١٢ عاما على الانقسام .. كفى !!

15 يونيو 2019آخر تحديث :
١٢ عاما على الانقسام .. كفى !!

حديث القدس عن جريدة القدس

صادف أمس ذكرى مرور أثنى عشر عاما على سيطرة حركة «حماس» بالقوة على قطاع غزة وسقوط عدد كبير من الضحايا وبدء مرحلة الانقسام المأساوي بكل تداعياته وفي مقدمتها تشويهه للنضال الفلسطيني وإضراره بالقضية الفلسطينية، وتشتيت جهد الساحة الفلسطينية، وتوفير ورقة طالما استغلتها إسرائيل لتضليل الرأي العام العالمي والزعم ان الفلسطينيين ليس لهم كلمة واحدة ولا يستحقون دولة وبالتالي التهرب من استحقاقات أي عملية سلام تقود الى قيام دولة فلسطينية مستقلة، الى درجة ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، صرح أكثر من مرة ان استمرار الانقسام يخدم مصالح إسرائيل الاستراتيجية، وعمل ولا زال كل ما بوسعه لترسيخ هذا الانقسام واستمراره.

إثنا عشر عاما، وشعبنا الذي اكتوى بنيران الاحتلال وإجراءاته وانتهاكاته الجسيمة، اكتوى أيضا بنيران الانقسام التي زادت من معاناته وعرقلت خطاه نحو الحرية والاستقلال، وصادرت حقه الطبيعي في قول كلمته في صناديق الاقتراع وشوهت النظام السياسي الفلسطيني.

إثنا عشر عاما من الصفحات السوداء في التاريخ الفلسطيني التي تنكرت لتضحيات شعبنا من قوافل الشهداء والجرحى والأسرى، كما تنكرت لحقيقة إن شعبنا هو صاحب السيادة وهو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في رسم مستقبله ومصيره، وضربت عرض الحائط إرادة هذا الشعب المناضل الذي طالما دعا الى إنهاء هذا لانقسام البغيض.

إثنا عشر عاما والانقساميون يتغنون شعارات بالقدس والمصلحة الوطنية وفلسطين فيما يتسارع تهويد القدس وتئن فلسطين تحت وطأة التوسع الاستيطاني واعتداءات المستوطنين وعدوان الجيش الإسرائيلي اليومي عبر عمليات الدهم والاعتقال والهدم ومصادرات الأراضي وتقييد حرية حركة المواطنين وحصار قطاع غزة .. الخ، دون ان نرى جهدا حقيقيا من الانقساميين لمواجهة هذه التحديات عبر استعادة الوحدة ووضع برنامج نضالي موحد لتحقيق طموحات شعبنا وانتزاع حقوقه المشروعة.

وها هي إدارة ترامب وحليفتها الحكومة اليمينية الإسرائيلية المتطرفة تحيكان اخطر مؤامرة في تاريخ القضية لتصفيتها بينما لا يزال الانقساميون يتمترسون في مواقعهم الرافضة للوحدة مشبعين شعبنا شعارات بلا رصيد.

وبهذه المناسبة وبعد مرور هذه السنوات العجاف يطلق شعبنا مجددا صرخته المدوية عليها تخترق أذان الانقساميين وتصل الى ما تبقى من ضمائرهم: كفى .. كفى إيغالا في الإساءة لهذا الشعب، وكفى ايغالا في التنكر لحقوقه في قول كلمته في صناديق الاقتراع وفي نظام سياسي ديمقراطي يليق بتضحياته ومسيرة نضاله الشاقة والطويلة .. كفى تضليلا فأصغر طفل فلسطيني بات يدرك أن هذا الانقسام لا يخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي وحليفته الكبرى أميركا ولا يدفع ثمنه سوى أبناء هذا الشعب الصابر الصامد القابض على الجمر.

والى جانب هذه الصرخة يجدر بالانقساميين ان يدركوا ان شعبنا العظيم قادر على التمييز بين الغث والسمين وقادر على محاسبة كل من يخرج عن إرادته ويتنكر لحقوقه وقادر على الحفاظ على إشراقة نضاله العادل وعلى قراره المستقل والتمسك بكامل حقوقه المشروعة، وعليهم أن يدركوا أيضا أن التاريخ لا يرحم وسيحاسب كل من أساء لهذا النضال ولهذا الشعب ولن تنطلي عليه كل الشعارات البراقة، فعودوا الى رشدكم قبل ضياع ما تبقى من وطن وقبل أن تستكمل قوى إقليمية وعالمية تنفيذ أهدافها ومآربها في ساحتنا الداخلية.

المصدر جريدة القدس
الاخبار العاجلة