨م و ليومنا هذا، بدون اي إدانة دولية حقيقية تردع العدو الصهيوني عن ارتكاب هذه المجازر البشعة. وطبعاً لا يتسع المجال هن لتعداد هذه المجازر التي ارتكبها حكام اسرائيل، وليس فقط أفراد مثل المجزرة التي ارتكبها المجرم باروخ جولدشتاين، مما اسفر من مقتل ٢٩ مصليا وجرح ١٢٥ وهم بين يدي الله سبحانه يصلون صلاة الفجر في شهر رمضان المبارك. وزيادة على اعتراف حكومة الاحتلال بهذه المجزرة فقد سمحت هذه الحكومة بإقامة نصب له في مستعمرة كريات أربع لزيارتة ووضع أكاليل الزهور على قبره من قبل متطرفي اسرائيل.

ومنذ العام ١٩٣٧م قامت منظمة “الاتسل” بعدة مجاز ر في المساجد والأسواق ضد الشعب الفلسطيني مما أسفر عن استشهاد المئات، وبعد منظمة الاتسل قامت منظمات اكثر تسليحا مثل الأرغون وشتيرن بمجزرة دير ياسين، وهي قرية تبعد ستة كيلو مترات عن القدس، وفي ٩-٤- ١٩٤٨ م استشهد ٢٥٤ مدنيا فلسطينيا أكثرهم من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب ومن ثم تم رميهم في بئر القرية، في إحدى ابشع المجازر التي تشكل وصمة عار في جبين اسرائيل.

ومن اكثر المجازر وحشية وإرهابا ، مجزرة صبرا وشاتيلا، التي أدين بها ارئيل شارون الذي سمح لملشيات لبنانية متطرفة بحراسة الجيش الاسرائيلي بقيادة شارون نفسه، بارتكاب المجزرة التي استمرت ٣٦ ساعة ، في ١٦-٩-١٩٨٢م استشهد خلالها ٣٢٩٧ من رجال واطفال ورضع ونساء بدون أي رحمة.

هذه بعض ما ارتكبتة العصابات الصهيونية والاحتلال الاسرائيلي، وحتى منهم من قيل عنه رجل سلام قام بمجزرة قانا في الجنوب اللبناني وقتل بها ١٠٩ مدنيين في العام ١٩٩٦م عندما كان شمعون بيريس رئيس وزراء اسرائيل، واكتفى العالم بالتنديد والاستنكار.

كما ان جيش الاحتلال قتل وجرح فيها مئات الالاف في قطاع غزة وهدم البيوت على أصحابها بطائرات امريكية الصنع وبصواريخ أميركية.

نذكر بعض هذه المجازر ليعرف العالم من هو المجرم الحقيقي، وهي امريكا التي تقف سنداً وداعما وممولا ومسلحا لدولة الاحتلال غير الشرعي، التي ارتكبت ما لا يقل عن ١٥٠ مجزرة ودمرت مئات القرى الفلسطينية، وكعادتها وقفت أمريكا إلى جانب هذا الاحتلال.

ان العالم اليوم ووسط مواقف أميركا وممارساتها وغطرسة اسرائيل وعدوانها حتى على المقدسات، يقف على فوهة بركان من الغضب الإسلامي والمسيحي، وهذا من المستحيل ان ينتهي الا باحترام حقوق الشعوب وسيادتها على اراضيها وعدم التدخل في شؤونها واستعادة شعبنا الفلسطيني لحقوقه المشروعة. وواهم ترامب وطاقمه الداعمين للاحتلال اذا اعتقدا ان هذه الأمة العربية والإسلامية يمكن ان تتنازل عن القدس او المقدسات الاسلامية والمسيحية او ان تتخلى عن الشعب الفلسطيني في نضاله العادل من أجل الحرية والاستقلال.

نحن الفلسطينيون شعب مسالم لا فرق لدينا بين مسلم او مسيحي او يهودي، وبين ابيض واسود. ولكن يجب التأكيد ان الذي خلق ولا زال يؤجج هذه النعرات هو الاستعمار الغربي الذي أنشأ إسرائيل في الشرق الاوسط.

واليوم يعربد المستعمرون الذين يقيمون على اراضي شعبنا المحتلة ، ويمارسون هواية الاعتداء على المدنيين وممتلكاتهم بما في ذلك القتل والإعدامات وحرق الاطفال – الشهيد الطفل محمد ابو خضير وشهداء دوما- كهواية يومية امام العالم اجمع بدون اي رد فعل حقيقي على هذه الممارسات الإرهابية، واكثر من هذا يقوم رئيس اكبر دولة في العالم ترامب بتقديم مكافأة لإسرائيل ويعلن اعترافه الباطل بأن القدس العربية غربها وشرقها عاصمة لاسرائيل العنصرية، واخيرا يعلن أنه سيعترف بضم هضبة الجولان المحتلة للاحتلال الاسرائيلي. وينسى هذا الجاهل تاريخيا بأنه في العام ١٩٢٨م قامت مظاهرات صاخبة حول أحقية حائط البراق، واستشهد وجرح بسببها المئات من الفلسطينيين كما قتل وجرح المئات من اليهود، كما ينسى ويتجاهل القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية التي تؤكد ان القدس جزء لا يتجزأ من الاراضي الفلسطينية المحتلة وان الجولان جزء لا يتجزأ من الاراضي السورية.

وكان نتيجتها أن قام الانتداب البريطاني برئاسة المندوب السامي البريطاني بوقف هذة المظاهرات المذهبية ، والتوجه الى عصبة الأمم في سان فرانسيسكو التي طلبت من المسلمين واليهود ان يثبت كل ملكيته لهذا الحائط. وبعد دراسة وافية لمدة سنتين قررت عصبة الأمم في سان فرانسيسكو بان هذا الحائط هو ملك خالص للأوقاف الاسلامية ولا علاقة لليهود بهذا الحائط الذي هو حائط البراق. ولكن ومن باب حسن نية المسلمين سمح لليهود بالصلاة بشرط ان لا تكون تلمودية أو استعمال الأبواق .

هذا الترامب، أكد وأثبت للشعب الامريكي وجميع شعوب العالم بأنه شيطان مالي، لا يهمه أية قوانين أو قرارات أو أعراف دولية أو أخلاقية ، لدرجة انه يستهزىء بالأمم المتحدة، التي كانت اميركا من أعمدة إنشاءها، كما أنه لا يبالي بأي مؤسسة دولية لصالح عيون بلطجية الصهاينة، وهكذا كان موقفه المعاد لليونيسكو التي اعترفت بأن القدس جزء من الاراضي المحتلة وأن الأقصى والحائط وقف إسلامي خالص .

الشعب الفلسطيني يذكر هذه الحقائق التاريخية ويؤكد للعالم أجمع بأن ما تشهده المنطقة من تصاعد للعنف والإرهاب سببه الرئيسي دولة الاحتلال الاسرائيلي وما يعانيه الشعب الفلسطيني جراء الظلم التاريخي الذي وقع عليه. وهذه الدولة التي التي أنشأها الاستعمار البريطاني الامريكي ليس لها اي علاقة بالدِّين اليهودي وذلك حسب ما ورد في التوراة ، لأن الدين اليهودي هو فقط للعبادة وليس لاغتصاب أرض وتشريد شعب بدعوى أن النازي عذب اليهود الاشكناز، والذين لا علاقة لهم بالسامية، لأن من المعروف أن أولاد نوح وأحفاده هم الساميين ان كانو مسلمين أو مسيحين أو يهودا، وسيدنا نوح عاش في بلاد الشرق الأوسط ما بين سوريا وتركيا وبنى سفينته في هذه البلاد، أما اليهود الاشكناز فقد عاشوا في شمال ألمانيا وجنوب روسيا . كما ان التوراة وعلى لسان أهم أنبياء اليهود وهو النبي حزقائيل وفِي سفر حزقائيل قال: إن هذه هي أرض الكنعانيين أبوها أموري وأمها حثية.

طبعا الجهلة في الغرب من أمثال ترامب وفريدمان وكوشنر وغرينبلات، وهم حفنة من الداعمين للصهيونية يتجاهلون كل هذه الحقائق الراسخة.

ان ماقام به المجرم في مسجدي نيوزيلاندا هو نسخة، طبق الأصل عن المجرم باروخ جولدشتيان الذي قام في العام ١٩٩٤م وبدم بارد بقتل المصلين في الحرم الإبراهيمي. ولا شك أن هذا العنف الديني قد يتواصل ويتصاعد طالما غابت العدالة وطالما بقيت أميركا واسرائيل تمارسان هذا النهج المستخف بالعالم وقوانينه وقراراته، وطالما لم تجد القضية الفلسطينية حلا عادلا لها.

لقد كررت السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني أجمع بأننا ضد العنف الديني ولكن ما يسمى “الدولة اليهودية ” بقوانينها العنصرية تصر وتكرر إصرارها على أن تكون الحرب بيننا دينية لأنها تستهدف جميع دور العبادة الإسلامية والمسيحية حتى وصلت لأهم معلم مسلم وهو المسجد الأقصى وكنيسة القيامة.

وبكل صراحة نقول للعالم اذا لم تحل القضية الفلسطينية فإن العالم أجمع لن يسلم من الإرهاب الديني.

لقد كانت السلطة الفلسطينية كريمة جدا جدا بأن اعترفت باسرائيل على حدود العام ١٩٦٧م لصنع السلام ووقف دوامة الحروب، ولكن اليوم يتبين أننا كنىا مخطئين بهذا الكرم ، لأن الصهاينة الذين أتونا من بلاد الاشكناز لا يستحقون أي شيء من هذا الكرم، لأن اطماعهم ظهرت على حقيقتها، ولتعلم أمريكا ومن لف حولها بأن الحق لن يضيع وستعود فلسطين الى أهلها، ونحن والمحتل والزمن طويل.

وأخيرا لا بد ان اذكّر هنا “حماس” بأن ما قامت به من انقلاب مسلح ، يعاني منه الشعب الفلسطين منذ اثني عشر عاما والأحداث المؤسفة الأخيرة في القطاع وما سببته من تداعيات امام العالم تشهد على ذلك، ويكفي مانعانية من المحتل من ظلم العنصرية والقتل والتعذيب اليومي لنا. وأنتم يا زعماءنا جميعا الا ترون ان قضيتنا في انحدار دائم؟ لذلك ارجو من الإخوة في حماس خصوصا الأخ اسماعيل هنية والأخ يحيى السنوار ان يتقوا الله بشعبهم البطل المقاوم وان يعملوا بجد الرجال الإبطال لإنهاء هذا الانفصال المظلم .

نحن شعب واحد وتاريخنا واحد على هذه الأرض المقدسة فاعملوا ما يرضي الله وأنهوا هذا الانفصال لدحر العدو من بلادنا المقدسة والله المستعان.

الاخبار العاجلة