متى كانت حماس صادقة ؟

25 مارس 2019آخر تحديث :
متى كانت حماس صادقة ؟

الكاتب د. عبد الله كميل


اية حركة مقاومة للاستعمار في العالم وحتى تنجح يجب ان تلتزم بمعايير وحدود وركائز سياسيه واخلاقيه ووطنيه، وهذه من ابجديات النجاح التي تمكن الحركه من الاستحواذ على ثقه الجماهير ولو تعمقنا بموضوغيه وتجرد ببحث سلوك حركة حماس على هذه الاسس ، لوجدنا ان هناك اختلالا وتناقضا بات يشكل خطرا على مستقبل هذه الحركه فعند انطلاقتها حددت اهدافها السياسية وايديولوجيتها والتي جاءت تعبيرا عن اعتذار للشعب الفلسطيني على سنوات طويله مضت على الاحتلال دون انخراطهم كحركة اخوان مسلمين في المقاومة التي قادتها حركة فتح ومعها فصائل منظمة التحرير ولحقت بها حركه الجهاد الاسلامي التي انشقت عن الاخوان المسلمين

..بدأت حماس بعملياتها التفجيريه بعد انطلاق العمليه السياسيه والمفاوضات التي قادها الشهيد ياسر عرفات مع اسرائيل بهدف التوصل لحل يفضي الى اقامة دوله فلسطينيه مستقلة على الاراضي المحتله عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الى الاراضي التي هجروا منها تطبيقا للقرار الدولي رقم ١٩٤ ..وقد رفضت حماس حينها العمليه السياسيه داعيه الى افشالها عبر العمليات التفجيريه وبالمقابل رفض اليمين الاسرائيلي هذه العمليه معبرا عن ذلك من خلال عمليه اغتيال رئيس الوزراء الاسرائيلي اتسحاق رابين وبعد عدد كبير من الشهداء اسقطت حماس اهدافها عبر انسجامها مع الحدود السياسيه التي اقرتها منظمة التحرير وان كان بشكل غير مباشر وهنا يبرز السؤال الكبير وهو ..الا يحق لشعبنا ان يحاسب قيادة حماس على كل قطرة دم نزفت وعلى كل بيت تم تدميره في سبيل تحقيق رؤية حماس السياسيه والتي وبعد كل هذه الخسارة الكبيرة انسجمت مع رؤية منظمة التحرير ..فهل كان غرضكم فقط افشال العملية السياسية التي قادها الشهيد ياسر عرفات والرئيس ابو مازن ..وهل نتيجة كل هذه الخسارات الغذاء مقابل الامن ؟؟فقبل سيطرتكم على غزة كان هناك مطارا واتفاقا على ميناء وكان الوضع الاقتصادي جيدا

اما على الصعيد الاخلاقي فلا يعقل ان تقوم حركة مقاومة بالانقلاب واختطاف غزة بقوة السلاح تحت شعار ان المشكله ليست مع فتح انما مع تيار خياني يقوده محمد دحلان حسب ادعاء حماس ، وبعد ذلك تتحالف حماس مع دحلان فانتم من وصفتم دحلان بالخائن اذن كيف تتحالفون مع خائن ؟؟؟ وان كان ليس كذلك اذن كنتم تشوهون وتكذبون فهل هذا من اخلاقيات حركات المقاومة او الاسلام ؟؟؟!!!!

اضف الى ذلك هذا الانحطاط الاخلاقي المتمثل بسياسة التكسير والتعذيب والتخوين والتكفير في مواجهة الاحتجاجات على الاوضاع في قطاع غزه فقد تم الاعتداء بقسوة على النساء والاطفال والصحفيين وكبار السن واخرجت حماس بعض الفتاوي التي تحرم التظاهر والاحتجاج في مواجهة ما ادعته بالمقاومة وكأن ذلك كفر والحاد

اما على الصعيد الوطني فحماس لا تعترف بالوطنية الفلسطينية لا بأدبياتها ولا بسلوكها حيث تؤكد انها جزء من حركه عالميه وهي حركة الاخوان المسلمين حيث عبرت بقوة عن ذلك بعد صعود محمد مرسي الى سدة الحكم في مصر

ومن هنا فان الوحدة الوطنيه في نظر حماس تاريخيا امر غير مرحب به الا اذا كانت تحت راية حماس حيث لم يسجل بتاريخ حركة حماس انها دخلت مره واحده في اطار وطني جامع فمنذ بداية تشكيلها غردت خارج السرب حينما تشكلت القياده الوطنيه الموحده التي قادت الانتفاضه الاولى والتي كان تحت اطارها كل فصائل العمل الوطني وقد برزت حماس ببياناتها الخاصه وبرامجها المختلفه عن برامج القياده وحسب الكثير من قادة الاحتلال فان تسهيل اسرائيل لوجودها كان بهدف ضرب منظمة التحرير وعلى رأسها ياسر عرفات ..وقد بات هذا الامر واضحا بعد اكثر من ثلاثين عاما على انطلاقها حيث اكد الانقسام الناتج عن انقلاب حماس وبحث حماس عن ما يعزز فقط سلطتها في قطاع غزه انها اصبحت تشكل خطرا على القضيه الفلسطينيه ..فلصالح من استمرار هذا الانقسام ..ولصالح من اذلال شعب باكمله في قطاع غزه ؟؟؟

الاخبار العاجلة