هكذا يقضي الأسرى أيامهم في رمضان

15 مايو 2019آخر تحديث :
هكذا يقضي الأسرى أيامهم في رمضان

رام الله-صدى الاعلام

ضيق المساحة وظلم السجان، أمران طالما عانى منهما الأسرى داخل سجون الاحتلال طيلة سنوات الأسر، وفي شهر رمضان المبارك، يحاولون التخفيف من معاناتهم من خلال خلق أجواء كالتي عاشها الأسير في الخارج.

وفي الشهر الفضيل يزدحم برنامج الأسرى بالفعاليات الثقافية، والأمسيات الترفيهية، والمسابقات، وحلقات التدريس وغيرها، يحاولون انتزاع مساحة من الحرية من جوف السجن المليء بالكراهية والأحقاد.

ويقسم الأسرى كل يوم من أيام الشهر، الى أقسام وأوقات يلتزم بها الأسير طيلة شهر رمضان.

وليد الهودلي أسير محرر، قضى 18 عاما في سجون الاحتلال قال لـ “وفا”: “إن استعدادات الأسرى تتركز في الإقبال شبه الكامل على النشاط الروحي، أهمها قراءة القران، والدعاء، وإعداد برنامج إداري يوفر أجواء رمضانية هادئة، مع تنظيم الوجبات على وجبتين، افطار وسحور، بدلا من ثلاث وجبات.

وأضاف” يتطوع مجموعة من الأسرى لتنظيم برنامج الأسرى خلال الـ 30 يوم، حيث يتم تخصيص وقت للمسابقات الثقافية، ويتم طرح العديد من الأسئلة، مقابل جوائز معينة كالعصائر، والدفاتر، والأقلام. وأسئلة تخص القضية الفلسطينية ومعلومات عامة. ووقت للأمسيات الترفيهية، وآخر لحلقات تدريس القرآن، وحفظه، وفهم أحكامه. وهنا نكتشف المواهب من خلال المعلومات التي يمتلكها الأسير، أو من خلال الأصوات الجميلة في قرآءة القرآن”.

وتابع “كما يتطوع آخرون في الطبخ، حيث يتم إعادة عمل الطعام المقدم من إدارة مصلحة السجون، وإعطائه مسحة من فنون الطبخ الفلسطينية. فعلى سبيل المثال، فإن الادارة تقدم يوم الجمعة جزء من الدجاج للأسرى، يتم تنظيفه، ووضع الأرز بداخله، ليصبح مقلوبة. إضافة الى إعداد الحلويات من خلال الخبز الموجود لديهم، ثم توضع تحت البلاطة الكهربائية لساعتين او ثلاث، لتتحمر. ليعدوا لنا الكنافة، والعوامة، والقطايف”.

وقال “أهم ما يميز رمضان أنه زاخر بالذكريات، حيث يجتمع أسرى الغرفة في المساحة الواقعة بين الحمام و”الإبراش”، وعلى طعام اختاره السجان لهم، وهنا تداهم ذكريات المائدة التي يجتمع عليها الأهل والأقارب. كذلك تأتي صلاة التراويح محملة بذكريات المساجد الجميلة المكيفة، والتي تلتقي بها مع من تحب بينما تلك الصلاة بين الابراش وتحت حرب الاحتلال ومنغصاته”.

الأسير يوسف نواجعة من بلدة يطا جنوب الخليل، قضى 6 أعوام داخل السجون، وأفرج عنه قبل عدة أشهر قال “يتم إعطاء دورات تقوية في شهر رمضان من قبل أسرى متعلمين، حيث يقومون بتخصيص وقت لتدريس اللغة العبرية، والانجليزية، والروسية. إضافة لتخصيص وقت للحديث وتبادل المعلومات المفيدة بين كافة الأسرى داخل السجن، والاستفادة من خبرات كل أسير، إضافة لخدمة الأسرى المرضى”.

وعن مضايقات الاحتلال، قال نواجعة “كنا نتعرض للكثير من المضايقات من الاحتلال، منها منع تجمع الأسرى، وذلك من خلال إغلاق الغرف، حيث لكل سجن غرفًا مفتوحة على بعضها البعض، ويجتمع الأسرى من كافة الغرف للمشاركة في هذه النشاطات. إضافة الى التفتشيات اليومية، والمفاجئة، وتفريق الأسرى أثناء قيامهم بنشاط معين”.

الأسير عصمت منصور من رام الله قضى 20 عاما في السجون، قال إن شهر رمضان له خصوصية روحانية، وعاطفية، ودينية. كما يبدأ الأسرى بتحضير قائمة مطالب لتقديمها لإدارة السجون، منها: تحسين جودة الأكل المقدم من إدارة السجون. إضافة الى طلب تسهيل اجراءات زيارة الأهل في شهر رمضان من خلال عدم التفتيش الطويل، وتسريع عملية الزيارة. فضلا عن السماح بوضع بعض المأكولات كاللبن في الثلاجة وتوزيعها للأسرى قبل الافطار.

تقرير معن الريماوي-وفا

الاخبار العاجلة