بقلم: عبد الله كميل – معا
خلال اقل من اسبوعين خرجت اربعة صواريخ على دفعتين. في الدفعة الاولى انطلق صاروخان وقعا بمنطقة نائية جنوب تل ابيب وسارعت حماس بابلاغ الاسرائيليين عبر الوسطاء ان الصاروخين قد اطلقا بالخطأ وانها قامت باتخاذ الاجراءات الصارمة بحق المسؤولين عن ذلك، وكان ذلك قد حدث في ذروة ثورة الغضب الشعبي وانتفاضة الكرامة التي احرجت حماس على المستويين،ّ العربي والدولي وتعاطت اسرائيل مع مبررات حماس بايجابية.
بالامس خرج صاروخان وسقطا شمال تل ابيب، اصاب احدهما بيتا اسرائيليا بشكل مباشر وادى الى اصابة سبعة من افراد المنزل منها ستة اصابات طفيفة واخرى متوسطة، وهذه المرة ايضا بررت حماس ذلك بانه نتاج الظروف الجوية وانها لم تقصد اطلاق الصواريخ، اي ان هذا ايضا حصل بالخطأ ولا ندري من ستحاسب هذه المرة. والسؤال هل فعلا خرجت هذه الصواريخ بالخطأ؟؟
اعتقد جازما ان تبرير حماس مثير للضحك والاستسخاف فلا يعقل ان تخرج صواريخ بالخطأ فلم الخجل اذن؟؟؟..وهل يعقل ان يتم التبرير بهذه الطريقة الساذجة..؟؟فما دامت منظومة الصواريخ غير آمنه الا تخافوا من انفجارها في غزه ما يهدد ارواحا كثيرة نتاج المنظومة او الغبية غير المسيطر عليها ؟؟
اعتقد ان حماس تريد حربا محدودة تخلص عبرها نفسها من هذه الحالة المحرجة والمتمثلة بثورة الكرامة “بدنا نعيش” هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فهي صواريخ هادفة الى تحسين شروط التفاوض بين حماس والاسرائيليين والمتعلقة بما بات يسمى (الامن مقابل الغذاء) وكذلك الاظهار انها هي القادرة على البدء بالحرب وكذلك ضبط الهدوء على حدود قطاع غزة والهدف من كل ذلك ارسال بطاقة الاعتماد لها للاسرائيليين والامريكان على انها فقط القادرة على ضبط الامن وانها القوة التي لا يمكن تجاوزها في المعادلة، ولهذا كانت في ظل السلطة التي قادها من قبل الرئيس الشهيد ياسر عرفات ومن بعده الرئيس ابو مازن هي المعنية اكثر بخلط الاوراق عبر عمليات اطلاق الصواريخ لاظهار عدم قدرة السلطة على ضبط الحدود ..
واخيرا فان تراجع مواقف حماس السياسية عبر التفاوض فقط على تقوية عناصر الحفاظ على سلطتها في قطاع غزه عبر فك الحصار او جلب الاموال القطريه وغيرها مقابل هدنة طويلة الأمد فان ذلك وضع حماس في موضع حرج امام الجمهور الفلسطيني والعربي وستحرج حماس اكثر امام ذوي الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الغايات النبيله التي كانت قد اعلنت عنها في الماضي .
