50 % من الأمريكيين يؤيدون دولة فلسطينية

6 أبريل 2019آخر تحديث :
50 % من الأمريكيين يؤيدون دولة فلسطينية
 

وجد استطلاع للرأي أجرته مؤسسة «غالوب» الأمريكية (المتخصصة في إجراء التحليلات وتقديم الاستشارات)، أن 50% من الأمريكيين- للمرة الأولى خلال سنوات عدة- يفضلون إنشاء دولة فلسطينية في غزة والضفة الغربية. 
ولستُ متأكداً مما يعتقد الـ 50% الآخرون أن على الفلسطينيين أن يفعلوا. يكتفون بالبقاء دون دولة ودون حقوق مواطنة؟ علماً بأنهم يعيشون تحت احتلال عسكري أجنبي. 
وإذا حدث نزاع في الضفة الغربية، فإن عليهم الذهاب إلى محكمة «إسرائيلية»، وأن المغتصبين «الإسرائيليين»، بإمكانهم أن يدخلوا ويستولوا على ممتلكاتهم ومياههم عندما يشاؤون؛ وأنه إذا لم يكن لدى المرء جنسية في دولة، فكأنما يعيش في سجن على الدوام. 
واللافت للنظر أن الجمهور عبّرَ عن الميل إلى تأييد قيام دولة فلسطينية، حتى مع أن ذلك ليس مشروع الرئيس الحالي. وفي وقت سابق، كان قد تم بلوغ نقاط عالية في هذا الموقف، عندما كان الرئيسان بوش وأوباما، يحاولان تحقيق اتفاق سلام. 
وأنا أتساءل ما إذا كانت آراء النائبتين إلهان عمر ورشيدة طليب، حول هذه القضية، قد لعبت دوراً ما. وكان استطلاع الرأي المذكور قد أجري في 1- 10 فبراير/شباط من هذا العام. 
تأملتُ البيانات الأكثر تفصيلاً، في استطلاع مؤسسة «غالوب»، فأدهشتني الفوارق الديموغرافية. 
لقد أيد 55% من غير البيض، إقامة دولة فلسطينية. وبالمثل، يؤيد 53% من السكان الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18- 34 عاماً، إنشاء دولة فلسطينية، في حين أ ن 47% فقط من كبار السن، يؤيدون ذلك. 
ويؤيد 70% ممن يصفون أنفسهم بأنهم ليبراليون، قيام دولة فلسطينية. 
و62% من الحاصلين على تعليم جامعي يؤيدونها، ولكن 44% فقط من غير الحاصلين على شهادة بكالوريوس يؤيدونها. 
وعلى الرغم من أن الأشخاص يغيرون آراءهم حول الأمور عندما يتقدمون في السن، فمن الممكن أننا نشهد الآن تغيراً جذرياً. وعندما يشغل الشباب الأكثر تأييداً للدولة الفلسطينية مناصب في السلطة، وعندما تصبح البلاد أقل «بياضاً»، يمكن أن نشهد تغييراً كبيراً في الرأي العام حول هذه القضية. 
كما أن لقسوة الاحتلال «الإسرائيلي»، والفصل العنصري، تأثيراً، ولا سيما، فيما يبدو، في أوساط الأمريكيين الأصغر سِناً، الذين عاشوا دائماً مع تفوق «إسرائيل» العسكري على جيرانها، وفي أوساط المُلونين الذين يمكن أن يتفهموا محنة الفلسطينيين الواقعين تحت الاحتلال، ويتعاطفوا معهم. 
وأعتقد أن المشاعر العامة المؤيدة لإقامة دولة فلسطينية، ستكون أقوى بكثير لو أن وسائل الإعلام الأمريكية الجماعية، مثل شبكات الكابل الإخبارية، قامت بتغطية فعلية للعنف والعدوان اللذين يرتكبهما المغتصبون «الإسرائيليون» في الضفة الغربية، على نطاق يومي، ولكنهما يُحجَبان عن الجمهور في الولايات المتحدة، من قِبل وسائل الإعلام الأمريكية الموالية ل«إسرائيل». فهنالك صراع منخفض الشدة يدور يومياً في الضفة الغربية، ولكنه لا يحظى بالتغطية الإعلامية في معظمه. 
وثمة استنتاج آخر في استطلاع الرأي المذكور، وهو أن ما يقرب من ثلث الأمريكيين فقط، يعتقدون بأن قضية فلسطين تؤثر في أمنهم. 
ولذا، فإنهم لا يعطونها كثيراً من الاهتمام. وذلك علماً بأنه لو قام الجناح المتطرف في «إسرائيل»، بهدم المسجد الأقصى في القدس، كما يريد أن يفعل، فستكون الأصداء بين 1.8 مليار مسلم، شديدة وقاسية جداً.

 

المصدر الخليج الاماراتية
الاخبار العاجلة